الطاقة- النفط

رغم التقلبات .. تعطل الإنتاج الأمريكي يدعم صعود النفط

 رغم التقلبات .. تعطل الإنتاج الأمريكي يدعم صعود النفط

قطاع النفط مرشح لتتلقى دعما مستقرا بسبب تعافي الطلب وتقلص المخزونات.

شهدت أسعار النفط الخام تقلبات متتالية ولكن الاتجاه الصعودي غلب على السوق وتجاوز سعر خام برنت 75 دولارا للبرميل، بسبب انخفاض المخزونات النفطية الأمريكية على نحو يفوق التوقعات السابقة إضافة إلى تنامي الآمال في تعافي الطلب العالمي بوتيرة أسرع من المتوقع مع انتشار اللقاحات وتقلص المخاوف من متغير دلتا من فيروس كورونا.
ويدعم صعود الأسعار استمرار تعطل الإنتاج الأمريكي بسبب الأعاصير وصعوبة العودة سريعا إلى المستويات الطبيعية، بينما يكبح المكاسب عودة الإنتاج الليبي إلى طبيعته بعد انتهاء الاحتجاجات في الحقول الرئيسة إضافة إلى تأثير الزيادة المحدودة في الإمدادات النفطية من جانب مجموعة المنتجين في أوبك +.
ويقول لـ"الاقتصادية"، مختصون ومحللون نفطيون إن وضع السوق ما زال غير مستقر رغم مواصلة صعود الأسعار ولكن الكثير من المحللين يرون أن السوق تجتاز حالة من التعافي المتردد في الأسعار في ظل عدم اليقين الشديد بشأن الطلب، مشيرين إلى أن انخفاض المخزونات النفطية بشكل كبير دعم الأسعار إضافة إلى الإغلاق الأخير للإنتاج البحري بتأثير من إعصار إيدا.
وأوضح المختصون أن الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري ربما يستجيب لمستوى الأسعار المغري الحالي وأن هناك زيادة كبيرة في عدد منصات الحفر في الولايات المتحدة حيث يسعى منتجو النفط الصخري إلى تجنب حدوث انخفاض في الإنتاج ولا سيما أن عمليات الحفر تتطلب المزيد من الإنفاق.
وذكر المختصون أن الأسعار قد تتلقى دعما مستقرا على مدار الأشهر القليلة المقبلة بسبب تعافي الطلب وتقلص المخزونات وهو الدعم الذي ستكون هناك حاجة إليه مع تكثيف نمو حفارات النفط الصخري الزيتي في الولايات المتحدة لتعويض النضوب من الآبار القديمة جنبا إلى جنب مع زيادة امدادات أوبك +.
بدوره، قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة " إل إم إف " النمساوية للطاقة إن شركات النفط الأمريكية تستفيد كثيرا من صعود الأسعار ولكنها تركز حاليا على إعادة توجيه الأموال التي بحوزتها نحو توزيعات الأرباح لإبقاء المستثمرين راضين عن أداء الشركات.
وذكر أن المنتجين الأمريكيين أصبحوا أكثر انضباطا فيما يتعلق بالإنفاق في مواجهة سوق تهيمن عليها التوترات، مشيرا إلى أن الآبار الأمريكية سريعة في بدء الإنتاج ولكنها أيضا سريعة في النضوب ما يعني أن الحفر يجب أن يكون أكثر تكرارا مما هو عليه في إنتاج النفط التقليدي.
وأضاف فيتوريو موسازي مدير العلاقات الدولية في شركة سنام الإيطالية للطاقة أن ارتفاع أسعار النفط الخام اليوم جاء مدعوما ببيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تؤكد تراجع مخزونات النفط الخام بمقدار 6.4 مليون برميل وحدوث تراجع آخر في مخزونات الوقود وهي عوامل إيجابية تزيد من توقعات انتعاش الطلب العالمي وتنبئ بتجاوز تداعيات أزمة الوباء التي وصلت إلى ذروتها في الشهر الماضي.
وأشار إلى أن السحب الكبير في البنزين دفع الأسعار إلى الأعلى ما يشير إلى أن الطلب القوي لم يتراجع على الرغم من الزيادة الأخيرة في إصابات وباء كورونا موضحا أن الاحصائيات تشير إلى أنه منذ بداية العام الجاري انخفضت مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 70 مليون برميل.
