ماذا تريد واشنطن من جرينلاند؟

ماذا تريد واشنطن من جرينلاند؟
ماذا تريد واشنطن من جرينلاند؟
ماذا تريد واشنطن من جرينلاند؟
ماذا تريد واشنطن من جرينلاند؟

تحظى جزيرة جرينلاند بدائرة من الضوء مع مناورات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسيطرة على الدولة القطبية الشمالية الغنية بالمعادن. فقد أصبحت منطقة جرينلاند التي تتمتع بالحكم الذاتي في الدنمارك، التي ستصوت اليوم الثلاثاء في الانتخابات التشريعية، في دائرة الضوء السياسية بسبب مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي الإستراتيجي.

الرئيس دونالد ترمب صرح مرارا وتكرارا منذ ديسمبر أن الولايات المتحدة تخطط للاستيلاء على جرينلاند، ورفع لهجته في خطاب ألقاه في 4 مارس أمام الكونجرس. ولعل من هذا التصريح القوي هنالك مطامع واسعة للبيت الأبيض يرغب في تحقيقها.
وهنا إليك 5 أشياء يجب معرفتها عن جرينلاند:

الأرض الخضراء
كانت الجزيرة مأهولة بالإنويت بشكل متقطع لمدة 4500 عام تقريبًا، وقد أطلق عليها في الأصل إريك الأحمر، المستكشف الفايكنج الذي هبط على الحافة الجنوبية البعيدة للجزيرة في القرن العاشر، اسم "الأرض الخضراء".
كان هذا اسما غير مناسب، حيث إن نحو 80% من مساحتها التي تزيد عن مليوني كيلومتر مربع مغطاة بالجليد. استعمرتها الدنمارك قبل 300 عام، وتم دمجها في مملكة الدنمارك في 1953.
في 1979، منحت كوبنهاجن جرينلاند الحكم الذاتي وتم تمديد استقلالها بموجب قانون صدر 2009، على الرغم من أن كوبنهاجن لا تزال تقرر السياسة الخارجية والأمور العسكرية.
يعتمد الاقتصاد -الذي يعتمد في المقام الأول على صناعة صيد الأسماك- بشكل كبير على الإعانات من كوبنهاجن بأكثر من 565 مليون دولار سنويًا، أي ما يعادل خمس الناتج المحلي الإجمالي للجزيرة.
على عكس الدنمارك، لم تعد جرينلاند عضوًا في الاتحاد الأوروبي بعد الانسحاب في 1985، قبل 3 عقود من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. أكثر من 90% من سكانها البالغ عددهم 57 ألف نسمة - نحو 19 ألفا منهم يعيشون في العاصمة نوك - هم من الإنويت.

مطامع الولايات المتحدة
قال الرئيس دونالد ترمب: "نحن بحاجة إلى جرينلاند حقًا من أجل الأمن العالمي الدولي. وأعتقد أننا سنحصل عليها".
إن الاهتمام الأمريكي بالمنطقة ليس جديدًا، ففي مبدأ مونرو لعام 1823، ادعت الولايات المتحدة أن جرينلاند كانت جزءًا من "مجال مصالحها". وبعد نحو قرن من الزمان، في 1917، استحوذت واشنطن على جزر فيرجن من الدنمارك واعترفت بسيادة الدنمارك على جرينلاند. وخلال الحرب العالمية الثانية، عندما احتلت ألمانيا الدنمارك، خضعت جرينلاند للحماية الأمريكية وأُعيدت إلى الدنمارك في نهاية الحرب.
احتفظت الولايات المتحدة بعدة قواعد عسكرية كبيرة؛ واحدة منها، بيتوفيك -في شمال غرب الجزيرة- لا تزال قيد الاستخدام. كما تمتلك الولايات المتحدة قنصلية في نوك.

