الرئيس التركي ينوه بجهود الملك عبد الله في علاج الجراح الفلسطينية
الرئيس التركي ينوه بجهود الملك عبد الله في علاج الجراح الفلسطينية
لخص الاستقبال الحار والحافل الذي لقيه الرئيس التركي عبد الله غول خلال زيارته لمقر مجلس الشورى في الرياض أمس معاني العلاقة المتميزة بين البلدين، وذلك عندما رحب أعضاء المجلس بالرئيس التركي بالتصفيق المتواصل الذي كرر ثلاث مرات.
وأشاد غول في حديث له أمام أعضاء مجلس الشورى السعودي، بالجهود التي بذلها ويبذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لمعالجة الجرح النازف في المنطقة، معربا عن أمله بتحقيق المصالحة الوطنية لكي لا تضيع أسس الدولة الفلسطينية المستقلة.
وعدد الرئيس التركي القواسم المشتركة التي تربط بين السعودية وبلاده من النواحي التاريخية والدينية والاجتماعية والثقافية، مشيرا إلى أن الزيارتين اللتين قام بهما خادم الحرمين الشريفين إلى تركيا خلال عامي 2006 و 2007 أثمرتا عن فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية.
وأكد غول أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين المملكة وتركيا التي تحظى باهتمام من خادم الحرمين الشريفين، منوها بالحنكة السياسية والقيادة الماهرة للملك عبد الله التي أدت إلى تطوير الأوضاع الاقتصادية وترسيخ الموقع السياسي للمملكة في جميع المحافل الدولية.
وفي الجانب السياسي أكد غول أن تركيا والسعودية تسعيان إلى إرساء سبل الاستقرار والأمن في المنطقة لاهتمامهما بالقضايا الإقليمية والدولية وتطابق وجهات نظرهما في التعامل معها بغية إرساء الأمن والاستقرار الدائم والسلام الدائم في المنطقة.
ودعا الرئيس التركي إلى ضرورة لم شمل الفلسطينيين وتوحيد الجهود لتحقيق الوحدة بينهم، مؤكدا أن اتفاقية مكة المكرمة التي رعاها خادم الحرمين الشريفين أرست أسس الوفاق ولكان الواقع الفلسطيني في موقف قوة لو تمسك بها الجانبان، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى وحدة الصف، معتبرا "الفرقة الفلسطينية تخريب لأسس الدولة الفلسطينية المستقلة".
وعبر غول عن أمله في ألا نرى الجراح تتكرر مرة أخرى في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أن "الرؤية التركية لهذه القضية تتمثل في لم شمل الشعب الفلسطيني ولم الشعب العربي والإسلامي وتوحيد كل الجهود لما فيه خير المنطقة وشعوبها"، واعتبر أنها "مسؤولية مهمة تقع على جميع الدول العربية والإسلامية".
وشدد الرئيس التركي على ضرورة الفصل بين الإرهاب والدين الإسلامي الداعي إلى التسامح والمحبة والإخاء ورفض الإرهاب الذي يتطلب التعاون للتصدي له منوها في هذا الشأن بمبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات التي تجسدت على الواقع من خلال مؤتمر مدريد واجتماع الأمم المتحدة.
وقال "إن تنامي المصالح والطاقات المتاحة في البلدين هو أمر مشهود له ولذلك فإن تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين وبين أعضاء مجلسي الشورى والشعب التركي أمر مهم جداً لتنمية هذه العلاقات وتؤدي إلى تطويرها بين شعبينا".
وأضاف قائلا: "إن مجلس الشورى السعودي له أهمية كبيرة في تطوير الأسس الراسخة للبنية الإدارية للمملكة وأنا أرى أنه يضم أعضاء مهمين وخبراء في مختلف المجالات، لذلك فإن الأهمية التي توليها القيادة إلى التشاور والشورى وتحسين البيئة الإدارية أمر واضح، ولذلك فإن تعاون مجلسينا في هذا الموضوع وتبادل خبراتهما مهمة جداً لهذا الغرض ولتنشئة علاقات أوثق بين بلدينا".
#2#
من جانبه قال الدكتور صالح بن حميد رئيس مجلس الشورى، إن المجلس دأب على استضافة عدد من زعماء الدول ورؤسائها الذين خاطبوا الشعب السعودي من منبره، وكان لحديثهم أثره الواضح في مسار العلاقات التي تربط المملكة وشعبها بالشعوب الشقيقة والصديقة، مرحبا في هذا الصدد بالرئيس التركي والوفد المرافق له في زيارته للمملكة التي تأتي تلبية لدعوة خادم الحرمين الشريفين.
وأكد بن حميد على أهمية الزيارة الحالية التي يقوم بها الرئيس غول إلى المملكة نظراً لخصوصية العلاقة التي تربط بين البلدين والقيادتين والشعبين الشقيقين سواء في إطارها الثنائي أو في إطارها الإقليمي والإسلامي، مشيرا إلى أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وتركيا يعود إلى العام 1349هـ (1929)، وذلك إثر توقيع اتفاقية الصداقة والتعاون بين البلدين.
ولفت بن حميد النظر إلى التاريخ المشترك للبلدين الشقيقن حيث ربط الإسلام بينهما بأقوى العلاقات وأثمرِها، كما تمثل المنطقة الجغرافية والثقافية والتاريخ المشترك تميزاً في هذه العلاقات ولعل تطويرها بمقتضيات العصر الراهن ومستجداته هو الطريق لمزيد من الفهم والفاعلية والتي نعلم أن البلدين يسعيان لها، ويبذلان جهوداً كبيرة في سبيل توظيف إمكاناتهما ومقدراتهما لصالح شعبيهما والمنطقة.
كما تحدث عن مكانة البلدين ودورهما السياسي في المنطقة، قائلا "إذا كانت المملكة تكتسب مكانة وثقلاً سياسياً انطلاقاً من مكانتها الدينية وثقلها السياسي والاقتصادي وما تنتهجه من سياسة قائمة على العقل والموضوعية والحق والعدل، فإن تركيا تكتسب ثقلاً مماثلاً لما تمتلكه من قوة ومكانة ترتكز على قوة علاقاتها الدولية وموقعها وسياستها المتوازنة، وهذا ما يمكن الدولتين من القيام بدور متميز في المنطقة ومن هنا يتجسد لنا ثمرة التعاون السعودي التركي البناء".
وأعرب بن حميد عن تقديره وإعجابه لوقفة الحكومة التركية الحازمة والقوية تجاه ما طال الفلسطينيين في قطاع غزة من الحرب الشرسة الهمجية التي ارتكبها العدو الصهيوني وما خلفته من دمار وأوقعته من مظالم. وعد ذلك الموقف مثار الإعجاب والتقدير. وأشار إلى أن زيارة الرئيس التركي للمملكة تأتي بعد أحداث غزة المأساوية ومعاناة أهلها, كما أنها تأتي بعد خطاب خادم الحرمين الشريفين الذي هيأ للأخوَّة العربية وفتح باب المصالحة العربية.