الاستثمار البشري ومكافحة الجائحة«2 من 3»
بعد مرور عام على بدء خطة البنك الدولي في الاستثمار البشري، حدث توسع كبير، بل وتحول أيضا في المساندة المقدمة من البنك الدولي للبلدان الإفريقية. فقد ارتبط البنك بتقديم نحو 7.5 مليار دولار تمويلا مخصصا لمشاريع التنمية البشرية خلال الـ12 شهرا الماضية "أكثر من ضعفي ما كان عليه في العام السابق"، وفي الوقت نفسه، عزز مساندته لرأس المال البشري في قطاعات الزراعة والشمول الاجتماعي والمياه والصرف الصحي، وغيرها.
وحول الاستثمار في تمكين المرأة والتحول الديموغرافي، فتتحمل النساء والفتيات وطأة هذه التداعيات. مهما يكن من أمر، فإنه خلف هذه الأرقام المثيرة للقلق، تكمن أيضا قصة تبعث على الأمل ورسالة قوية للعالم وواضعي السياسات، مؤداها: إن الاستثمار في تمكين المرأة من خلال تيسير الحصول على التعليم الجيد، وفرص العمل، والرعاية الصحية الجنسية والإنجابية - أصبح الآن أكثر أهمية من أي وقت مضى.
كما أن الاستثمار في النساء والفتيات ضروري لتحقيق وعد التنمية. الأمر بهذه البساطة. لذلك، ساعدنا البلدان المتعاملة معنا بما تزيد قيمته على 2.2 مليار دولار من المشاريع الجديدة التي يمولها البنك الدولي بالاستثمار في صحة النساء وتعليمهن وفرص العمل.
وتعالج هذه المشاريع عديدا من المعوقات التي تواجهها النساء والفتيات، بوسائل منها مكافحة زواج القاصرات من خلال النهوض بتعليم الفتيات، والتركيز على خدمات تنظيم الأسرة وتوفير أطر قانونية قوية تكفل حماية النساء والأطفال. ويمكن أن يساعد هذا كله البلدان الإفريقية في جهودها لتسريع وتيرة تحولها الديموغرافي، وهو تحول من ارتفاع معدلات المواليد ووفيات الأطفال الرضع إلى انخفاض هذه المعدلات.
وتمت الموافقة على مشاريع تمكين المرأة منذ إطلاق خطة رأس المال البشري لإفريقيا لعام 2019. ومن الأمثلة على هذه المشاريع، مشروع تمكين المرأة والاستفادة من العائد الديموغرافي في منطقة الساحل. ومن خلال تعبئة جهود رجال الدين، يساعد هذا المشروع على إحداث تغيير في الأعراف والسلوكيات الاجتماعية التي تؤثر في النساء والفتيات، من أمثال لميمة بنت الحضرمي، التي تعيش في منطقة الساحل.
لميمة من موريتانيا، وقد تزوجت حينما بلغت الـ13 من العمر. ثم تسربت من المدرسة، لأن حملها كان صعبا. وأنجبت بعد ذلك بنتين، قبل أن يهجرها زوجها.
تقول لميمة، "رفضت تزويج ابنتي لسبب بسيط ووجيه: فأنا أريد تمكين ابنتي. ولا أريد لها أن تمر بالصعاب نفسها التي مررت بها. أتمنى أن تحصل على وظيفة جيدة. أن تصبح وزيرة أو طبيبة أو قابلة". "وبتكلفة قدرها 675 مليون دولار، يساعد مشروع تمكين المرأة والاستفادة من العائد الديموغرافي في منطقة الساحل، البلدان الإفريقية على تمكين النساء والمراهقات، وزيادة فرص حصولهن على خدمات جيدة للصحة الإنجابية وصحة الطفل والأم، ووضع جدول أعمال للسياسات يجعل العوامل السكانية ونوع الجنس محورا للنمو... يتبع.