أسواق المال تتنفس الصعداء .. إنقاذ «كريدي سويس» يهدئ من مخاوف حدوث أزمة مصرفية
صعدت المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت" عند الافتتاح أمس بعد أن هدأ إنقاذ بنك كريدي سويس المخاوف من حدوث أزمة مصرفية أكبر في الوقت الذي انتظر فيه المستثمرون نتيجة اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
ويتوقع المتعاملون إلى حد كبير أن يرفع "الفيدرالي" أسعار الفائدة 25 نقطة أساس اليوم أي نصف الزيادة التي كانت متوقعة قبل الأزمة المصرفية التي أثارها انهيار بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر".
وخففت عملية الاستحواذ المدعومة من الدولة التي قام بها بنك يو.بي.إس لـ "كريدي سويس"، وكذلك الخطوات التي اتخذتها البنوك المركزية لتعزيز توفير السيولة المخاوف من انتقال الأزمة للقطاع المصرفي الأوسع، لكن المحللين يعتقدون أن الأزمة لم يتم تجنبها بالكامل.
وبحسب "رويترز"، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مدفوعا بصعود أسهم بنوك أمريكية كبرى مثل "جيه.بي مورجان" و"سيتي جروب" وبنك أوف أمريكا بنحو 3 في المائة.
وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 292.28 نقطة بنحو 0.9 في المائة إلى 32.536.86 نقطة. وصعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بواقع 39.32 نقطة أو 1 في المائة إلى 3990.89 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع 108.64 نقطة بواقع 0.93 في المائة إلى 11784.18 نقطة.
من جهة أخرى، ارتفعت الأسهم الأوروبية أمس، حيث قادت أسهم البنوك الانتعاش بعد مجموعة من الإجراءات لتحقيق الاستقرار في القطاع.
وصعد مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.3 في المائة، موسعا مكاسبه بعدما عوض المؤشر خسائره الحادة أثناء تعاملات أمس وأغلق الجلسة على ارتفاع 1 في المائة.
وقفز مؤشر البنوك الأوروبية 3.8 في المائة، مع ارتفاع أسهم "كريدي سويس" 7.3 في المائة، و"يو بي إس" 12.1 في المائة.
وتنفست الأسهم المصرفية على مستوى العالم الصعداء أمس بعد استحواذ "يو بي إس" المدعوم من الحكومة السويسرية على "كريدي سويس" الذي تأسس قبل 167 عاما والإجراءات من قبل البنوك المركزية لتعزيز السيولة، ما أدى إلى زيادة الآمال في تفادي أزمة مصرفية أوسع في المدى القريب.
وقد انخفض قطاع البنوك الأوروبية نحو 13 في المائة حتى الآن في آذار (مارس) الجاري، حيث أدى انهيار بنكي "سيليكون فالي" و"سيجنتشر" في الولايات المتحدة، وكذلك تعثر "كريدي سويس" إلى إثارة المخاوف من حدوث أزمة مصرفية أوسع.
ولا يزال المستثمرون قلقين من أنباء أفادت بأن سندات من "كريدي سويس" لدعم رأس المال الإضافي من المستوى الأول تبلغ قيمتها الاسمية 17 مليار دولار سيتم تقييمها عند الصفر، وهو ما أثار غضب بعض حاملي الديون الذين اعتقدوا أنهم سيكونون تحت حماية أفضل مقارنة بالمساهمين.
إلى ذلك، أغلقت معظم أسواق الأسهم الخليجية على ارتفاع أمس مع انحسار المخاوف من حدوث أزمة مصرفية عالمية، كما تحسنت معنويات المستثمرين بفضل توقعات بأن يقلص مجلس الاحتياطي الفيدرالي زيادة أسعار الفائدة.
وتربط معظم دول الخليج عملاتها بالدولار، وعادة ما تتبع أي تغيير في السياسة النقدية الأمريكية.
وأنهى مؤشر دبي خسائر جلساته السابقة وأغلق مرتفعا 1.1 في المائة. وارتفع المؤشر مدعوما بمكاسب في جميع القطاعات، مع صعود سهم "سالك للتعرفة المرورية" 2.1 في المائة و"إعمار العقارية" 3.9 في المائة.
وأعلنت شركة إعمار عزمها بناء مجمع تسوق ومكاتب بقيمة 60 مليون دولار في سريناجار عاصمة جامو وكشمير في الهند، وفقا لـ "رويترز".
وارتفع سهم بنك الإمارات دبي الوطني، أكبر مقرض في الإمارة 0.8 في المائة. وصعد المؤشر القطري 1 في المائة منهيا خسائر استمرت لثماني جلسات. وسجل المؤشر مكاسب واسعة النطاق بقيادة قطاعي المالية والطاقة.
وقفز سهم بنك قطر الوطني، أكبر بنك في المنطقة، وسهم البنك التجاري 2.9 في المائة و1.5 في المائة على الترتيب.
وفي أبوظبي تراجع المؤشر قليلا، مواصلا خسائره من الجلسة السابقة وسط انخفاض سهم شركة الجرافات البحرية الوطنية 10 في المائة، وهبوط سهم أكبر مقرض في الإمارات، بنك أبوظبي الأول 1 في المائة.
وارتفع مؤشر 0.1 في المائة إلى 1899 نقطة، وانخفض مؤشر مسقط 0.01 في المائة عند 4859 نقطة. وزاد مؤشر الكويت 0.4 في المائة ليبلغ 7827 نقطة.
وفي القاهرة، ارتفع المؤشر الرئيس للبورصة المصرية 2.7 في المائة، مواصلا مكاسب الجلسة السابقة مع صعود جميع القطاعات.
وصعدت أسهم البنك التجاري الدولي وشركة فوري لخدمات الدفع الإلكتروني 2.1 في المائة و5.2 في المائة على الترتيب.
وقال فادي رياض، كبير محللي الأسواق لدى كابيكس دوت كوم للشرق الأوسط وشمال إفريقيا "استفادت البورصة المصرية من تحسن المعنويات بين المستثمرين العالميين والتطورات المتعلقة ببرنامج الاكتتاب العام الوطني".