أعيدوا تجربة "فاندرليم".. ولن يتحقق حلمنا بتمثيل الأخضر وإمكاناتنا متهالكة
يتوق الكثير من لاعبي أندية الدرجة الأولى في أن يحظوا بالتفاتة من أعين مدربي المنتخبات السعودية، لضمهم، أوعلى أقل تقدير تجربتهم، مبدين ثقتهم بإمكاناتهم ونجوميتهم التي هي في أمس الحاجة إلى منحها الفرصة، التي قد تنطلق منها للأضواء والشهرة.
شواهد كثيرة ترجح وجود لاعبين مميزين في هذه الدرجة وما دونها، بيد أن غياب أنديتهم عن الأضواء حجب نجومها أيضا، فماجد المرشدي نجم دفاع المنتخب السعودي، والحائز أخيرا على لقب أفضل لاعب في "خليجي 19"، بزغ نجمه من ناديه (اللواء) من بقعاء في حائل أحد أندية الدرجة الثالثة، وانتقل بمبلغ زهيد إلى نادي الجبلين، قبل أن يخطفه الهلال، وفي هذه المحطة بزغ نجمه بعد منحه الفرصة من قبل المدرب كوزمين.
أيضا حسن ربيع نجم المنتخب العماني، استدعي لمنتخبه من نادي درجة ثانية، ومع ذلك تفوق على لاعبي الدرجة الممتازة.
#2#
ويتساءل لاعبو أندية الأولى لماذا ابتعدت أنظار ناصر الجوهر مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن الاستعانة بأسماء من دوريهم في تشكيلته الأخيرة التي أعلنت للمشاركة في كأس الخليج 19 في عمان؟
رغم أنه زاخر بالكثير من المواهب والأسماء الكبيرة والمؤثرة في فرقها رغم ابتعادها عن أضواء دوري المحترفين السعودي.
ويتساءل الكثير عن السبب الحقيقي وراء عدم الاستعانة بهم في المنتخب رغم أن من ينتقل منهم إلى الدرجة الممتازة يقدم مستويات رائعة جدا تقوده لحلم الأخضر بسهولة، على الرغم من كون مستواه هو نفسه عندما كان في الدرجة الأولى، وعلى سبيل المثال لا الحصر مالك معاذ الذي انتقل من الأنصار إلى الأهلي والموهبة الجديدة حسن الراهب الذي انتقل من نادي الخليج إلى الأهلي، والحارس العملاق محمد الدعيع انتقل من الطائي إلى الهلال، وغيرهم كثير من النجوم البعيدة عن عيون المنتخب السعودي بسبب ابتعادها عن دوري الأضواء.
وأيضا لن تنسى الجماهير الرياضية اللاعب الدولي السابق شايع النفيسة الذي كان يمثل فريق الكوكب إحدى فرق دوري الدرجة الأولى آنذاك، وكان وقتها من أبرز المهاجمين في المملكة.
#3#
وطالب كثير من منسوبي أندية الأولى بضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة، واقترح البعض منهم وجود لجنة فنية لاختيار الأنسب من لاعبي هذه الدرجة، وألا يكون الجوهر هو من يختار وحده، كما اقترح البعض الآخر وجود تجمع لأبرز لاعبي الأولى واختيار الأنسب لضمه للأخضر.
"الاقتصادية" تناقش اليوم في حلقة خاصة باللاعبين لعرض القضية الأبرز والمتمثلة في غياب لاعبي أندية الدرجة الأولى عن تمثيل المنتخب السعودي.
أكد الدولي السابق عبد العزيز الجنوبي لاعب فريق سدوس الأول لكرة القدم، والذي سبق أن شارك في دوري الدرجة الممتازة مع نادي النصر، والآن يخوض تجربته في دوري الأولى أن مدرب المنتخب السعودي السابق الهولندي فاندرليم هو المدرب الذي عمل خطوات قوية نحو الالتفات لنجوم دوري الدرجة الأولى والمناطق حينما عمد من خلال فترات التي أقامها لمعسكرات الأخضر إلى اللعب وديا مع منتخبات المناطق، كالقصيم، نجران، والمدينة المنورة.