من جانبه، يرى ديفيد لديسما المحلل في شركة ساوث كورت الدولية أن التقريرين الشهريين لمنظمة أوبك ووكالة الطاقة الدولية هذا الأسبوع ساعدا سوق النفط الخام على استعادة المعنويات الإيجابية الصاعدة ومن ثم تحققت مكاسب قوية لم تخل من بعض التقلبات ولكنها دفعت أسعار خام برنت إلى ما فوق 75 دولارا للبرميل مع زيادة تعافي الطلب وانحسار المخاوف من وفرة المعروض.
ولفت إلى أن وكالة الطاقة الدولية توقعت انتعاشا بمقدار 1.6 مليون برميل يوميا في الطلب العالمي على النفط الشهر المقبل حيث يتراجع تأثير متغير دلتا من فيروس كورونا في اقتصادات العالم مشيرا إلى أن الوكالة عدلت عن تقرير سلبي في الشهر الماضي بشأن تعافي الطلب وهي تتوقع حاليا استمرار نمو الطلب على مدار الشهور الباقية من العام الجاري مع إشارتها إلى احتمال حدوث التباطؤ في وقت ما من العام المقبل.
بدورها، قالت ويني أكيللو المحللة الأمريكية في شركة "أفريكان إنجنيرينج" الدولية إن عودة الإنتاج الليبي بعد استقرار الأوضاع في الحقول الرئيسة وانتهاء الاحتجاجات لم تؤثر كثيرا في وضع العرض وكان لها تأثير محدود مثل الزيادة الشهرية لمجموعة أوبك + وذلك نظرا لحدوث انتعاش أوسع مقابل في مستوى نمو الطلب مع تقلص أعمق في الإمدادات الأمريكية بسبب الإعصار وتداعياته.
وأشارت إلى أنه بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية من المفترض أن تقترب السوق من التوازن بدءا من تشرين الأول (أكتوبر) المقبل إذا واصلت مجموعة أوبك + تخفيف قيود تخفيضات الإنتاج بالمستوى الشهري الحالي موضحة أنه بحسب التقارير الدولية لن يكون العرض مرتفعا بما يكفي للسماح بتجديد مخزون النفط إلا بحلول أوائل 2022.
من ناحية أخرى فيما يخص الأسعار، تذبذبت أسعار النفط الخام حيث صعدت بعد تراجع سابق متخلية عن بعض المكاسب الكبيرة التي حققتها الأربعاء على خلفية انخفاض أكبر من المتوقع في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة.
وبحلول الساعة 06:49 بتوقيت جرينتش نزل خام برنت 12 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 75.34 دولار للبرميل بعدما صعد 2.5 في المائة، في الجلسة السابقة. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط 14 سنتا أو 0.2 في المائة، إلى 72.47 دولار بعد زيادة بنسبة 3.1 في المائة، الأربعاء.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الأربعاء إن مخزونات الخام والوقود الأمريكية انخفضت بشدة في الأسبوع الماضي إذ لا تزال شركات التكرير في منطقة الخليج الأمريكي ومنشآت النفط البحرية تتعافي من آثار الإعصار إيدا.
ونزلت مخزونات النفط 6.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من أيلول (سبتمبر) إلى 417.4 مليون برميل مقارنة بتوقعات في استطلاع أجرته "رويترز" بانخفاضها 3.5 مليون برميل.
وتسببت العاصفة في تراجع الإمدادات العالمية لأول مرة منذ خمسة أشهر، لكن السوق بصدد بدء الاقتراب من التوازن في تشرين الأول (أكتوبر) إذ تواصل منظمة أوبك وحلفاؤها ومنهم روسيا أو المجموعة المعروفة باسم أوبك + خططها لزيادة الإمدادات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 73.78 دولار للبرميل الأربعاء مقابل 73.29 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء حقق خامس ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 71.17 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط