«أبغى وظيفة»
من أقوال أفلاطون الجميلة، "لم يحدث أبدا أي شيء يستحق التقدير عن طريق المصادفة، كما لم يحدث أيضا أي اختراع عن طريق المصادفة، كلاهما جاء عن طريق العمل الجاد".
حين أفكر في وضع بعض الشباب العاطل عن العمل الذين يكتفون بالانتظار وحسب، فإن قلبي يؤلمني حقا عليهم لأني واثقة بأنهم يوما ما سيندمون على كل تلك الأوقات المهدرة التي ضاعت من حياتهم، وهم يحلمون بالوظيفة، وكأنما الرزق قد حصر فيها فقط.
الأمر ليس فلسفيا لكن حين خلقنا الله سبحانه أودع في كل واحد منا شيئا مميزا لا يملكه الآخر، ويظل ذلك الشيء المميز قابعا في أعماقنا مثل الكنز المدفون في عمق الأرض، حتى نحصل عليه لا بد أن نبذل جهدا في الحفر وحمل الأتربة وتحمل الألم والجروح وعوامل البيئة وسخرية المارين. مع الأسف بعض العاطلين يركزون على انتظار ما سيحدث خارجيا فيقبعون في دائرة الانتظار والأعوام تركض من فوقهم، بينما المهارات والقدرات ترقد في داخلهم.
الزمن تغير عن السابق، فالفرص في زمن الإنترنت وسهولة الاتصال والتواصل والتطبيقات حين تمتزج بقوة الإيمان بالمهارات والقدرات المدفونة داخليا، فإنها ستكون بمنزلة ركوب مصعد نحو أعلى طابق في ناطحة سحاب. قصص نجاح الأسر المنتجة، قبل أعوام بدأت برأس مال ربما لا يتعدى ألف ريال حتى صارت من أصحاب الملايين، وقصص الشباب الذين بدأوا تحقيق أحلامهم من بيع food truk، يجب أن تكون دافعا عظيما للشاب العاطل، ليعيد برمجة أفكاره ويفكر خارج صندوق الوظيفة الروتيني.
اليوم نشهد طفرة كبيرة في مجال التجارة الإلكترونية والتسويق "والدروب شوبينق"، والاتجاه العالمي حاليا يركز على ذلك، فالناس خلال أزمة كورونا اعتادوا على الشراء والطلب من المواقع الإلكترونية، وحين انقشعت الأزمة اكتشفوا أن ذلك الأمر مريح أكثر من التسوق الفعلي والذهاب إلى المولات وسط الزحام والإرهاق وغيره.
اليوم نشاهد قصصا لفئة متميزة من الشباب المثابرين الذين لم يقبلوا بالسكون وسط دائرة انتظار الوظيفة، وآمنوا بأن الفرص لا تلقى على رصيف الحياة، فاجتهدوا في الحفر والتنقيب في أعماقهم وأخرجوا تلك المهارات والقدرات للنور. بإمكان أي عاطل وعاطلة الانضمام إليهم في مشوار النجاح، لا تقل أخاف من سخرية من حولي، ومن تقييمهم وانتقادهم لي، لأنك إن فعلت فستظل محلك سر، بلادنا مليئة بالفرص في ظل رؤية 2030.
ركز على مهاراتك وقدراتك وشغفك هل يقودك نحو مشاريع "المطاعم، الكافيهات، المقاولات، التجارة، صيانة السيارات، تجارة التمور، الملابس، العطور، الخضار، البخور، التقنية، التطبيقات، والعقارات.. إلخ).
وخزة:
في زمن الفرص الذي نعيشه حاليا.. البطالة من اختيارك.