تخفيضات.. تنزيلات.. تصفية... اختلفت التسميات والهدف واحد

تخفيضات.. تنزيلات.. تصفية... اختلفت التسميات والهدف واحد

يلجأ عدد كبير من المستثمرين في المجمعات التجارية إلى الإكثار من استخدام عبارات لجذب المستهلك، توحي بكسب مادي عندما يشتري السلعة، مثل التخفيضات، التنزيلات، أو التصفية، ويتفنن المستثمرون بإبراز هذه العبارات بطرق لافتة للنظر، يسيل لها لعاب نوعية من المستهلكين، ولكن ما مدى صحة هذه التخفيضات، وهل هي للتضليل كما يعتقد البعض، أم أنها إحدى طرق التسويق الجائزة، كما يقول آخرون؟!
للإجابة عن ذلك توجهت "الاقتصادية" بالأسئلة إلى عدد من المستثمرين في سوق الملابس النسائية والأطفال، وهي السوق التي تكثر من استخدام هذه العبارات، إذ يقول عيسى الراشد أحد المستثمرين في مجال الملابس، إن التجار يلجأون للتخفيضات قبل بداية الموسم بفترة بسيطة، ليتمكنوا فيه من بيع كميات كبيرة من البضاعة الموجودة في المحل، مبيناً أن تلك الخطوة تساعدهم في توفير سيولة مالية تمكنهم من التحضير للموسم المقبل، لجلب كل ما يستجد في السوق من موديلات وموضات جديدة.
وأضاف الراشد أن مشكلة التخزين للبضائع من أهم الأولويات التي يتفاداها التجار، لذلك يضطرون إلى البيع بأقل من رأس المال، وهذه خسارة يتكبدها التاجر أحياناً، مشيراً إلى أن المستفيد الأول والأخير من هذه العملية هو المستهلك.
وأفاد الراشد أن نظام وزارة التجارة يسمح بإجراء تخفيضات للمحال التجارية مرتين في العام، ولمدة لا تتعدى 45 يوماً، إذ يستفيد منها التجار بحسب ما يستجد لديهم من متطلبات وتغييرات يكونون بحاجة ماسة لإجرائها.
من جهته قال ناصر العمري أحد العملاء، إنه يعتقد أن البضائع التي تشملها التخفيضات بضائع قديمة، أو أنها تفتقر للجودة وغير أصلية، أو أنها منتهية الصلاحية، ويهدف صاحب المحل من عملية التخفيض إلى تصريفها بأي شكل من أشكال العرض، سواء بتخفيض سعرها أو غير ذلك من الحلول.
وأوضح أنه غير مقتنع بأسعار البضائع المخفضة التي تعرضها بعض المحال التجارية، مرجعاً ذلك إلى أنه من الصعب على صاحب المحل أن يسعى وراء الخسارة، والقضية كلها لعب بعواطف المستهلك، والطريقة أصبحت مكشوفة يجدون فيها فرصة لجذبهم.
وأفاد العمري أنه في حال عمد صاحب المتجر إلى عمل تخفيض في الأسعار، فإنه يرفع أسعار بضائع أخرى في المتجر نفسه، لتعويض الخسائر، مشيراً إلى أن هذا ما يلحظه الكثير من المستهلكين في أغلب المحال التجارية.
وفي السياق نفسه بين أحمد المطرفي أحد الزبائن، أن التجار وأصحاب المحال الذين يراقبون الله في تجارتهم لن يسعوا إلى التلاعب بعواطف العملاء والمستهلكين ووضع أنفسهم في مواقف غير مبررة مع زبائنهم، لافتاً إلى أن أغلب التجار يدركون تماماً أهمية السمعة الجيدة، والثقة التي تعتبر من المكاسب المهمة للتاجر.
وذكر المطرفي أنه مقتنع إلى حد ما بما تقدمه المحال التجارية من مواد وبضائع استهلاكية مخفضة، مبيناً أن التخفيضات في أوقات المناسبات والأعياد أمر مهم لكثير من المستهلكين، إذ يجدونها فرصة لشراء كمية أكبر بسعر أقل، محذراً في الوقت نفسه من استغلال بعض ضعاف النفوس من التجار هذه الأوقات بالذات، ليمرروا البضائع المغشوشة على العملاء، مطالباً الجهات الحكومية المتخصصة بعمل إجراءات مناسبة في مثل هذه الأوقات من العام، لكشف أي محاولات غير نظامية تتسبب في خسارة المستهلكين.

الأكثر قراءة