لهذا السبب تم استهداف الأمير محمد بن نايف

أيام أربعة فصلت بين الإعلان عن محاولة الاعتداء الآثم على سمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وكشف تفاصيل ما سبق هذه المحاولة من مكالمة هاتفية بين الأمير محمد بن نايف والمنتحر، ونشر صور تلك العملية الإرهابية.
خلال هذه الأيام كانت وسائل الإعلام المختلفة تسعى للحصول على أية معلومة، وكانت تجتهد بنشر التوقعات والتحليلات، كما كانت هذه الأيام الأربعة مسرحا لطرح الآراء حول العملية، فقد خرجت آراء أفراد لا يحملون لهذا البلد إلا الشر، فبعضهم شكك في حدوث هذا التفجير، والبعض الآخر هلل له في تحريض واضح وسافر.
بعد هذه الأيام الأربعة التي كانت الناس فيها تترقب تفاصيل ما حدث تم عرض ما جرى من اتصال هاتفي بين الأمير محمد بن نايف ومنفذ العملية الانتحارية، وهي مكالمة لم يكن لها أن تظهر إلى العلن لو لم يقم ذلك الشاب بجريمته، وكان أن ظهر صوت الأمير محمد وهو يتحدث ببساطة متناهية ويحث الشاب على الرجوع إلى وطنه ويبيّن ما يحمله الوطن لأبنائه من عفو وتسامح وعون على تخطي العقبات، بل يسأل عن أحوال امرأة عبرت الحدود مع أبنائها إلى اليمن، ويدعو إلى الحرص عليها وعلى أبنائها، كما يحذر الشاب وغيره من أن يستغلوا من قبل الأشرار.
مثل هذه المكالمة يعرف زعماء الإرهاب ومن يقف خلفهم أثرها في الشباب الذين تم التغرير بهم ويدركون أن كثيرا من الشباب بعد أن انكشفت لهم أهداف من يقفون خلف الإرهاب، وجدوا في هذا الباب مخرجا لهم يعيدهم إلى حضن الوطن، ولهذا سعى الإرهابيون إلى إغلاق هذا الباب عبر استهداف الأمير محمد بن نايف.
أما الصور التي تم نشرها عما آل إليه منفذ العملية فهي تبين مدى ما وصل إليه من يقفون خلف هذه العمليات من استهتار بأرواح هؤلاء الشباب واستخدامهم بهذا الشكل البشع لتنفيذ أهداف لا علاقة لها بالدين، بل هي لأهداف سياسية تخدم جهات ترى في المملكة العربية السعودية سداً منيعاً أمام طموحاتها.
إن هذه العملية الانتحارية التي جرت تعيدنا إلى ذلك التاريخ الذي كانت تنفذ فيه عمليات اغتيال كانت تقوم بها فرقة منحرفة تسمى فرقة الحشاشين، وهي فرقة أسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة الموت في إيران مركزاً لنشر دعوته، حيث اعتمدت تلك الفرقة الاغتيال لتحقيق أهدافها والقضاء على خصومها عن طريق تدريب الأطفال منذ الصغر على الطاعة العمياء، ثم بعد أن يشتد عودهم يؤمرون بتنفيذ عمليات اغتيال، وإذا قبض على أحدهم يقوم بقتل نفسه حتى لا يبوح بأسرار الفرقة.
تلك الفرقة – الحشاشين – بلغ من خطورة جرائمها أن استمدت عديد من اللغات الأوربية كلمة الاغتيال من اسمها، ومنها اللغة الإنجليزية التي تطلق على عملية الاغتيال كلمة assassination.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي