القائد «المطنوخ»

لا يعيبنا - نحن العرب - أن نستورد العلوم والمعارف والنظريات من الغرب، فهذا شأن صحي ومجال خصب للتطوير والتقدم، بل يعد ركيزة جوهرية يبنى عليها الكثير كما فعل الغرب. فلولا ما قدمه العرب من نتاج معرفي لتأخرت نهضة أوروبا مئات الأعوام. والسؤال، هل وظفنا المفردات المحلية والعربية في العلوم الإدارية؟
قبل أسبوع أجاز المجمع اللغوي في مصر استخدام كلمة "استعبط" في اللغة العربية. أما عن سبب هذه الإجازة، فأوضح أن عبارة "رجل عبيط"، ذكرت في المعجم الوسيط، ومعناها أبله غير ناضج، وبالتالي فإن فعل "استعبط" أخذ من الصفة. وهذا يقودنا - بعيدا عن الاستعباط - إلى استخدام المفردات الدارجة، فمثلا كلمة "مطنوخ" معروفة ليس على مستوى الخليج، بل تصل إلى بعض الدول العربية.
الطناخة أو الشخص المطنوخ تعني الشخص الطيب الشهم الكريم صاحب المبادئ والأخلاق الذي يبادر ويقدم الفزعة بغض النظر عن الإمكانات. ماذا لو وظفنا هذه الكلمة في الجانب الإداري كمفهوم إداري يعتمد على السمات والخصائص التي تتميز بها دول الخليج عن غيرها؟
صفات القائد المطنوخ تتقاطع مع القيادة الخادمة أو الودودة، لكن الشخصية المطنوخة وفق المنظور الإداري تتميز بكاريزما مختلفة متحملة المسؤوليات في حال التعثر ومدافعة عن فريق العمل وممهدة الصعاب والتحديات كافة بأسلوب لا يمكن تفسيره إلا أنه تحت تأثير مفعول "الطناخة"، هذا المفعول يشبه تماما سحر القيادة.
تزخر لغتنا العربية المحكية بمفردات ملهمة، ومن حقنا استخدام المفردات التي تتوءام مع ثقافتنا. ماذا لو تم توظيف كلمات مثل السناعة والقرم في الجوانب الإدارية؟ هذه المفردات لم تعط حقها ولم تبحث وتدرس كمفهوم إداري في المؤسسات التعليمية. بالمختصر، مثل هذه الدراسات تحتاج إلى باحث مطنوخ.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي