default Author

عندما تتحدث النجوم

|

صوت مقبل من المجهول، من عمق الكون وكأن المخلوقات الفضائية هناك تبعث برسائلها إلى سكان الأرض، فهل هي رسائل طلب النجدة أم رسائل محبة أو رسائل تهديد ووعيد!
يجيب عن كل هذه التساؤلات فريق من علماء الفلك الهنود والكنديين الذين تمكنوا من التقاط إشارة راديوية تنبعث من مجرة تعرف باسم "إس دي إس جي"، من خلال تلسكوب عملاق يحتوي على عدسات جاذبية تلتقط الإشارات الخافتة وتضخمها، لكي نتمكن من سماعها، وهذه الإشارة عبارة عن موجة راديو منحت العلماء فرصة الاستماع لصوت الكون القديم وتعود بهم إلى بدايات الخلق الذي يعتقد أنه يبلغ من العمر نحو 13.7 مليار عام.
يقول أرناب تشاكرابورتي، عالم الكونيات والمؤلف المشارك في الدراسة حول اكتشاف الموجات، "إنه يعادل نظرة إلى الوراء في وقت قدره 8.8 مليار عام" أي أن المجرة التي بعثت إلينا برسالتها تبعد عنا نحو تسعة مليارات سنة ضوئية.
ويؤكد علماء الفلك أن هذه الإشارة لم ترسل من قبل كائنات فضائية، لكنها أتت بدلا عن ذلك من مجرة مكونة من مجموعة من النجوم انبعثت عندما كان عمر الكون 4.9 مليار عام فقط. وهذا هو أول كشف من نوعه للإشارة اللاسلكية من مثل هذه المسافة الهائلة التي وصلت إلينا قاطعة مليارات الأعوام الضوئية، لتحكي لنا قصة البدايات وتجعلنا ننتظر مزيدا من الرسائل لتكشف لنا عن أسرار الكون السحيق!
ونشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة "الجمعية الفلكية الملكية"، باعتباره اكتشافا مهما فتردده كان بطول موجي محدد يعرف باسم خط الهيدروجين الذي يمثل في علم الفلك أحد خطوط طيف الهيدروجين الأربعة، وطول موجته 21 سنتيمترا يمكن أن ترصده هوائيات التلسكوبات الراديوية للتعرف على مناطق وجود الهيدروجين في الكون، الذي يكون نحو 90 في المائة من الوسط بين النجمي وكذلك توزيع ذراته ومعرفة سرعتها ودرجة حرارتها في الكون. وينتشر الهيدروجين عبر الفضاء ويمكن أن يساعد على رسم خرائط المجرات. كما يمكن عن طريق قياس انزياح دوبلر للخط التعرف على حركة السدم التي تكثر فيها الهيدروجين، فإذا كانت تتحرك في اتجاهنا انزاح الخط نحو الأزرق، وإن كان السديم يتحرك ويبتعد عنا فيكون انزياحا أحمر.
ويستمر الكون في الحديث معنا عبر إشارات ضوئية وصوتية تحمل معاني عميقة وتدلل على عظمة الخلق وإعجاز الخالق قال تعالى: "لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولـكن أكثر الناس لا يعلمون".

إنشرها