وأضاف كان فاندرليم في كل مباراة يكشف عن إعجابه الشديد بما شاهده من وجود خامات متميزة في كل منتخب من منتخبات المناطق, وكان دائما يؤكد أن الوقت الحاضر لا يسعفه، كمدرب أمامه استحقاقات قريبة في أن يضم مثل هؤلاء اللاعبين الصاعدين.
وتمنى الجنوبي أن تعاد تجربة فاندرليم من جديد، والتي لم تلق أي اهتمام في وقتها، ما جعل المواهب دفينة في زمنه رغم إدراكه أنها مؤهلة لارتداء شعار المنتخب.
وعن دوري الأولى من حيث المستوى الفني أفاد أنه دوري صعب جداً يصعب التنبؤ فيه بالبطل، ولم أكن أتوقع ذلك عنه عندما كنت بعيدا في دوري الأضواء، وأنه بهذه الطريقة إلا بعد تجربته مع فريق سدوس.
ويضيف الجنوبي إن دوري الأولى محصور بطريقة دفاعية بحتة قاتلة للمتعة، واكتشاف المواهب، وهي طريقة 5/3/2، كما أن المدربين فيه محصورون في أسماء معينة، حيث تجد أغلب المدربين قد سبق لهم العمل في الدوري نفسه، ما يغيب عامل التجديد في الخطط والتكتيك، ويبقيها كما هي لفترة طويلة جدا، إضافة إلى أن المدرب الأجنبي شبه غائب تماما عن تدريب دوري الدرجة الأولى.
ونوه بالدور الكبير الذي لعبته شبكة راديو وتلفزيون العرب art، والمتمثل في نقل أحداث دوري الدرجة الأولى، بعد أن كان بعيدا جداً عن أعين الخبراء والسماسرة الذين يبحثون عن ضالتهم للتحسين وتطوير فرقهم، وإن كان حسن الراهب هو اللاعب الأبرز لهذا الموسم والذي انتقل من نادي الخليج إلى نادي الأهلي.
ويرى الجنوبي أن القادسية هو الفريق الأبرز حتى الآن من خلال ما يقدمه من مستويات تشفع له وبقوة في العودة إلى دوري الأضواء من جديد.
من جهته قلل محمد النزهان الظهير السابق في نادي الهلال، ونجم سدوس الحالي من فرصة وصول لاعبي أندية الأولى إلى المنتخب السعودي، بسبب ما تعانيه هذه الأندية من ضعف إمكانات، وكوادر غير قادرة على الاهتمام بالمواهب الكروية وصقل مهارتها.
وقال:" أتمنى من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب القيام بزيارة إلى ملعب الصايغ، الذي تقام عليه تمارين ومباريات فريق سدوس، وهل هو قادر على إبراز موهبة كروية؟".
وأضاف أيضا أتمنى أن يحكموا على الملعب وهل هو صالح بشكل عام لممارسة الرياضة.
وشدد النزهان على أن رداءة الملعب جعلت جماهير النادي بشكل خاص والجماهير الرياضية بشكل عام تنفر منه، فلا يروق للمشجع الحضور والمتابعة في "الصايغ" بسبب ما يعانيه الملعب من سوء أرضية، سوء مدرجات، وانعدام الخدمات إلى درجة أن القناة الناقلة لدوري الدرجة الأولى لا تحرص على نقل المباريات منه.
ويضيف: إن الأزمة المالية التي تعيشها معظم أندية الأولى ساهمت بشكل كبير في غياب المواهب أو انعدامها بعض الشيء بقوله:" إذا كان نادي نجران وهو يلعب في دوري المحترفين الممتاز يعاني أزمة مالية خانقة، فكيف بنا نحن في دوري الأولى؟".
ويؤكد النزهان أن ضيفي الممتاز لهذا الموسم الرائد وأبها، لم يقدما أي إضافة في دوري المحترفين بسبب الأزمة المالية التي تعانيها هذه الأندية الصاعدة حديثا للنجومية، وهي تحمل هموم الدرجة الأولى معها، وأتوقع أن تعود هذه الفرق أدراجها مرة أخرى لمكانها المناسب في دوري الأولى.
