أول كارثة طيران يمنية تخلف 152 قتيلا.. والناجية الوحيدة فتاة
أعلنت السلطات اليمنية رسميا سقوط طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية من طراز «إيرباص أي 310» رحلة رقم IY 62 كانت متجهة من مطار صنعاء إلى مطار موروني في جزر القمر، حيث أقلعت من مطار صنعاء الساعة التاسعة و45 دقيقة مساء الأحد، وسقطت في الساعة الواحدة من فجر الإثنين.
وقال لـ«الاقتصادية» مسؤول يمني في الخطوط الجوية اليمنية إن إجمالي عدد الركاب 153 راكبا بما فيهم طاقم الطائرة. منهم ثلاثة رضع و11 تابعا لطاقم الطائرة، وتم العثور على عدد من الجثث، وفتاة مازالت على قيد الحياة وتبلغ من العمر 14 عاما. واستغرب المسؤول اليمني من تأكيد تصريحات مسؤولين في الحكومة الفرنسية بوجود خلل في الطائرة اليمنية.
وقال لـ«الاقتصادية» المسؤول اليمني إن الفرنسيين، أرجعوا السقوط إلى خلل فني، قبل الحصول على الصندوق الأسود، بينما لم يمر شهر على سقوط الطائرة الفرنسية التي أرجع رئيس شركة الخطوط الجوية الفرنسية «إيرفرانس» بيير هنري جورجيو» اختفاءها وسقوطها إلى أنها تعرضت لاضطرابات جوية شديدة، وهي تقل 228 شخصاً عندما اختفت عن شاشة الرادار بعد إقلاعها باتجاه مطار شارل ديجول في العاصمة الفرنسية، باريس.
وأكد لـ «الاقتصادية «خالد إبراهيم الوزير وزير النقل اليمني أنه لا يتوقع أن يكون طول الرحلات أو عمر الطائرة على علاقة بالحادث، وأرجع أسباب تحطم الطائرة اليمنية على الأرجح لسوء الأحوال الجوية هو سبب سقوط الطائرة، حيث إن الأحوال الجوية كانت مضطربة وكانت سرعة الرياح 61 كيلو مترا.
وأضاف وزير النقل: «كيف يقول المسؤولون الفرنسيون إن الطائرة التي تحطمت كانت محظورة في المجال الجوي الفرنسي بسبب نقاط خلل كثيرة رصدت عليها»، وأقلعت من مطار رواسي في العاصمة الفرنسية باريس وتوقفت في مارسيليا ثم في صنعاء حيث قام الركاب بتغيير الطائرة واستقلوا طائرة «إيرباص أي 310». وكانت الطائرة قد أقلعت متوجهة إلى جيبوتي ثم موروني في جزر القمر حيث كان يفترض أن تهبط عند الساعة الواحدة ليلا بتوقيت باريس.
#2#
#3#
وأشار وزير النقل اليمني إلى أن الطيران اليمني يشهد صيانة دورية ومشددة وفق مواصفات دولية، وهناك فحوص دورية يتم خلالها منح إصدار شهادة الصيانة أو الصلاحية بعد كل عملية فحص وفقا للتشريعات الدولية.
وبين أن الطائرة المنكوبة التي انضمت رسمياً لأسطول اليمنية عام 2001 اجتازت الفحص الدولي الفني الشامل في الثاني من أيار (مايو) الماضي وحصلت على جائزة السلامة الفنية من الاتحاد العالمي للطيران «أياتا»، وليس هناك أي إشكالية في الطائرة، وهي تسيّر رحلاتها بانتظام كان آخرها الأسبوع الماضي إلى لندن.
ونفى وزير النقل اليمني لـ«الاقتصادية» أن يكون قد تم العثور على كابتن الطائرة حيا، وقال نتمنى أن يكون حيا، لكننا حتى الآن لم نجد إلا فتاة تبلغ 14 عاما.
