فيضانات ليبيا .. مواصلة إحصاء الخسائر في درنة والبحث عن مفقودين
واصل سكان مدينة درنة في شرق ليبيا، أمس، إحصاء حجم الخسائر التي تكبدوها من جراء الفيضانات التي دمرت مساحات شاسعة من المدينة الساحلية، مع استمرار البحث عن مفقودين لليوم السادس على التوالي وانتشال المزيد من الجثث من البحر، مع تضاؤل الأمل في العثور على أحياء.
وتحول الشارع المركزي الذي كان ذات يوم مركزا تجاريا رئيسا في درنة بفضل المحال التجارية المصطفة على جانبيه إلى منطقة مهجورة إلى حد كبير، ولم يكسر حالة الصمت هذه إلا صوت الريح أمام المباني المدمرة، بينما كان عدد قليل من الأفراد يجلسون في حالة من الحزن على الطريق يحتسون القهوة ويحصون حجم الأضرار.
وعلى الواجهة البحرية لدرنة حيث أمكن رؤية سيارة مدمرة فوق حواجز خرسانية موضوعة للعواصف وأخشاب متناثرة فوق برك موحلة، كانت آلات الحفر تعمل على تمهيد الطرق لفرق الإنقاذ بينما كانت طائرة هليكوبتر تمسح البحر بحثا عن جثث.
وتسبب انهيار سدين جنوبي درنة، إحدى المدن الرئيسة في شرق ليبيا، مساء الأحد الماضي في جرف أحياء بأكملها أو غمرها بالطين ما أدى إلى إطلاق السيول الناجمة عن مياه الفيضانات على مجرى نهر عادة ما يكون جافا.
وقالت بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا إن أكثر من خمسة آلاف شخص في عداد الموتى، مع تسجيل 3922 حالة وفاة في المستشفيات. ونزح نحو 38640 شخصا من المنطقة التي ضربتها الفيضانات.
ويقول مسؤولون إن العدد الحقيقي للقتلى قد يكون أعلى من ذلك بكثير.
وقالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إنها أرسلت جوا كمية كافية من المساعدات الطارئة لنحو 250 ألف شخص تضرروا من العاصفة دانيال في شرق ليبيا، مشيرة إلى أن المساعدات تشمل أدوية ضرورية وإمدادات للعمليات الجراحية وأكياسا لجثامين الضحايا.
وقالت السفارة الإيطالية في ليبيا، إن سفينة تابعة لسلاح البحرية رست في درنة وكانت تحمل على متنها إمدادات تشمل خياما وأغطية ومضخات مياه وجرارات، ونشرت صورا لسفن أصغر تنقل معدات إلى الشاطئ.