العبء المدرسي على الأسرة

نجاح تجربة "التعليم عن بعد" هاجس لدى المسؤولين عن التعليم، والوزارة تطالب بدور رئيس لأولياء الأمور في تحقيق النجاح المنشود وسط ظروف تعليم طارئة لها معوقات تحتاج إلى تفكير وتأمل للخروج بحلول إبداعية تسهم في التكيف وتجاوز العقبات. بدعوة من الدكتور حمد آل الشيخ وزير التعليم، وبحضور نائبه الدكتور عبدالرحمن العاصمي، وعدد من المسؤولين في الوزارة، شاهدت مع زملاء وزميلات الجهود الكبيرة التي تقوم بها الوزارة استعدادا لفصل دراسي عن بعد، حيث خصصت مبنى كبيرا متعدد الأدوار، كل دور منه تم تجهيزه لمرحلة من مراحل التعليم العام لتسجيل حي وبث الحصص المدرسية على الشبكة، بوساطة معلمين ومعلمات وتقنيي إنتاج إعلامي، ومن خلال منصة مدرستي وقنوات عين الخاصة بالوزارة، إضافة إلى رفعها على "يوتيوب". وذكر الوزير، خلال الجولة والمؤتمر الذي عقبها، أنه تم العمل على التخلص من الحشو في بعض المناهج، توخيا للتركيز على الأهم، وبما تتطلبه ظروف إنتاج إعلامي تفاعلي لبث الدروس.
كما وفرت الوزارة بعض البرامج "الضرورية" من "مايكروسوف" مجانا للطلبة والمعلمين والمعلمات. كل هذه الجهود مقدرة ومشكورة، وهي تستلزم التفكير بطرق إبداعية لتعظيم الفوائد من الجهود للطلبة، وهي خطوة تذكر وتقدر.
إلى حد كبير يمكن السيطرة على الطلبة والطالبات داخل فصل مدرسي له باب يغلق، ومعلم أو معلمة، تقف أو يقف، على رؤوسهم، حتى هذه السيطرة لا يمكن أن تصل إلى انصراف الطالب للدرس وفهمه ولا التفاعل مع معلمه، فكيف إذا كان الانتظام افتراضيا مع توافر ملهيات داخل وخارج فضاء الإنترنت، فمن هنا تبرز صعوبة المسألة، ولن يحل ذلك تكرار الحديث عن دور أولياء الأمور دون جهد إبداعي من وزارة التعليم والمدارس يتجاوز "الدعم الفني التقني"، ليصل إلى الدعم الفني التعليمي لتكييف المادة التعليمية مع الظروف الطارئة. ومع تغير أدوات التوصيل، يمكن العمل على اختصارات للمواد وتركيز على مفاصل الصعوبة بشرح قصير وميسر، كما أن اختيار المعلم والمعلمة "المناسب" لهذه الطريقة أو تلك، يفترض أن يرتقي إلى مستوى تحديات "الاستيعاب"، والفهم، وقبله الالتزام، المتوقعة.
ولربط الطالب والطالبة وهما عن بعد - وشبه أحرار بعيدا عن جدران الفصول - لا بد من التفكير بمحفزات تتناسب مع الحالة الافتراضية، فربما لو فكرنا بالاستفادة من "أدوات" ومحفزات الألعاب الإلكترونية، قد نكتشف حلولا ابتكارية تحقق الفائدة المرجوة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي