أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما

أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما

أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما
أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما
أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما
أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما
أزمات الشرق الأوسط متقاطعة وغير متطابقة .. وإيران أول اهتمامات أوباما

أكد البروفيسور فرانسوا هيزبورج مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس FRS ورئيس مجلس إدارة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن IISS، أن وضع الشرق الأوسط والأزمات التي يعشيها، لا تقتصر على سبب واحد، فمسبباتها عديدة منها نفطية اقتصادية وطائفية، وكذا ونزاعات بين المشاريع الوطنية وأزمات داخل الدولة الوحدة وأزمات داخل المنطقة وأخرى بين المنطقة والعالم الخارجي.
#2#
وأضاف خلال المحاضرة التي قدمها تحت عنوان "أمريكا وأوروبا وأزمات الشرق الأوسط" في جامعة الملك سعود أمس بالتعاون مع صحيفة "الاقتصادية" ضمن برنامج المتحدث الدولي، أن هذه الأزمات التي تعانيها المنطقة نجد أنها أزمات متقاطعة وغير متطابقة وذات أوجه متعددة ومتداخلة فهناك الأزمة بين المواجهة بين العالم السني والشيعي والفرس والعرب والأزمة بين أفغانستان وباكستان، وأزمة إيران في المنطقة وهو عامل جديد وذو وزن استراتيجي في الإقليم وعلاقتها مع حزب الله وسورية، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني ووجود الأزمات الداخلية في كل من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
#3#
واستعرض البروفيسور هيزبورج، تاريخ السياسة الأمريكية في ظل الأزمات الماضية والحاضرة والدور الأوروبي، مبينا أن مصالح أي دولة كانت كالولايات المتحدة وغيرها من الدول ليست محايدة أو موضوعية بشكل تام، وأن الشكل الذي تحدد فيه الدول مصالحها يرتبط ببعض الأوجه الموضوعية، كما يرتبط برؤيتها الذاتية للعالم وقيمة بعض الدولة في العالم كالمملكة والصين، مشيرا إلى أن المصالح لا يمكن تغيرها في كل الدول ولا يمكن مسها، فكل الدول تسعى دائما وبشكل مستمر لتحقيق مصالحها.
وأوضح هيزبورج، أن تدخل أمريكا في تاريخ الشرق الأوسط حتى نهاية الحرب العالمية الأولى كان محدودا، لأن أمريكا لم يكن لها دورا رئيسا في ذلك الوقت، وإنما في الحرب العالمية الثانية أصبح للولايات المتحدة دورا رئيسا في منطقة الشرق الأوسط بسبب ظروف أزمة الحرب العالمية الثانية، حيث كان في إيران أكثر من 20 ألف جندي أمريكي مهمتهم في ذلك الوقت نقل الأغذية والجنود نحو أمريكا لدعم جيش ستالين ضد هتلر وهكذا دخل الأمريكيون هذه المنطقة، ولم يتوقف الأمر منذ ذلك الوقت وحتى هذه اللحظة.
#4#
وأفاد هيزبورج أن تاريخ منطقة الشرق الأوسط منذ عام 1940 إلى عام 1989 كان نضالا ضد الإمبراطوريات كالنازية الألمانية والنضال ضد الإمبراطوريات الأوروبية الاستعمارية مثل هؤلاء الذين يشكون للبعد المناوئ للإمبريالية الأمريكية في المنطقة الذين منعوا الفرنسيين والبريطانيين عام 1956 من إتمام عمليتهم في مصر ضد جمال عبد الناصر ومشكلة قناة السويس، وكانت أمريكا تتصرف ضد الأمر الواقع وبالطبع كان نضالا ضد الاتحاد السوفييتي والحرب الباردة.
#5#
وقال هيزبورج :" إن الفترة التي استمرت من 40 إلى 50 عاما كانت مصالح الاستراتيجية الأمريكية واضحة في المنطقة وكان الوجه الآخر للسياسة الأمريكية هو استغلال مصادر الطاقة في العالم، وتمثل ذلك في أول لقاء جمع بين الرئيس الأمريكي والعاهل السعودي الملك عبد العزيز في ذلك الوقت، حيث كان الحجر الأبيض هو رسم المصالح الأمريكية في المنطقة".
وتابع حديثة قائلا:" إن أمريكا لم تكن الحليف الاستراتيجي في إسرائيل في أعوام الخمسينيات والأربعينيات، بل كانت فرنسا في ذلك الوقت، وفي عام 1967 أصبحت الولايات المتحدة الضامن لأمن إسرائيل، وهذا دليل على أن مصالح الدول في العالم ليست ثابتة وليست موضوعية".
