وزارة الثقافة أمام التغيير .. قيمة ملهمة داخليا وخارجيا

وزارة الثقافة أمام التغيير .. قيمة ملهمة داخليا وخارجيا

"كأني فوق أجنحة من الريح... كأني أمتطي شوقي على روحي"، والتشبيه الأدبي في البيت السابق يعبر عن انطلاقة عنان متناهي العنفوان، وابتداء من اليوم سيكون هذا البيت قابلا للفهم من زاوية جديدة فشاعره يتطلع كذلك للمضي قدما في سماء عطاء من نوع آخر، سيحلق بأجنحة مسؤوليته في أجواء عمل يحبه ويشتاق إليه ويعود نحوه ممتطيا فرس رهان يعشق المراتب الأولى دائما، وحتى يكتمل المعنى نحتاج إلى طرح سؤال واحد.. من هو القائل، لتأتينا الإجابة غير مكتفية بتقديمه باسم الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة، بل ستضيف إليه هذه المرة "وزير الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية". فور سماع الخبر سيتراءى لذهنك منصبه في سفارة المملكة في بيروت، وسيكون عليك أن تعرف أيضا أنه عالم الجيولوجيا والكيمياء العضوية، بجانب كونه التربوي والسياسي والإعلامي، وبالتأكيد دون تجاهل أنه أحد الأسماء البارزة في ساحة الأدب العربي، وفي المحصلة النهائية ستعرف أن الشخصية ذاتها المحتوية لكل هذه الاهتمامات تعود للوطن مجددا لتتولى قيادة المشهد الثقافي فيه، في غمرة تحديات كبيرة ورهانات أكبر تجعل من التفاؤل المحمود أن تتوقع الثقافة من هذا الرجل أن يعيد استكشاف ثرواتها الطبيعية الكامنة وإنتاج طاقاتها بناء على التعمق في جذور أصالتها وغرس التقدم في تربتها، أن يوائم بين مركباتها وعناصرها ضمن منظومة فكر متحضر يرتقي بنفسه وأمته، أن يبدع في كتابتها بطريقة لا تقل في اتساع رؤاها وعمق معانيها عن قصائده الجميلة. أجندة مهمة تنتظر الوزير الجديد المعروف بحنكته وفصاحته، بجانب عقلانية إدارية تحيّد الطابع العاطفي الواضح في نصوصه الشعرية، سيكون أهم تلك الأجندة تفعيل الثقافة بوصفها العمق الاستراتيجي للنهوض الحضاري والإعلام الذي تضاعفت أهميته مع المستجدات الزمنية التي شهدتها الساحة الدولية، وربط الثقافة والإعلام بمنظومة تكاملية مؤثرة، وينتظر أن يستكمل مسيرة تكريس الثقافة كقيمة فكرية وطاقة محفزة للإنتاج المعرفي والإبداعي داخليا، إلى جانب تقديمها كصورة مشرقة معبرة عن القيم الإسلامية في الوقت الذي تفرض فيه طبيعة العولمة مزيدا من تكريس الهوية وتقديمها بشكل يتواءم مع العالم ولا ينفصل عن ذاته. تأتي اهتمامات المثقفين والإعلاميين الأخرى متطلعة لتنشيط الحركة الثقافية والإعلامية وتطوير آلياتها عبر منابرها المتعددة من مراكز وأندية أدبية ووسائل مقروءة ومرئية ومسموعة، لتكون في أفضل طاقاتها لتقديم منتج حضاري على المستويين الإقليمي والعالمي بشكل تفخر به المملكة التي يمكن تخيلها في قول الشاعر والوزير الجديد عبد العزيز خوجة: "يا دارها في رباط الخير تعصمنا.. بوركتِ يا دارها ستراً ومعتصما"
إنشرها

أضف تعليق