الإرشاد.. حاجة ماسة
تقدمت وزارة "الموارد البشرية" خطوة إلى الأمام بالاستجابة لبعض ملاحظات وشكاوى عدد من صغار المستثمرين شباب وشابات حول أسلوب فرض المخالفات ومبالغ الغرامات، ولا شك أن مطالبهم وطموحاتهم لتحسين بيئة النشاط التجاري لمنشآتهم أكبر مما تحقق، لكن خطوة الوزارة إيجابية وأتوقع أن تفتح الباب لجهات أخرى من التي ذكرتها وزارة التجارة في بيانها الأول المستجيب لملاحظات حول إجراءات السجل التجاري، وعزمها اتخاذ خطوة منتظرة لتحسينها، وأعتقد أن كلا من وزارتي الموارد والتجارة يعنيهما بشكل أقوى دعم الأنشطة الاقتصادية لارتباط تحقق أهدافهما الاستراتيجية بنجاح هذه الأنشطة، ففي نموها زيادة فرص العمل والتوظيف لمواجهة البطالة والترغيب بالاتجاه للعمل الخاص، هذا الارتباط في تقديري يحتم على الوزارتين الاضطلاع بدور المحامي عن حقوق هذه المنشآت أكثر من غيرهما، ولا يتعارض هذا مع حرص على الضبط والرقابة، ففي الكفة الأخرى هناك حقوق للمستهلك وموظف القطاع الخاص. ولاحظت في بيان وزارة الموارد الأخير حول تعديلات آليات إيقاع المخالفات مع سماح لمدة عام واحد للمنشآت الجديدة، تكرار إيراد كلمة.. الإرشاد، وهي مسألة حيوية تطرقت إليها مرارا فيما أكتب، خاصة مع اتجاه قوي للخدمات الإلكترونية وكثرة المنصات الملزمة للحصول على الخدمة للعموم وللقطاع الخاص مع تعدد جهات مشرفة عليها. "تجربة المستخدم" هنا في غاية الأهمية، وهي ما يثبت نجاح الخدمات الإلكترونية أو تحولها أحيانا إلى عقبة، ولو تابعت حسابا تفاعليا في "تويتر" من حسابات "العناية" لواحدة من تلك الجهات لعلمت كم هي معاناة المستخدم وأيضا لتبين لك أن هناك إشكالات صغيرة، لكن لكونها إلكترونية و"عن بعد" تتحول لمشكلة كبيرة.
الإرشاد في هذا الجزء يحتاج إلى تطوير وسرعة تفاعل مفيد ومحقق للخدمة المطلوبة وفي حالة وزارة الموارد لاشك أن الإرشاد يتجاوز ذلك فيما يخص المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى النصح الاستباقي، فالوزارة أعلم من غيرها بمتطلبات الجهات الأخرى وحتى لا يقع المستثمر الصغير المستجد في مشكلة تهدم ما بناه وتذهب برأس ماله وربما وقع في فخ الديون.
وفيما ينتظر تفاعلا إيجابيا من الجهات الحكومية الأخرى، يسأل البعض من المتابعين وزارة الموارد عن آليات التطبيق والتقاضي وجدوى إيقاف الخدمات بسبب بعض المخالفات فهي تعطل المنشأة وقد تغلقها، إضافة إلى النظر بعين "حاضنة" للمنشآت متناهية الصغر، والمراقب والمراقبة في كل الجهات أيضا بحاجة إلى إرشاد في أسلوب التعامل "سددوا وقاربوا" فلستم خصوما، بل مرشدون ومرشدات.