وأكد أن طيران اليمنية عمره 40 عاماً وتاريخه ممتاز ولأول مرة تشهد طائرة يمنية حادثة مأساوية مثل التي حدث لها أمس، كما يتم اتخاذ إجراءات مشددة جداً بخصوص جوانب السلامة الفنية والمهنية للطائرات سواء اليمنية أو الأجنبية والعربية الأخرى التي تحط في مطار صنعاء الدولي وغيره من مطارات اليمن الرئيسة.
وقال لـ«الاقتصادية»محمد عبد الرحمن وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والمتحدث باسم الخطوط الجوية اليمنية إنه لا يمكن إعطاء سبب محدد حاليا عن سقوط الطائرة قبل الحصول على الصندوق الأسود، لافتا إلى أنه تم التعرف عن جنسيات 93 من ركاب الطائرة المنكوبة، منهم 26 من الضحايا من الجنسية الفرنسية و54 قُمريا، وفلسطيني وكندي، إضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 11 شخصا منهم ستة يمنيين ومغربيتين وإندونيسية وإثيوبية وفلبينية، مؤكدا أنه سيتم التعرف على بقية الجنسيات.
وقد تحركت وحدات فرنسية للبحث والإنقاذ (سفينة وطائرات عمودية) بالتنسيق مع سلطات جزر القمر والسلطات اليمنية للبحث في محيط الموقع.
إلى ذلك قالت تقارير عن مصادر لم تسميها قولها: «إن الكابتن (خالد حاجب) الذي كان يقود الطائرة هو من مواليد مدينة عدن عام 1964م وأب لثلاثة أطفال (أحدهم ولد) ويسكن العاصمة صنعاء، وهو من أفضل طياري اليمنية.
وكان سكرتير الدولة الفرنسي للنقل دومينيك بوسرو قد أعلن أنه «تم رصد نقاط خلل كثيرة جدا» في الطائرة اليمنية التي تحطمت قبالة سواحل جزر القمر وأن السلطات الفرنسية كانت تمارس مراقبة شديدة على شركة الخطوط الجوية اليمنية، وفقما نقلت شبكة إي - تيلي الفرنسية.
يشار إلى أن هذه الحادثة تعد أول حادثة تسجل في تاريخ الخطوط الجوية اليمنية منذ إنشائها رسمياً عام 1962م.
وعلى الصعيد الميداني، أعلنت هيئة أركان الجيوش في باريس أن فرنسا أرسلت سفينتين وطائرة ترانسال بعد تحطم طائرة الأيرباص.
وأكد الكابتن كريستوف برازوك من هيئة الأركان أنه «يتم تجميع إمكانات مدنية وعسكرية في لارينيون (الجزيرة الفرنسية في المحيط الهندي)».
من جهة أخرى قال إن سفينة تتولى الدوريات وفرقاطة مراقبة نالتا أمر التوجه نحو جزيرة القمر الكبرى، أكبر جزيرة في أرخبيل جزر القمر، على أن تصلها اليوم الأربعاء.
وعلى الصعيد نفسه أكدت وكالة الأنباء الألمانية أن فرق الإنقاذ تنقل حاليا الفتاة (14 سنة) باتجاه الشاطئ، بعد أن نجت من حادث تحطم طائرة يمنية بالقرب من جزر القمر.
وقال عبد الله مغني، الأمين العام في وزارة النقل في موروني، عاصمة جزر القمر، إن الفتاة يجرى نقلها حاليا إلى الشاطئ على متن قارب.
وأضاف أن سفن إنقاذ تابعة لجزر القمر وصلت إلى موقع تحطم الطائرة ظهر أمس، حيث يستعد الغواصون للبحث في المياه عن حطام الطائرة بعد أن شوهدت أجزاء من الحطام طافية فوق الماء.
وأرسلت باريس سفينتين تابعتين للبحرية الفرنسية وطائرات عسكرية للبحث عن ناجين.
وقال عبد الرحيم سعيد بكر المتحدث باسم حكومة جزر القمر إن شاهدة عيان رأت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من الطائرة قبل سقوطها.
والشاهدة من سكان إحدى القرى الساحلية التي مرت فوقها الطائرة، بعد أن أخفقت في الهبوط في مطار موروني بسبب سوء أحوال الطقس.