الأزمة في لبنان

اختصر الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، الأزمة في لبنان بتصريح قال فيه، "إنه لا جدوى من التعامل مع لبنان في ظل هيمنة حزب الله" على السلطة.
لو طرحنا سؤالا بسيطا يقول، ما سبب الأزمة السياسية والاقتصادية المستعصية التي يعانيها لبنان منذ أعوام؟ لكان الجواب المتفق عليه هو سعي حزب الله الإرهابي إلى جعله جزءا تابعا لولاية المرشد في إيران، وهو هدف معلن من رئيسه منذ القدم، وسعى ويسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل الإعلامية المزيفة والسياسية والمسلحة، وعمليات إرهاب من اغتيالات وتفجيرات تجاوزت لبنان لتعبث بأمن دول الخليج منذ محاولة اغتيال أمير الكويت الراحل جابر الأحمد، إلى تفجير الخبر في السعودية وغيرها، لتتحول إلى عمل مستدام في تدريب وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، ومشاركة عناصره اللبنانية الإرهابية في اعتداءاتها على السعوديين واليمنيين، ولا ننسى شحنات المخدرات بالرمان والعنب.
لا يريد ساسة لبنان الحاضر الآن النظر إلى هذا أنهم يديرون رؤوسهم إلى المساعدات الاقتصادية والصادرات اللبنانية و"الحرص" على العلاقات العربية، خصوصا مع السعودية! وهم حتى لا يرفعون صوتا ضد إرهاب الحزب الإيراني، بل يتعاطون معه ويفتحون له المنافذ والتحالفات حتى وصل إلى مرحلة الهيمنة التامة على لبنان وموارده ليهدد القلة السياسية الرافضة بمائة ألف مقاتل جاهزين للقتل.
فهم ساسة لبنان الصبر السعودي خطأ، تكيفوا مع الصبر الطويل حتى أقنعوا أنفسهم أنه واقع لن يتغير.
والحقيقة أن واقع لبنان المهيمن عليه من حزب الله لا يختلف عن واقع دولة وعملاء آخرين قرارهم بيد مرشدهم، ولن يحيد عن هذه التبعية، وقرداحي قال ما قال واضعا عصابة حزب الله الإرهابي نصب عينه.
تصريحات قرداحي ضد السعودية ليست سوى عارض من عوارض المرض الذي يعانيه لبنان، وهو قال رأيه الذي يؤمن به وعمل ويعمل عليه بإخلاص في الإعلام والوزارة، وهو لا يقدم ولا يؤخر، فالقضية أ كبر وأعمق من تصريحات مذيع تحول إلى جزء من السلطة وبوقا لها.
والذين انزعجوا من أن يقول ما قال رغم أنهم لا يستغربون فعلته منه وأمثاله، فالواقع أنه ليس إلا عودا من عرض حزمة ملوثة. وعلينا أن نراجع أخطاءنا التي جعلت لشخص مثله، سواء في الإعلام أو السياسة، قيمة لا يستحقها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي