في معرض الكتاب (1 من 3)
يتشوق الكثير من المثقفين ومحبي القراءة طوال العام إلى حضور التظاهرة الثقافية السنوية المتمثلة في معرض الكتاب الذي يرتفع فيه سقف الرقابة إلى حدٍ كبير, ليتيح لزواره فرصة الحصول على أهم وأحدث الإصدارات من جميع دور النشر العربية تقريباً.
ولأنني رجل مهتم جداً بهذه المناسبة التي جرت العادة على أن تجمعني بالكثير من الأصدقاء الذين فرقت بيني وبينهم المسافات المكانية والزمانية, فقد حرصت هذا العام على تخصيص أول يومين من المعرض لشراء الكتب, وبقية الأيام للالتقاء بالأصدقاء والمثقفين والناشرين حرصاً على الاستفادة من أطروحاتهم وأفكارهم ومناقشتهم في بعض الإصدارات, وفي هذه المساحة سأحاول أن تكون أنت أيها القارئ معنا على طاولة النقاش خلف كواليس المعرض, آملاً أن أتمكن في بضعة نقاط من نقل صورة واضحة لمشاهداتي في المعرض لهذا العام.
* أوراق محمد الوطبان:
من أهم الإصدارات التي لاقت صدى كبيراً لدى زوار المعرض رواية جديدة من تأليف الصديق الجميل والكاتب الأجمل "محمد الرطيان" والتي صدرت عن دار طوى للنشر والإعلام وتوزع في المعرض عن طريق دار الجمل تحت عنوان "من أوراق محمد الوطبان", وهي رواية مثيرة إلى درجة كبيرة وتصور حياة رجل أمن من مدينة رفحاء يندس بين مجموعة من الإرهابيين لرصد أنشطتهم وتحركاتهم ثم يعمد إلى تسجيل شهادته على مجموعة من الأوراق ليختفي بعدها عن الأنظار, وتقوم بعد ذلك سيدة مجهولة رمز لها المؤلف بـ"السيدة تاء" إلى إرسال تلك الأوراق لدار النشر دون أن تكشف عن هويتها لكنها لم تنس أن تكشف عن عنوان بريدها الإلكتروني في رسالتها لتتوالى بعد ذلك الأحداث.
ولا أخفيكم أن الصديق "الرطيان" كان قد أرسل لي مسودة روايته الرائعة قبل إصدارها متمنياً لي الذهاب إلى الجحيم وهي عبارة لطالما اتخذنا منها وسيلة للتعبير عن محبتنا تجاه بعضنا, لكن صديقي الرفحاوي جبن عن إطلاقها أمام وسائل الإعلام التي التقت به في المعرض بينما كنا نتجول بين أروقته مقرراً استبدالها في إجابة على سؤال أحد الصحافيين حول أفضل ما شاهده في معرض الكتاب بقوله: صديقي هاني الظاهري, مما استدعى أن أكمل إجابته بقولي فليذهب إلى الجحيم!
ويجدر بي أن أشير إلى أن الزائر لمعرض الكتاب هذه الأيام لن يجد صعوبة أبداً في التعرف على الرطيان, وذلك لن يكون بواسطة ملامحه البدوية الشمالية بل بصوته الذي لم يتبق من لم يميزه في ذلك المكان!
* ترمي بشرر:
وللصديق الحبيب والروائي الكبير "عبده خال" ما يقوله أيضاً في معرض الكتاب لهذا العام, فقد حضر أبو وشل بكامل أناقته منذ اليوم الأول للتوقيع على روايته الجديدة التي أصدرها عن دار الجمل بعنوان "ترمي بشرر", وهي رواية رائعة بكل المقاييس وسيلاحظ قارئها التكنيك الروائي الجديد الذي استخدمه المؤلف لأول مرة على مستوى الرواية السعودية, حيث خصص الصفحات الأخيرة منها للتعريف ببعض الشخصيات النسائية من الرواية عن طريق نشر صور فوتغرافية ملونة مع نبذة تعريفية عن صاحبة كل صورة, ولم ينس أن ينشر قصاصات لبعض الأخبار الصحافية التي ترصد بعض المآسي الاجتماعية.
ولأن الحديث عن لقائي بأبي وشل وبقية الأصدقاء لن تكفيه هذه المساحة فسأتوقف الآن لأكمل عملية (الحش) في مقالين قادمين بإذن الله .