عربستان وحملة (طنشوها)!!
في طهران، وأمام الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، وخلفه أكثر من 100 ألف متفرج غص بهم ستاد (الحرية) أو أزادي، فازت عربستان (السعودية بالفارسية) على إيران، وتبخرت تحديات دائي في الهواء، وغنى السعوديون (آه يا الأخضر). انقلب الحال رأساً على عقب، وبان أن المنتخب كان يعاني عللا فنية، لم يستطع الجوهر حلها، ولما تسلم المنتخب المدرب البرتغالي بوسيرو، وضح وبان الفرق.
في طهران، حضرت الروح السعودية، وهي المطلب الدائم، فانكسرت كافة المعادلات النفسية. حضرت في وقت نحن أحوج ما نكون إليها. لكن الروح والحماس ليسا الوحيدين في ذاك الفوز التاريخي (الجغرافي).
النقص كان يعتري المنتخب، بغياب ياسر، مالك، عزيز، المرشدي، والبقية، ومع ذلك لم تنل منا إيران. العمود الفقري للمنتخب لم يكن حاضراً، لكن البديل المناسب أثبت أن الكرة السعودية ما زالت بخير. ظهر نايف هزازي بمستوى مشرف، واستطاع وحده فتح (شوارع) في الدفاعات الإيرانية، وسجل هدفه الأول على مستوى المنتخب، وكذا الحال مع ناصر الشمراني. الوسط كان حاضراً بقوة. حضر نور، فانتعش الأخضر، وكان صاحب العبد الله، وعطيف مركزين جداً. أما الدفاع، فهوساوي كالعادة ثابت المستوى والعطاء، والزوري يتطور ويكتسب خبرة المباريات القوية، والمولد أبدع، وسجل، ورقص. نامي، لا أدري ماذا أقول! لكن تخيلوا لو أن نامي ما زال في الأنصار! هل كنا نشهده في نزال تاريخي كنزال إيران! وفي ذاك رد على (فرية) من ادعى شهادته على العصر، وأن الزعيم هو من يوصل اللاعبين للمنتخب. أزيد عليها، الزعيم إحدى المؤسسات الرياضية (القليلة) التي تصقل النجوم وتوصلهم للمنتخب. نامي أبدع، وقام بواجباته (الدفاعية) كما ينبغي! سقط المحللون، وانتصر نامي، ونجحت تلك المؤسسة الرياضية! وغدا الموعد مع عيسى!
بيسيرو لم تكن معه عصا سحرية، لكنه على الأقل رتب ونظم بشكل يدل على أن المنتخب كان بحاجة (لعقلية) فنية تعرف ماذا تريد وتحقق الأهداف. وهذا لا يعني أنه حقق المراد، فالفوز على إيران كان مطلباً ، لكن التأهل هو الهدف النهائي.
أتمنى أن يكون في أروقة الاتحاد السعودي ثمة من يدون التجربة الخامسة عالميا، ويخلص بالسلبيات والإيجابيات، من باب أن العلم صيد والكتابة قيده، ولزاماً علينا أن نقيد صيودنا بالحبال الواثقة. سئمنا من تكرار ذات الأخطاء، وبحت أصواتنا من (الاستثنائية) الدورية التي باتت أصلاً.
أدرك أن الأجواء أجواء فرح، لكن في مثل هذه الأجواء يجب أن تناقش الأوجه الأخرى للمعادلة، وليس بالضروري الآن، لكن أقول تدون. أرى لو خصصت كافة لجان الاتحاد السعودي شخصا متمكنا يقدم تقريره للتجربة، من بدايتها، وحتى نهايتها. في اللجنة الفنية، لدينا مشاكل، وفي لجنة المسابقات لدينا مصاعب متكررة، وفي لجنة الاحتراف لدينا لوائح علينا تطويرها، وفي لجنة الإعلام والإحصاء ثمة مواضيع لابد من تفعليها، والأمر يسري على باقي اللجان. أقول هذا حتى لا نكرر أنفسنا وأخطائنا مرة أخرى في تصفيات كأس العالم 2014!
أما التحكيم الآسيوي، فما زال يطبق حملة (طنشوها)! وهي حملة (آسيوية) تـُعنى بتطنيش أي ركلة جزاء للمنتخب السعودي، حتى لو مسك المدافع الكرة بيده مسكاً، فستعتبر الحالة، (مسك دون قصد)! لم تكن الأولى التي يطنش فيها الياباني ليماكي ضربة جزء لنا، فقد شهدنا ذات الأمر أمام الكوريين! والحل الأنجع في مثل هذه المواقف أمران؛ الأول، التحرك الرسمي واتخاذ مواقف واضحة وصريحة في هذا الصدد. والأخرى، عدم الدخول في جدل مع حكام اللقاءات، وتطنيشهم! نعم! طنشوا الحكام يا نجوم المنتخب! لا تلقوا لهم بالاً! أدرك أنها مميتة أن تسلب حقوقكم وحققونا على أرض الميدان، لكنكم أثبتم للجميع أنكم قادرون على هزيمة الخصم، والحكم، والأرض والجمهور، والسركال، وبن همام، والبقية! العبوا في الميدان، واحسموها بأقدامكم كما فعلتم في أزادي، واجعلوها خضراء. ارفعوا راية بلادكم في سماء الرياض، وطنشوا أصحاب الصافرة (العمياء)!
نوافذ:
ـ غدا موعدنا مع الشقيق الإماراتي. نزال سيرفع أسهمنا كثيراً في مشوارنا الطويل. الجماهير مطلب، والتشجيع الإيجابي كذلك. لتختفي الألوان، وليكن لوننا أخضر غدا.
ـ ضربة الجزاء النصراوية أمام أبها ولا في الخيال! حظوظ!
ـ على فكرة، النصر ينافس على المركز الرابع، وهو خامس حالياً!
ـ أمام الوحدة، عاد هلال زمان، هلال النتائج الأخيرة، والتسجيل في أصعب الظروف!