موسم الجيمرز .. متحف تاريخ الألعاب يستعيد ذكريات 50 عاما

موسم الجيمرز .. متحف تاريخ الألعاب يستعيد ذكريات 50 عاما

استخدمت المجتمعات والحضارات البشرية الألعاب منذ الأزل، واستخدمتها كوسيلة للترفيه والتعليم، وتطورت هذه الألعاب بتطور المجتمعات لتتحول من ألعاب بدائية على الألواح والأوراق، إلى ثورة تكنولوجية متقدمة، تنوعت معها هذه الألعاب وتعددت وسائل استخدامها وباتت واحدة من أبرز وأهم الصناعات في عصرنا الحالي.
وعبر متحف تاريخ ألعاب الفيديو، استعادت منطقة مطوري الألعاب أجواء الماضي الجميل، وأعادت زوارها في موسم الجميرز لهذا العام، في رحلة مشوقة وماتعة عبر الزمن، إذ سلطت أضواءها على التطور الهائل الذي مرت به الألعاب خلال الـ50 عاما الماضية، منذ بدايتها إلى التقدم الهائل الذي تشهده اليوم، حيث بدأت في السبعينيات بأجهزة مثل "أتاري" و"كومودور 64" مع الرسومات والقصص البسيطة، وتطورت بعد ذلك لتصبح ألعابا احترافية بصناعة ضخمة في التسعينيات والألفية الجديدة.
واحتوى المتحف على أهم أجهزة الألعاب الإلكترونية في التاريخ، بدءا من الجيل الأول حتى أحدث أجهزة الجيل الثامن، ويتيح المتحف للجميع تجربة عديد من الألعاب الكلاسيكية على أجهزتها الأصلية، ما يعيد كثيرا من الذكريات والانطباعات التي رافقت تجربة اللعب على تلك الأجهزة للجيل الذي عاصرها، فضلا عن تمكين الجيل الحالي من العودة إلى حقب زمنية قريبة وبعيدة المدى، في تجربة تفاعلية تثقيفية وترفيهية، ليكتشفوا عبرها تطور الرسومات والصوت وخيارات التحكم من الأزرار البسيطة إلى الأجهزة الحديثة التي تعتمد على الحركة واللمس.
ويتيح المتحف كذلك تجربة عديد من الألعاب التي عرفت في كل مرحلة، بدءا من الألعاب الكلاسيكية مثل "سبيس إنفيدرز" و"آسترويدز" اللتين صدرتا مع أجهزة الجيل الأول، إلى ألعاب أكثر حداثة.
وعبر عرض متسلسل في سياقه الزمني يطلع الزائر على مجموعة من أجهزة الألعاب منها جهاز "ماجنافوكس أوديسي" الذي أطلق في 1972، ويحتوى على 12 لعبة فقط، وأيضا جهاز الجيل الثاني "شانيل إف" المنتج في 1976، الذي يعد العلامة الفارقة في صناعة الألعاب كونه أول جهاز مركزيا استعمل شريط كاتردج بدلا من التخزين.
وتضمن المتحف عديدا من الأجهزة الأخرى، مثل "نينتندو – كمبيوتر العائلة" التي يعود تاريخ بدايتها إلى 1983، و"كمبيوتر صخر - إم إس إكس"، و"سيجا جينيسيس" المنتجة في 1985، مرورا بجهاز "نيو- قيو"، الذي تداول في 1990 وعرف بمواصفاته العالية من حيث خوض تجربة "آركيد" حقيقية ولا سيما أنه من أوائل الأجهزة التي قدمت رسوما ثلاثية الأبعاد.
وفي رحلة شيقة يصل الزائر إلى مخرجات الجيل السادس في 1998 من خلال جهاز "دريم كاست" كأول جهاز منزلي يقدم اللعب الجماعي عبر الشبكة.
ومع بداية الألفية الثانية، شهدت الألعاب الإلكترونية تطورا كبيرا حيث انتقلت إلى استخدام رسومات ثلاثية الأبعاد وبرمجيات متقدمة وتعدد في نوعية الألعاب تصدرتها أجهزة "بلاي ستيشن" و"إكس بوكس"، و"ويل"، و"سويتش"، وواكبت في أجيالها المتلاحقة عمليات تحسين للمعالجات والرسوميات بشكل كبير، وصولا إلى حقبة نعيشها تعتمد على ثورة تقنية هائلة تتجه معها صناعة الألعاب إلى الواقع الافتراضي والمعزز.
ويتزامن موسم الجيمرز هذا العام مع إطلاق الأجهزة الجديدة من شركتي سوني ومايكروسوفت، وبهذه الطريقة، يجسد متحف تاريخ الألعاب الإلكترونية بطريقة عملية كيف تطورت الألعاب على مر الأعوام؟ وكيف أصبحت أكثر قدرة على توفير تجربة واقعية ومميزة للجيمرز؟
ويستمر موسم الجميرز، أرض الأبطال، حتى نهاية آب (أغسطس)، ما يتيح الفرصة أمام آلاف الزوار للاستمتاع بتجربة فريدة ومعلومات قيمة عبر تاريخ الألعاب الإلكترونية، إذ تهدف منطقة مطوري الألعاب لنقل المعرفة ونمو قطاع الرياضات والألعاب الإلكترونية، وذلك عن طريق التعمق في عالم تطوير الألعاب عن طريق التجارب المختلفة.

الأكثر قراءة