وأشار إلى أن هذا ما يؤكد على وجود خلل في هذا الدوري، الذي فاجأنا العام الماضي بوجود ستة فرق تنافس في الهبوط وست فرق أخرى تنافس في الصعود.
أما اللاعب وصل الذويبي كابتن فريق الفيصلي فيرى أن عدم قدرة الأندية على جلب مدربين أجانب قادرين على رفع وتطوير الفرق ألقى بظلاله على الدوري وأنديته، باستثناء التعاون الذي جلب مدربا برازيليا.
وأبان من رؤية فنية خاصة يلاحظ على الأندية حرصها على إغلاق ملاعبها، وهذا ما يجعل المشاهد أو الكشاف يطلق حكماً بأن المواهب غائبة ومعدومة.
وأشاد الذويبي بمستوى مهاجم فريق القادسية محمد السهلاوي ومحور فريق الفيصلي باسل الفهد، اللذين يملكان مهارات عالية جدا، تؤهلهما للانضمام إلى المنتخبات السعودية.
ويشير زميله في الفيصلي مبارك الأسمري بالدور الكبير الذي يلعبه الإعلام الرياضي في نجاح دوري الأولى، إذ يعد أداة مؤثرة في توجيه المتابع الرياضي لمراقبة أحداث الدوري الساخنة، وإبراز المواهب التي تستحق الوقوف عليها.
وتحدث عن أهمية إعادة النظر في موعد المباريات الذي لا يتناسب مع أوقات المتابعين، ويكون عادة بعد صلاة العصر، وهذا الموعد أثبت عدم نجاحه في الدوري الممتاز فكيف بدوري الدرجة الأولى.
أما فيصل مرزوق لاعب فريق الرياض الأول، فيرى أن الأسباب في ابتعاد لاعبي الدرجة الأولى عن المنتخب عديدة ومنها: قلة النقل التلفزيوني للمباريات، وضعف الموارد المادية للأندية، مشيرا إلى كثرة المواهب التي تفتقد إلى المتابعة والاهتمام من قبل خبراء في اللعبة.
واقترح أن يكون الحل الأمثل لكشف القدرات التي يملكها نجوم الأولى هو تشكيل منتخب خاص بهم، يختبر جيدا بلقاءات ودية مختلفة، ومن ثم يتم ترشيح الأفضل منهم.
من جهته، أكد باسل الفهد لاعب فريق الفيصلي أن الخطط الفنية العقيمة التي ينتهجها المديرون الفنيون في أندية الأولى أسهمت بشكل كبير في عدم بروز المواهب الكروية وتقديمها للمتابع بشكل مناسب.
وتساءل عن السبب الحقيقي وراء تفشي ظاهرة تدوير المدربين، إذ إن معظم المدربين الحاليين سبق لهم التدريب في فرق أخرى في نفس الدرجة الأولى، ما يفقدنا كلاعبين الاستفادة من خبرات تدريبية مختلفة ومفيدة.
وطالب محمد الحلو مهاجم فريق سدوس وهداف دوري الدرجة الأولى بأن تتولى الشركات الكبرى رعاية فرق الأولى، ومن هنا سنجني الفائدة الكبيرة من جانبين: الأول وهو رفع العوائد المالية للأندية، والتي تسهم بقوة في دعمهما بكوادر وكفاءات وملاعب ممتازة، والآخر يكمن في عودة المتابعة الإعلامية لمجريات وأحداث الدوري، ونقل ما يدور فيه للمتابع الرياضي، وبالتالي يصبح دوري الأولى محط أنظار الشارع الرياضي في المملكة .
ونوه الحلو بمستوى لاعب فريق العروبة عبد المجيد الرويلي، ولاعب فريق هجر خالد الرجيب، مؤكدا أنهما مؤهلان لتمثيل صفوف الأخضر.
أما عبد الرحمن اللعبون المتابع الجيد لدوري الأولى، فيعتقد أن التركيز الكبير على دوري الممتاز أخفى دوري الدرجة الأولى بشكل كبير، على الرغم من مطالبات الأندية بالالتفات لها، وعلى احتياجاتها المختلفة
حيث إن التقييم الحالي للدوري ضعيف ولا يؤدي المطلوب من حيث القوة والمتعة والإثارة.