صناعة الجيل وعظم المسؤولية
صناعة الجيل وعظم المسؤولية
د. محمد عبد الله التويم
مدير التربية والتعليم للبنات في محافظة الخرج
يقول الخليفة الملهم الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه (علمو أولادكم فوق ما تعلمون فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم).
إن الثروة الحقيقية التي تملكها كل أمة أو دولة أو مجتمع هي الإنسان المكتمل الشخصية بامتلاك المواهب والقدرة على الإبداع الشعور بالانتماء والعزة بالموطن والعزم الذي يدعو للإنتاج والتفاعل مع البيئة. والخطوة الأولى لصناعة هذه الثروة هي التربية والتعليم بالمفهوم الشامل وليس المفهوم الروتيني الذي يختزل تلك المهمة في سنوات دراسية ومراحل يدفع الطالب لها دفعا, عمره ويكبر جسمه بخلاف عقله وسلوكه.
لقد غزت المظاهر أوساطنا التعليمية والتربوية, فصرنا نرى الحرص من أولياء الأمور على ملابس أطفالهم أكثر من حرصهم على المعلومات والسلوكيات التي يعودون بها إلى منازلهم, وكذلك المعلمون والمعلمات أصبح تركيزهم على إنهاء المقررات والتنافس على نسب النجاح أكثر من التركيز على اكتساب المهارات وتعديل السلوك.
وإني لأتساءل هل حقق معلمونا ومعلماتنا, وهل حققت مناهجنا وكتبنا المقررة حداَ مناسباَ من أهدافنا وآمالنا وتطلعاتنا؟ هل نجحنا في التحدي الحقيقي والامتحان الصعب؟ أم أن إنجازاتنا لم تتعد أن تكون نجاحات صغيرة وتتضاءل أمام الأمل الكبير؟!
سؤال يحتاج جوابه إلى مواجهة مع النفس وصراحة وشفافية . إن مهمة صناعة جيل المستقبل مسؤولية عظيمة وكبيرة وليست سهلة, كما أنها ليست صعبة مستحيلة على أرباب الأسر الواعية وعلى المخلصين من المعلمين والمعلمات ومن خلفهم قيادات التربية والتعليم, والذين أرى من المناسب تذكيرهم بواجبهم العظيم تجاه الجيل ومسؤوليتهم الجسمية أمام الله ثم أمام المجتمع فهم المسددون والمرشدون وهم الذين يعملون على تقريب القلوب, وتصافي النفوس, ولم المجتمع, ورأب الصداع, وإشاعة روح الأخوة بين أفراد المجتمع ليسوده الأمن والأمان, ولينصرف أفراده إلى العمل الدؤوب المثمر البناء.
كما أذكرهم بأن التطوير والإبداع في مجالات التربية والتعليم كافة مطلوب منهم أولا قبل غرسه في طلابهم, كما أن عليهم جعل أسلوب التعليم داعيا إلى التفكير والتأمل بدل التركيز على الحفظ والاستظهار, متحليا بالحوار العقلي الذي يحترم الرأي الآخر وإن كان مخطئاَ.