من بكين إلى الغرب الأمريكي .. المخرجة كلويه جاو تجذب هوليوود
باتت مخرجة فيلم "نومادلاند" كلويه جاو حديث الساعة في هوليوود من خلال الجوائز التي فازت بها والترشيحات التي حصلت عليها، وفي جعبة هذه الشابة المولودة في بكين، ولكن المفتونة بالغرب الأمريكي، فيلم توشك على إنجازه عن أبطال عالم "مارفل" الخارقين.
ورشحت السينمائية المستقلة البالغة 38 عاما أمس الأول في أربع فئات خلال المنافسة النهائية لجوائز الأوسكار، أبرزها فئتا أفضل فيلم وأفضل مخرج، بفضل فيلمها الذي يدور حول قصة أمريكيين مسنين يجوبون الولايات المتحدة في سيارات تخييم ويعيشون في ظروف قاسية للغاية أحيانا.
وبعدما خرجت منتصرة في حفل "جولدن جلوب" نهاية شباط (فبراير) الماضي، باتت كلويه جاو أول امرأة تنال أربعة ترشيحات لجوائز الأوسكار في العام نفسه.
وعلقت المخرجة في بيان أرسلته لوسائل الإعلام الأمريكية "ألف شكر لنظرائي في أكاديمية الأوسكار على تقديرهم لهذا الفيلم العزيز على قلبي".
ومن خلال فيلم "نومادلاند" بمشاهده الملتقطة في المساحات الصحراوية والبرية في ولايتي داكوتا الجنوبية ونبراسكا، تعلن الفنانة الصينية مرة جديدة حبها لبلدها بالتبني بمساحاته الرحبة الشاسعة.
وكانت قد غاصت قبل أعوام في حياة السكان الأصليين في داكوتا الجنوبية، مع فيلمها الأول "سونجز ماي براذرز توت مي" عن مراهقة تحلم بمغادرة محمية باين ريدج.
ووقعت على صور لهذه الأرض التابعة لقبائل ليوتا خلال دراستها السينما في نيويورك، ما دفعها إلى إطلاق مشروع يقوم على "سرد قصة قد تحسن الأمور" لهؤلاء، على ما قالت المخرجة في مقابلة نشرتها أخيرا مجلة "نيويورك ماجازين".
وحقق هذا العمل نجاحا في بعض المهرجانات، لكن المخرجة دخلت عالم الشهرة من الباب العريض بعد عامين من خلال فيلم "ذي رايدر" الذي تدور أحداثه في محمية باين ريدج ومتنزه بادلاندز الوطني المجاور. ويستعيد العمل عنصرا مركزيا في أفلام جاو يقوم على الاستعانة بممثلين غير محترفين يؤدون شخصيتهم الخاصة من دون تكلف. وقالت لمجلة "نيويورك ماجازين"، "لست من نوع كتاب السيناريو والمخرجات اللواتي يستطعن إيجاد شخصيات بمفردهن في غرفة مظلمة".
وفي "ذي رايدر"، تتبع كلويه جاو قصة راعي بقر حقيقي يدعى برادي جاندرو كان يرفض ترك حلبات الروديو رغم تعرضه لإصابة خطرة في الرأس تهدد حياته.
ونجحت السينمائية في "نومادلاند" في إقناع النجمة السينمائية فرانسس ماكدورماند التي أعجبت بأفلام جاو ورؤيتها، بالاستلهام من مسيرتها الفعلية لأداء شخصية امرأة تعيش حياة ترحال تحمل اسم فيرن.
وقالت كلويه جاو بعد فوزها في حفل "جولدن جلوب"، "إذا ما كان ذلك يعني أن مزيدا من الناس سيعجبون بالشخصيات التي لا تعيش في منازل كلاسيكية ولديها أسلوب حياة غير نمطي، فإنهم سيكونون سعداء جدا".
ولفتت إلى أن "التقدير الذي نحظى به والانتباه الذي سيثيره ذلك لمجتمع الرحل، أظن أنه أمر رائع".
وكانت كلويه جاو المولودة في بكين، واسمها الأصلي جاو تينج، قد غادرت الصين في سن المراهقة للانضمام إلى مدرسة داخلية إنجليزية، قبل الانتقال لمتابعة دراستها في لوس أنجلوس ثم في نيويورك حيث تتلمذت خصوصا على يد سبايك لي. وحصدت المخرجة الثناء منذ أولى نجاحاتها في بلدها الأم، حيث وصفت بأنها "مفخرة" وطنية. لكنها تعرضت لحملة صينية مركزة بعد نبش مستخدمين للإنترنت تصريحات نسبت لها خلال مقابلة مع مجلة أمريكية عام 2013 تضمنت انتقادات لبلدها الأم. ووصل الأمر ببعض القوميين الصينيين إلى وصفها بأنها "خائنة"، في جدل من شأنه تقويض حظوظ عرض فيلم "نومادلاند" في الصين. وتدخل كلويه جاو قريبا بقوة عالم الإنتاجات الهوليوودية الضخمة، إذ أخرجت فيلم "إترنلز" من عالم "مارفل" ويضم كوكبة من النجوم بينهم أنجيلينا جولي وسلمى حايك. ومن المقرر طرح هذا العمل في الصالات بحلول نهاية العام الجاري.
وفي مؤشر إلى شغف صانعي السينما بجاو، أفيد الشهر الماضي بأن استوديوهات "يونيفرسال" ستوكل إليها إخراج نسخة استشرافية من أفلام "دراكولا" مستوحاة من أجواء الغرب الأمريكي.