رحيل عبدالله السبيعي رجل التجارة وأعمال البر
بعد عمل دام 78 عاما في عالم التجارة والاستثمار والأعمال الخيرية التي عرف بها، انتقل إلى رحمة الله تعالى، أمس، عبدالله بن إبراهيم السبيعي أحد مؤسسي بنك البلاد عن عمر يناهز 100 عام.
عبدالله السبيعي الذي ولد في عام 1916 في مدينة عنيزة، تربى في كنف أمه التي كان لها دور كبير في نشأته، لأن والده كان كثير التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة سعيا إلى طلب الرزق، حيث كان الفقر يضرب أطنابه على معظم سكان الجزيرة العربية، وكان أهل نجد يغادرون مناطقهم إلى الحجاز والشام والهند للتجارة والبحث المضني عن لقمة العيش، ومع تراكم الظروف القاسية انتقل شقيقه الأكبر محمد للبحث عن عمل فقرر التوجه إلى مكة المكرمة، ومن هناك بدأت الأحداث تأخذ منحى آخر بفضل جهودهما.
وبدأ عبدالله السبيعي حياته التجارية مع أخيه الكبير محمد السبيعي في عام 1933 الذي ترك عمله الحكومي كمفتش طرق، بعد أن أنهى تعليمه في مكة المكرمة، حيث أنشأ الأخوان تجارة مع شركيهما سليمان بن غنيم حيث كانت البداية، وقد اكتسب من خلال إقامته في الحجاز أفقا واسعا واطلاعا كبيرا على ثقافات الشعوب وطباعها وكثيرا من عاداتها.
واستمرت شراكة محمد وعبدالله السبيعي مع سليمان بن غنيم 28 عاما، وفي عام 1961 قررا الانفصال وتم حل الشراكة بود ليبدأ مع شقيقه الذي توفي في عام 2017 رحلة عمل في مجالات عديدة، كالصرافة وتجارة العقار والمواد الغذائية والمواشي والأقمشة، وذلك تحت مظلة شركة إيمز القابضة، ومقرها محافظة جدة.
وكانت المبادئ الإسلامية الشرعية هي قاعدة تعامل الراحل عبدالله وأخيه في التجارة وقد كان الصدق والأمانة والمحافظة على سمعتهما التجارية والحرص على خدمة العملاء بتميز من أساسيات عملهما وقيمهما في تجارتهما.
وعمل عبدالله السبيعي في مهنة الصيرفة وقتا طويلا، حيث توج خبراته بمساهمته في تأسيس بنك البلاد في عام 2004 برأس مال ثلاثة مليارات ريال. وكان قبل ذلك قد أسس مع أخيه محمد في عام 2002 مؤسسة خيرية هي مؤسسة محمد وعبدالله إبراهيم السبيعي الخيرية التي تعين المحتاجين وتدعم المراكز البحثية.