لماذا يجب أن يتذكر السعوديون والأمريكيون 1933؟

لماذا يجب أن يتذكر السعوديون والأمريكيون 1933؟

يحضر العام 1933 بشكل لافت على جدارية في واحة الإعلام المخصصة لزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، فما قصة هذا العام، ولماذا يعد تاريخ مفصلي في العلاقات السعودية - الأمريكية الممتدة على مدار 9 عقود؟

في هذا العام وتحديدا في 29 مايو 1933، عقدت أول اتفاقية بين السعودية وأمريكا، وهي اتفاقية امتياز للتنقيب عن النفط.

الحكومة السعودية وقعت اتفاقية امتياز مع شركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا (SOCAL)، التي أصبحت لاحقا تعرف بشركة "أرامكو"، حيث منحت الاتفاقية الشركة الأمريكية حق التنقيب عن النفط في المنطقة الشرقية من السعودية.

هذه الاتفاقية كانت بداية العلاقة الإستراتيجية والاقتصادية بين السعودية وأمريكا، التي تطورت لاحقا إلى شراكة قوية في مجالات متعددة، أبرزها النفط، الطاقة، والدفاع.

بعدها بـ5 سنوات، وبالتحديد في 1938، تبلورت العلاقة السعودية والأمريكية بشكل أعمق مع تدشين أول اكتشاف نفطي تجاري في بئر الدمام، المعروف باسم "بئر الخير"، على يد شركة كاليفورنيا أرابيان ستاندرد أويل كومباني (CASOC)، وقد مثل هذا الاكتشاف نقطة انطلاق حاسمة نحو بناء اقتصاد وطني قائم على الثروات الطبيعية، وأسهم في تعزيز آفاق التعاون الاقتصادي مع الدول الأخرى.

تبرز أهمية هذا الاكتشاف أنه جاء بعد محاولات لشركات نفط من دول أخرى، لاستخراج النفط لكنها باءت بالفشل حتى تمكنت الشركة الأمريكية من تحقيق الحلم المنتظر.

في 1939، دشنت أول شحنة نفط سعودي إلى الأسواق العالمية من ميناء رأس تنورة، بحضور الملك عبدالعزيز آل سعود "رحمه الله" في حدث تاريخي أعلن رسمياً دخول السعودية إلى عصر تصدير النفط، ورسّخ مكانتها كقوة ناشئة في قطاع الطاقة العالمي.

تتوالى التواريخ التي صنعت العلاقات السعودية والأمريكية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتعليمية والأمنية، بيد أن السمة البارزة للتواريخ المشهودة بين البلدين اقتصادية. بدأت بالاقتصاد، وتأصلت بالاقتصاد، وتنطلق في مستقبلها من الاقتصاد.

الأكثر قراءة