وزاد في القول:" إن سياسة الولايات المتحدة حتى قبل عام 2001 كانت من جهة تريد المحافظة على الأنظمة في المنطقة ومن جهة ثانية لا تريد ظهور أي قوة مهيمنة في المنطقة، حيث تمت المحافظة على توازن قوتي العراق وإيران تمثلت في حرب العراق مع إيران وحرب الخليج متبعة سياسة فرق تسد".
وحول السياسة الأمريكية في القضية الفلسطينية أوضح أن أمريكا لم تكن مهتمة بالقضية الفلسطينية بشكل أساسي ولكنها كانت تدعم حكومة شارون وبشكل مبالغ فيه، كما أن السياسة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 اقتنعت أن الدفاع عن الأمر الواقع يجب أن يتغير، مما دفع بصناع القرار في الحكومة الأمريكية باللجوء إلى خيار القوة، مما أدى إلى الحرب على أفغانستان والحرب على العراق وإسقاط حكم صدام حسين.
وأبان البروفسور هيزبورغ، أن الهدف من هذه الحربين ليست أهدافها اقتصادية نفطية كما يعتقد البعض، وإنما تريد الولايات المتحدة أن تتزعم فكرة الحرب على الإرهاب، موضحا أن الحرب على العراق خدم بشكل كبير الإيرانيين في المنطقة، حيث لا تستطيع إيران لوحدها تحقيق أهدافها كالسيادة على المنطقة إلا بمساعدة الولايات المتحدة.
وفيما يخص العلاقات الأوروبية وأزمات الشرق الأوسط بين البروفسور هيزبورج، أن هناك الكثير من التداخلات الأوروبية في المنطقة على مر التاريخ سواء الأحداث التي جرت من عهد الرومان ومرورا بالحروب الصليبيين وحتى القرن الـ 18 وهو وقت حكم امبراطورية العثمانية حيث نظر الأوروبيون إلى كيفية التعامل مع العثمانيين دون إيجاد نزاعات جديدة السيطرة على مضيقي البسفور والدردنيل من ناحية، ومن ناحية أخرى في القرن الـ19 السيطرة على السويس.
ويرى البروفسور هيزبورج، أن الأوروبيين كانوا ينظرون لكيفية تحقيق مصالحهم وهل المحافظة على وجود تلك الإمبراطورية مجديا لهم أو العمل والمساعدة على انهيارها، مشيرا إلى أن نظرة الأوروبيين في القرن الـ 18 للأمور لم تكن بعيده عن نظرة الأمريكيين للمنطقة حاليا.
وقال:" أن الموقف الأوروبي بعد الحرب العالمية الأولى وانهيار الإمبراطورية العثمانية كان يبحث كيفية وطريقة تقسيم إرثها ووضع خريطة للشرق الأوسط، نتج عنها تقسيم الوطن العربي إلى عدة بلدان ودول، موضحا أنه ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية استطاع الأمريكيون الدخول إلى المنطقة معلنا بذلك الخروج الأوروبي من المنطقة، حيث أصبحت سياسة بعض الدول كبريطانيا وفرنسا مزدوجة ومتناقضا في المنطقة.
ولفت إلى أن الأمريكيين لا يريدون أن تسيطر دولة ضد أخرى في الشرق الأوسط كالعراق أو إيران، والأوروبيين كغيرهم كانوا يعلمون أن أمريكا في تلك اللحظة هي القوى العظمى الوحيدة في العالم، وبالتالي حاولوا أن يبنوا لأنفسهم هامشا للحرية لكي لا تتمكن الولاية المتحدة من الهيمنة على العالم لوحدها، ولكن ذلك يحدث في ظروف متردية، وعمليا أصبحت أمريكا هي الدولة المسيطرة، مبينا أنه رغم ذلك حافظت كل من بريطانيا وفرنسا كعضوين دائمين في الأمم المتحدة، حيث أسهمت هاتان الدولتان في دعم الموقف العربي كالسعودية ومصر لإعادة الكويت من الاحتلال العراقي آنذاك، وبالتالي لكي تحافظ هذه الدول على مكانتها في مجلس الأمن فعليها أن تبتعد عن مواجهة المصالح الأمريكية، ورغم ذلك فإن الأمريكيين والأوروبيين يتقاسمون خلال هذه الفترة المحافظة على الأمر الواقع والسياسي في الشرق الأوسط، الاتحاد الأوروبي وأوروبا بشكل عام ليست فاعلا أساسيا كما هي كوحدة واحدة، وإنما هناك دول أوروبية لها سياسات مستقلة مثل فرنسا وبريطانيا.
