ارتفاع جرائم العنف في أمريكا .. حالات القتل قفزت 28 % هذا العام

ارتفاع جرائم العنف في أمريكا .. حالات القتل قفزت 28 % هذا العام

تتزايد أعمال العنف في العاصمة الأمريكية، حيث أدى ارتفاع جرائم القتل بنسبة 28 في المائة هذا العام إلى إرباك الباحثين فيما يتبادل السياسيون توجيه الاتهامات ومنهم من يوجهها إلى الشرطة.
وبينما لا تزال واشنطن بعيدة كل البعد عن أيام كان يشار فيها إليها على أنها "عاصمة الجريمة" في الولايات المتحدة، في ظل انتشار المخدرات في التسعينيات، فإن ارتفاع جرائم العنف في المدينة يثير الذعر بين السكان ويخلق حالة من الانقسام بينهم.
كما أن بعض عمليات القتل لقيت صدى مروعا. وبين الضحايا فتاة عمرها عشرة أعوام ماتت برصاصة طائشة في عيد الأم، ومهاجر أفغاني فر من بلاده بعد سيطرة طالبان ليقتل بالرصاص أثناء عمله سائقا.
وما يثير حيرة الباحثين هو أن معدل جرائم القتل في واشنطن قفز بينما شهد تراجعا في المدن الرئيسة الأخرى في الولايات المتحدة. ليس هذا فحسب، بل تضاعف كذلك عدد عمليات سرقة السيارات بقوة السلاح في المدينة، بحسب أرقام الشرطة.

- حالة غريبة

ويقول ريتشارد روزنفيلد، عالم الجريمة في جامعة ميزوري سانت لويس، إن العاصمة واشنطن تعتبر حالة شاذة فيما يتعلق باتجاهات جرائم القتل، عند مقارنتها بمدن مثل نيويورك أو فيلادلفيا أو شيكاغو أو بالتيمور. ويضيف روزنفيلد أن التفسير وراء ارتفاع الجريمة لا يزال غامضا إلى حد ما.
في هذه الأثناء، يطرح جوزف ريتشاردسون، الأستاذ في جامعة مريلاند والذي يدرس برامج الوقاية من العنف في واشنطن، عدة نظريات. ويقول لوكالة فرانس برس "يمكننا التكهن بحدوث عدة أمور"، بما في ذلك التغيير الأخير في قيادة الشرطة. كما يعتقد أنه يتم التقليل من شأن ارتباط عدد كبير من حوادث إطلاق النار بتجارة المخدرات.
الفرضية الأخرى المطروحة هي زعزعة الاستقرار الناجمة عن التطوير العقاري الذي أدى إلى إخراج المستأجرين الفقراء من بعض الأحياء. ففي الولايات المتحدة، حيث خطوط الفقر موزعة غالبا على أسس عنصرية، كثيرا ما يتم اقتلاع الأمريكيين السود من مناطق سكنهم.
لكن بعض الحجج التي طرحتها السلطات والسياسيون، مثل عدم وجود عدد كاف من رجال الشرطة، أو أن ثلثي الموقوفين لا يحاكمون، لا تقنع روزنفيلد، علما بأن واشنطن ليست المدينة الوحيدة في الولايات المتحدة التي تنتشر فيها الأسلحة بأعداد كبيرة.
بدلا من ذلك، يقول روزنفيلد "يبدو أن واشنطن تعافت من الاضطرابات الناجمة عن الوباء بشكل أبطأ من العديد من المدن الأخرى"، تاركة مناطق معينة كانت ذات يوم "مزدحمة بالمشاة ... فارغة نسبيا نتيجة لذلك".

- ملاذ للجريمة 

المدينة اليوم بعيدة كل البعد عما كانت عليه في الثمانينيات والتسعينيات، عندما كانت مساحات كاملة من واشنطن تعد خطرة. ولا يزال السياح الأجانب والمحليون يتدفقون على شوارع المدينة المليئة بالأزهار، ويمكن للعديد من السكان الاستمتاع بنوعية الحياة العالية فيها وسهولة الوصول إلى المرافق والخدمات وأماكن الترفيه.
ومع ذلك، فقد تغيرت الأمور بما يكفي لتغيير عادات بعض سكان واشنطن، مثل أولئك الذين يتجنبون حاليا الذهاب إلى محطات الوقود ليلا، خوفا من سرقة سياراتهم، حتى إن القسم القنصلي في سفارة المكسيك نشر بيانا على وسائل التواصل الاجتماعي يحذر فيه من أن المدينة تشهد زيادة كبيرة في الجريمة في مناطق كانت تعتبر آمنة في السابق.
كما توجه أحد المطاعم في واشنطن إلى موقع إكس لطلب المساعدة لأن الزاوية التي يقع فيها صارت ملاذا للجريمة والتحرش.

سمات

الأكثر قراءة