تقارير و تحليلات

تراجع هامش الربح التشغيلي لقطاع الاتصالات السعودي إلى 18 % بنهاية 2023 رغم الإيرادات القياسية

تراجع هامش الربح التشغيلي لقطاع الاتصالات السعودي إلى 18 % بنهاية 2023 رغم الإيرادات القياسية

حققت شركات الاتصالات المدرجة في السوق المالية السعودية نتائج قياسية خلال عام 2023 هي الأعلى منذ إدراجها لثلاث شركات، والأكبر خلال عشرة أعوام لشركة "موبايلي".
وأسهمت الزيادة في إيرادات قطاع الأفراد والأعمال والنمو في استثمارات الشركات التابعة، إضافة إلى زيادة حجم قاعدة العملاء بمتوسط 4.9 % في بعض الشركات، في نمو إيرادات شركات القطاع، لتبلغ نحو 99.9 مليار ريال بارتفاع 8 % خلال 2023.
وبحسب تقرير لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، ارتفعت الأرباح الصافية لشركات القطاع 18 % إلى 17 مليار ريال كأعلى أرباح تاريخيا.
وتراجع هامش الدخل التشغيلي للقطاع بنهاية العام من 20 % إلى 18 % بالتزامن مع انخفاض الدخل التشغيلي بقيمة 256 مليون ريال، مع ذلك سجل هامش الربح الصافي ارتفاعا طفيفا إلى 17 %، على الرغم من ضغط الفائدة الذي أدى إلى زيادة تكاليف التمويل التي تتكبدها الشركات إلى ما يزيد على 810 ملايين ريال.
وتراجع هامش التشغيل للقطاع على الرغم من النمو في الإيرادات وصافي الدخل، نتيجة لزيادة في حجم المصاريف التشغيلية مع الزيادة في تكاليف الموظفين.
وسجلت "إس تي سي" أكبر مؤثر في القطاع زيادة في مصاريفها العمومية والإدارية بقيمة 1.49 مليار ريال، نتيجة الزيادة في مصاريف الاستهلاك خلال العام، نتيجة استثمار المجموعة في مجالات جديدة وفق استراتيجيتها المعتمدة للتوسع وما يترتب عليها من ارتفاع في المصاريف التشغيلية خاصة في مراحل التشغيل الأولية للشركات المرتبطة بهذه الاستثمارات.
سجلت "زين" ارتفاعا في المصاريف التشغيلية بقيمة 708 ملايين ريال، نظرا لتكاليف إعادة تأجير الأبراج، إضافة إلى ارتفاع مصاريف الخسائر الائتمانية المتوقعة بمبلغ 11 مليون ريال.
وكان لارتفاع إيرادات التمويل بمبلغ 910 ملايين ريال، وتحقيق مكاسب غير متكررة من بيع "إس تي سي" أرضا في الخبر أثر في التخفيف من تراجع الأرباح.
وتشهد شركات الاتصالات كباقي الشركات عالميا، ارتفاعا في تكاليف التمويل نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، وهو ما يعد أمرا طبيعيا طالما لا تتجاوز الزيادة في حجم تكاليف التمويل، النمو في الدخل التشغيلي.
سجلت كل من إس تي سي، وزين، وعذيب، أرباحا وإيرادات قياسية هي الأكبر منذ إدراجها في السوق، فيما جاءت نتائج "موبايلي" هي الأكبر في عشرة أعوام بإيرادات 16.8 مليار ريال وأرباح 2.2 مليار ريال حيث تعد الأعلى منذ 2013، حيث سجلت آنذاك الشركة مبيعات بنحو 18 مليار ريال وأرباحا 4.7 مليار ريال تتجاوز نتائجها السنوية اليوم.
جاءت كل من "عذيب"، و"زين" بمعدلات النمو السنوية الأكبر في الأرباح بنحو 385 % و131 % حيث جاء النمو الكبير لـ"زين السعودية" نتيجة لتحقيقها مكاسب غير متكررة من بيع وإعادة تأجير أكثر من ثمانية آلاف برج خلال العام بإجمالي 1.21 مليار ريال مع بيعها حصتها في شركة "جي إل أي سي" بقيمة 121 مليون ريال، كما قامت "زين" باستثمار رأسمالي بمبلغ 951 مليون ريال، لتحسين جودة الخدمات المقدمة للعملاء، الذي بدوره سيسهم في نمو عدد عملائها، ما سيدفع المبيعات إلى مستوى جديد.
يذكر أن "زين" قد قامت بسداد كافة ديونها والتزاماتها للعام الماضي بقيمة ملياري ريال، الأمر الذي يجعلنا نتوقع ارتفاع تصنيفها الائتماني مع زيادة ملاءتها المالية.
ويعد النمو السنوي لعام 2023 هو الأول لـ"عذيب" بعد سلسلة خسائر استمرت لثلاثة أعوام مدفوعة بعقود تمويلية وقعتها الشركة تمتد لفترة ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام بقيمة تخطت 200 مليون ريال، فضلا عن إيراد تمويل بقيمة 15 مليون ريال نتيجة تسوية وقعتها الشركة مع هيئة الاتصالات على خلفية مستحقات بين الطرفين.
وأسهم انخفاض مصاريف البيع والتسويق، لشركة عذيب في تراجع المصروفات التشغيلية للشركة، فيما زاد دخل الشركة نتيجة عقود تزيد على 230 مليون ريال راوحت مدتها ما بين ثلاثة وخمسة أعوام، بدأ أثرها المالي في 2022 ولا يزال مستمرا.

وحدة التحليل المالي
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات