شرطة مكافحة الشغب البرازيلية تنتشر في نقطة تجمع لأنصار بولسونارو
انتشرت قوات من الشرطة البرازيلية في نقطة تجمع أقامها أنصار الرئيس اليميني المتطرف السابق جايير بولسونارو في العاصمة برازيليا اليوم الاثنين بعد يوم من قيام محتجين بشن أسوأ هجوم على مؤسسات الدولة منذ عودة البرازيل للحكم الديمقراطي في ثمانينيات القرن الماضي.
وقال شهود من رويترز إن المئات من رجال الشرطة يرتدون زي مكافحة الشغب بعضهم يمتطون خيولا تجمعوا في الموقع القريب من مقر للجيش في برازيليا مع انسحاب الجنود الذين كانوا متواجدين في المنطقة.
وكان الآلاف من أنصار بولسونارو قد اقتحموا أمس الأحد مبنى الكونجرس والقصر الرئاسي والمحكمة العليا في برازيليا.
وتعهد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بإحالة المتورطين في أعمال العنف للعدالة بعد أن حطم المتظاهرون النوافذ والأثاث ودمروا أعمالا فنية وسرقوا بنادق وقطعا أثرية.
وتولى الرئيس اليساري لولا منصبه في الأول من يناير بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في أكتوبر الماضي بفارق ضئيل عن بولسونارو.
وانضم الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى زعماء العالم المنددين بالهجمات ووصف الوضع في البرازيل بأنه "مروع"، بينما نفى بولسونارو المتواجد حاليا في فلوريدا تحريض مؤيديه وقال إن المحتجين تجاوزوا الحد.
وأعفى رئيس المحكمة العليا في البرازيل ألكسندر دي مورايس مساء أمس الأحد حاكم العاصمة برازيليا إيبانييس روشا من منصبه لمدة 90 يوما بسبب ما حدث من قصور أمني. وأمر منصات التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر وتيك توك بحجب الحسابات التي تطلق دعوات مناهضة للديمقراطية.
وقالت شركة ميتا الشركة الأم لفيسبوك اليوم الاثنين إنها تعمل على إزالة المحتوى الذي يدعم نهب مباني الحكومة البرازيلية أو يشيد بذلك. ولم يرد يوتيوب أو تويتر أو تيك توك أو تيليجرام على طلبات التعليق حتى الآن.
وقال لولا، وهو قيادي نقابي سابق تولى رئاسة البلاد قبل ذلك بين عامي 2003 و2010، إن قوة الشرطة المحلية التي ترفع تقاريرها إلى روشا، حليف بولسونارو السابق، لم تفعل شيئا لوقف تقدم المحتجين.
وأصدر لولا مرسوما بالتدخل الاتحادي للأمن العام في العاصمة ووعد بمعاقبة قادة الهجوم "الفاشي" الذي كان يهدف إلى إثارة انقلاب عسكري يمكن أن يعيد بولسونارو إلى السلطة.
وقال لولا للصحفيين من ولاية ساو باولو "سيتم العثور على كل من فعلوا ذلك ومعاقبتهم".
وأنحى لولا باللوم على بولسونارو في إثارة أنصاره بعد حملة من المزاعم التي لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات بعد انتهاء حكمه الذي اتسم بالشعبوية القومية المثيرة للانقسام.
ومن فلوريدا، حيث طار قبل 48 ساعة من انتهاء فترة رئاسته، رفض بولسونارو الاتهام. وقال على تويتر إن المظاهرات السلمية ديمقراطية لكن اقتحام المباني الحكومية يمثل تجاوزا.
وأثار الهجوم تساؤلات بين حلفاء لولا حول موقف قوات الأمن في العاصمة التي كانت غير مستعدة على الإطلاق لهذه الاحتجاجات ومن ثم كان سهلا تجاوزها من جانب المحتجين الذين ظلوا لأيام يناقشون خططهم على وسائل التواصل الاجتماعي للتجمع من أجل التظاهر في عطلة نهاية الأسبوع.
وتعيد هذه الاقتحامات إلى الأذهان أحداث اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي قبل عامين، وهو ما أثار موجة من الإدانات من جانب بايدن وزعماء أوروبيين ورؤساء دول أمريكا اللاتينية وغيرهم.
وكتب المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الاثنين في تغريدة على تويتر "الهجمات العنيفة على المؤسسات الديمقراطية هي هجوم على الديمقراطية لا يمكن السكوت عليه"، فيما استنكر رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أي محاولة لتقويض الانتقال السلمي للسلطة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا تدين "بأشد العبارات" تصرفات المتورطين في هذه الاضطرابات.
وأعلن وزير العدل فلافيو دينو القبض على 200 متظاهر، بينما كتب روشا على تويتر قبل إعفائه أن عدد المقبوض عليهم 400.
وقال عضو الكونجرس الديمقراطي خواكين كاسترو لشبكة (سي.إن.إن) "لا ينبغي أن يكون بولسونارو في فلوريدا... يتعين ألا تكون الولايات المتحدة ملجأ لهذا المستبد الذي ألهم الإرهاب في البرازيل. يجب إعادته إلى بلاده".