واشار مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس FRS ، إلى أن الأوربيين رغم خشيتهم من امتلاك العراق الأسلحة النووية، فإن ذلك لا يبرر بأي حال من الأحوال تأييدهم الموقف الأمريكي في قرار الحرب على العراق واحتلالها والإطاحة برئيسها، موضحا أنه ومنذ ذلك الوقت كان المفروض على الموقف الأوروبي ألا تعطي الأمريكيين شرعية الحرب على العراق من خلال التصويت في مجلس الأمن، إلا أن ما حدث كان العكس تماما حيث اتبعت بعض الدول الأوروبية طوعا أو قسرا قرار الأمريكيين في الحرب على العراق.
وأضاف أن الموقف الأوروبي غير متفق مع السياسة الأمريكية بعد حرب 11 أيلول (سبتمبر) 2001 في الطريق التي يجب أن نحددها في إطار الإرهاب العالمي أو التهديد الإرهابي، حيث يجب ألا نقول إن هذه حرب عالمية وإنما يجب أن نعتبر الإرهابيين مجرمين، وهو خلاف ليس بسيطا، والتوترات التي كانت بين بعض الدول الأوروبية والسياسة الأمريكية في عام 2003 هدأت بحكم أن الحرب العراقية مرت.
وقال: "إن هناك قصورا من الجانب الأوروبي حدث أثناء وبعد سنوات الحرب الباردة، إلا أننا كسبنا مصداقية عند الشعوب العربية، ولكن في الوقت نفسه فقدنا من أهميتنا، ليس لان الولايات المتحدة هي الأقوى، ولكن فقدنا مصداقيتنا عند الجانب الإسرائيلي الذي كان يسخر من مواقفنا كما يسخر البط من الماء".
وحول الإدارة الأمريكية الجديدة بين البروفيسور هيزبورج:" أن إدارة اوباما تعلق أهمية كبيرة في موضع عدم انتشار الأسلحة النووية، وهي لذا تسمي مسؤولا عن وكالة جديدة مكلفة بالعمل ضد انتشار الأسلحة النووية، وبعبارة أخرى فان إيران ستكون أول اهتمامات الإدارة الأمريكية، موضحا أن هناك خللا من حيث الطريقة التي ستلعبها الإدارة الجديدة في الأزمة الفلسطينية ـ الإسرائيلية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الأوروبية الأمريكية في قضية الشرق الأوسط ذكر البروفسور هيزبورج، أنه في كل الحالات كان هناك دور لأوروبا حيث إنها أظهرت قدرتها على التأثير في عملية السلام في المنطقة، وإذا تركت الإدارة الأمريكية شيئا من مواقفها فإن الأوروبيين سيحتلونها وإذا التزم الأمريكيون بشكل أكبر فإن الأوروبيين سيكونون شركاء، كما أننا لا نعرف الطريقة التي يأخذ بها الأمريكيون إزاء التدخل في النزاعات الطائفية في العراق والمنطقة، حيث إن هناك كتبا ومؤلفات كثيرة انتشرت تقول إن السنة مصدر إزعاج وأنهم أفعى دون رأس وتعبيرات غير جميلة".
وأوضح أن المنطق يقول إنه بالنسبة للقوة الكبيرة كالولايات المتحدة البعيدة سياسيا وثقافيا من الأفضل لها ألا تحاول التدخل في نزاعات بين أي طوائف مختلفة في المنطقة، وبما أن سياسة أوباما العامة غير قدسية فمن الممكن أنه لن يتدخل في مثل هذه النزاعات الطائفية، والأوروبيون لا يريدون أن يتدخلوا في هذا النوع من النزاعات لأنهم لا يفقهون شيئا عن الطائفيات الدينية في المنطقة لن ندخل في لعبة فرق تسد السنة ضد الشيعة والعكس لأنها ليست قضيتنا".
وأفاد هيزبورج، أن أوروبا متحدة وجاهزة ولها صوت مسموع إذا كانت دول المنطقة في الشرق الأوسط والأمريكيون ملتزمون بالسلام والمصالحة فإن الأوروبيين سيكونون نشطاء وليسوا فقط ممولين لعملية السلام بل مشاركون فيها، كما أن هناك شكا في أن الأزمة الاقتصادية لها تأثير في الشرق الأوسط، حيث لا يمكن لنا أن نتنبأ بما ستكون عليه النتائج للاستفادة من هذا التأثير، والأرجح أن الأزمة المالية سيكون لها تأثير كبير وملحوظ في إيران.
ويرى أن تبرع الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بمليار ريال لإعادة إعمار غزة أمر مهم، وأن الأوروبيين لن يكونوا ضد هذه المواقف الإيجابية لبلدان مثل بلدكم، مشيرا إلى أن ما يهم الأوربيين في المنطقة هو أن يكون هناك استقرار في المنطقة ومن المهم جدا أن لا تتفاقم النزاعات ويجب وضع حد لأي دولة تحاول أن تفرض الهيمنة على دولة أخرى في المنطقة.

الأكثر قراءة