معادن كثيرة
تربة جرينلاند غنية باحتياطيات المعادن والنفط غير المستغلة، لكن على نطاق عالمي فإن الكميات متواضعة. ولا يوجد حاليًا سوى منجمين يعملان.
وتشير تقديرات هيئة المسح الجيولوجي في الدنمارك وجرينلاند إلى أن المعادن النادرة في جرينلاند -التي من المتوقع أن يرتفع الطلب عليها في المستقبل- تبلغ نحو 36.1 مليار طن. ولكن احتياطياتها من المعادن النادرة -تلك التي يمكن استخراجها اقتصادياً وفنياً- لا تتجاوز نحو 1.5 مليون طن، وفقاً لأحدث تقرير صادر عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية.
كما أدت المعارضة العامة لاستخراج اليورانيوم في جنوب جرينلاند إلى سن تشريع يحظر أي استخراج للمواد المشعة. ويعتقد أيضاً أن الجزيرة تجلس على وفرة من النفط والغاز، ولكنها علقت الاستكشاف بسبب القلق على المناخ وتهدف إلى تطوير الطاقة الكهرومائية بدلاً من ذلك. كما تطلق الأنهار الجليدية الذائبة طحيناً صخرياً غنياً بالمعادن يمكن استخدامه كسماد في التربة المستنفدة أو القاحلة في إفريقيا وأمريكا الجنوبية.

الخط الأمامي للاحتباس الحراري العالمي
تعاني المنطقة الضخمة بشكل مباشر من آثار الاحتباس الحراري العالمي، حيث ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي 4 مرات أسرع من بقية الكوكب منذ عام 1979، وفقًا لدراسة في مجلة Nature الأمريكية. أظهرت دراسات عديدة أيضًا أن ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند قد اكتسب سرعة. إذا ذابت الكتلة الجليدية، ثاني أكبر كتلة جليدية في العالم بعد القارة القطبية الجنوبية، تمامًا فقد يتسبب ذلك في ارتفاع مستويات سطح البحر بأكثر من 7 أمتار (23 قدمًا)، وفقًا للمحاكاة.

الطرق الشمالية
تفتقر جرينلاند إلى شبكة طرق أو سكك حديدية، لذلك يعتمد الناس على المروحيات والطائرات والقوارب للتنقل. في الوقت نفسه، تعمل درجات الحرارة المرتفعة وذوبان الجليد على فتح طرق شحن جديدة وأقصر، ما يعزز الموقع الإستراتيجي للمنطقة.
تعتمد على السياحة المتنامية لتعزيز اقتصادها.
في نوفمبر، تم فتح مطار نوك للرحلات الطويلة، ما يجعل الوصول الدولي إلى المنطقة أسهل. ومن المقرر أن تبدأ رحلات مباشرة مرتين أسبوعيا إلى نيويورك هذا الصيف.

جرينلاند في حقائق وأرقام
الاقتصاد ينتج الصيد نحو 90% من صادرات جرينلاند. لا يزال الصيد مصدرًا مهمًا للغذاء والدخل. يتم اصطياد الفقمة والحيتان والرنة وثور المسك.
السياحة مهمة بشكل متزايد. سافر أكثر من 96 ألف مسافر دولي عبر مطارات البلاد في 2023، بزيادة 28% على 2015.
تمثل الوظائف الحكومية أكثر من 40% من العمالة. توظف صيد الأسماك والصيد والزراعة نحو 15% من القوى العاملة، تليها تجارة الجملة بـ11%، والبناء 8%، والنقل 7%.
الموارد الطبيعية الزنك والرصاص وخام الحديد والفحم والموليبدينوم والذهب والبلاتين واليورانيوم والنحاس والنيكل والمعادن الأرضية النادرة والطاقة الكهرومائية وربما النفط والغاز.
المالية العامة تعتمد جرينلاند بشكل كبير على منحة سنوية مقطوعة من الدنمارك. في 2023، بلغت المنحة 4.144 مليار كرونة (614.4 مليون دولار)، أو نحو نصف إيرادات حكومة جرينلاند و20% من الناتج المحلي الإجمالي.
الجغرافيا جرينلاند هي الدولة الثانية عشرة من حيث المساحة في العالم، وتغطي أكثر من 2.16 مليون كيلومتر مربع (836330 ميلا مربعا). ونحو 80% من هذه المنطقة مغطاة بالجليد.

الأكثر قراءة