قصف إسرائيلي على وسط وجنوب القطاع .. استشهاد 78 فلسطينيا
استشهد 78 فلسطينيا وأصيب المئات بجروح في قصف إسرائيلي استهدف عدة منازل في قطاع غزة خلال الساعات الماضية.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، باستشهاد 58 فلسطينيا وإصابة العشرات بجروح في غارات إسرائيلية استهدفت أحياء ومربعات سكنية في مخيمات البريج والمغازي والنصيرات ومدينة دير البلح وسط القطاع.
وفي سياق متصل، استشهد 15 فلسطينيا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، كما استشهد خمسة فلسطينيين في غارات وقصف مدفعي استهدف حي الزيتون في مدينة غزة، تزامن ذلك مع قصف مدفعي مكثف طال مختلف المناطق الشرقية من مدينة خان يونس جنوب القطاع، مما أدى لاستشهاد وإصابة عديد من الفلسطينيين.
وأفادت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 26 فلسطينيا خلال عمليات اقتحام واسعة لعدة مناطق في الضفة الغربية.
وأكدت أن الاعتقالات تركزت في جنين ونابلس والخليل بعد اقتحامات ومداهمات واسعة نفذتها قوات الاحتلال، لافتة النظر إلى أن الأوضاع الإنسانية للأسرى داخل معتقلات الاحتلال صعبة للغاية في ظل ممارسات الاحتلال العدوانية والقمعية بحقهم، في انتهاك فاضح لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
من جانبه أكد مركز معلومات وادي حلوة في القدس المحتلة، أن جرافات الاحتلال الإسرائيلي شرعت في تجريف أراضي الفلسطينيين في حي وادي الربابة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك.
وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة عن مقتل أربعة مسعفين في ضربة إسرائيلية استهدفت سيارة إسعاف في اليوم السادس والتسعين لحرب إسرائيل في غزة.
وقال الهلال في بيان مقتضب "استشهاد أربعة من طواقم إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني جراء استهداف الاحتلال مركبة إسعاف في شارع صلاح الدين عند مدخل دير البلح وسط القطاع".
من جانب آخر، ألغت منظمة الصحة العالمية مهمة مساعدات طبية أخرى مقررة لقطاع غزة أمس بسبب مخاوف أمنية وذلك في سادس عملية إلغاء من نوعها خلال أسبوعين.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم جيبريسوس إن المهمة الملغاة هي سادس مهمة لشمال غزة تلغيها المنظمة نظرا لعدم الموافقة على طلبات زيارة فضلا عن عدم تقديم تطمينات أمنية منذ آخر زيارة في 26 ديسمبر.
وقال في مؤتمر صحافي افتراضي من جنيف "القصف المكثف والقيود على الحركة ونقص الوقود وانقطاع الاتصالات يجعل من المستحيل على منظمة الصحة العالمية وشركائنا الوصول إلى المحتاجين...ندعو إسرائيل إلى الموافقة على طلبات منظمة الصحة العالمية والشركاء الآخرين لتقديم المساعدات الإنسانية".
وتسبب الهجوم الإسرائيلي في نزوح معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ودمر عديد من المنازل والبنى التحتية، وأحدث نقصا حادا في الغذاء والماء والدواء. واحتدم القتال في الآونة الأخيرة رغم تعهدات هذا الأسبوع بتخفيف حدة الاشتباكات.
وقالت منظمة الصحة في وقت سابق الأربعاء إن 15 مستشفى فقط لا تزال عاملة وإن كانت بشكل جزئي.
وحذرت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية من نتائج الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي وميليشيات المستعمرين، ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية، وتداعياتها الخطيرة التي باتت تهدد بتفجير الأوضاع ودفعها إلى دوامة من العنف يصعب السيطرة عليها.
وأشارت في بيان صدر عنها، إلى التصعيد الإسرائيلي الحاصل في الإجراءات أحادية الجانب غير القانونية التي تفرضها على الضفة، في محاولة لحسم مستقبلها السياسي من جانب واحد وبقوة الاحتلال، وفي مقدمة ذلك تعميق الاستيطان وسرقة المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين، وتعميق فصل القدس عن محيطها الفلسطيني ومحاولات استكمال حلقات تهويدها، بما في ذلك جرائم التطهير العرقي وتهويد مقدساتها.
كما لفتت الانتباه إلى التقييدات والضغوط والإجراءات التنكيلية والقمعية التي ترتكبها قوات الاحتلال وفي مقدمتها الإعدامات الميدانية غير المسبوقة، التي باتت تسيطر على مشهد حياة الفلسطينيين، واجتياح كامل مناطق الضفة الغربية وإعادة احتلالها من جديد ومحاولة نسخ الدمار الذي ترتكبه في قطاع غزة على الضفة الغربية خاصة مخيماتها.
ونوهت في بيانها إلى فرض الاحتلال المزيد من العقوبات الجماعية على المواطنين الفلسطينيين، وشل قدرتهم على الحركة والتنقل والحياة من خلال تقطيع أوصال الضفة الغربية، وتحويلها إلى "كنتونات" معزولة بعضها عن بعض من خلال نشر المزيد من حواجز الموت والبوابات الحديدية والأبراج العسكرية والإغلاقات، بما يؤدي إلى زيادة عذاب ومعاناة المواطنين وإجبارهم على المكوث ساعات طويلة على الحواجز بمن فيهم، أسر بأكملها بنسائها وأطفالها وكبار السن والمرضى، وإجبارهم أيضا على السير في طرق التفافية وعرة غير صالحة للاستعمال، إضافة للممارسات الإذلالية غير الإنسانية التي يتعرض لها المواطنون على الحواجز، في تكريس إسرائيلي متعمد لأبشع أشكال أنظمة الفصل العنصري (الأبرتهايد) والضم التدريجي الاستعماري للضفة الغربية بقوة الاحتلال.
وحملت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج هذا التصعيد الخطير، وعدته "ترجمة لحملات التحريض العنصرية والاستعمارية، التي يمارسها أركان اليمين واليمين الإسرائيلي المتطرف الحاكم، واستخفاف بجميع الجهود والدعوات الإقليمية والدولية المبذولة لحماية المدنيين ومحاصرة الصراع وحله بالطرق السلمية وفقا لمبدأ حل الدولتين، وفي المقدمة من ذلك وقف حرب الإبادة الجماعية على شعبنا".