1..2..3..انطلق
مع اقتراب نهاية الفصل الدراسي تبدأ سلوكيات سلبية بالظهور لدى طلاب وطالبات التعليم العالي.
من أكثر هذه السلوكيات وضوحاً تلك المرتبطة بإكمال المحاضرات الناقصة والمذاكرة العشوائية في الوقت الضائع، والسبب يعود إلى الخمول النسبي الذي يقع فيه المتعلمون طوال الفصل وغياب التقييم المناسب لأدائهم في أحيان كثيرة مما يساعدهم على الجنوح إلى الكسل.
هذا التصرف لا يقتصر تأثيره في هؤلاء فقط بل يمتد إلى غيرهم من الطلبة المجتهدين، فتتحول ساعات المحاضرات في تبادل الأوراق والمذكرات وطرح الأسئلة التي تشتت الانتباه.
فالذي يحصل الآن لا يستفيد منه الطالب المتأخر وفي الوقت نفسه يضر بأداء المجتهدين.
كما يجهد الطلبة المتأخرون في مطالبة الأساتذة بتقليل الكم المعرفي المطلوب منهم ما يقلل بالتالي كثرة الأسئلة المطروحة وفرصة حصد الدرجات الأعلى.
من جهة أخرى يرفض كثير من المتعلمين هذه العشوائية ويعترضون أحياناً من مشاركة الآخرين بثمرة حضورهم ومواظبتهم خلال الفصل، أما القسم الباقي منهم فيقدّم خدماته بحثاً عن الدعوة الصادقة والأجر!
والحقّ يقال إن التقويم النهائي لا يظهر في أحيان كثيرة المستوى الفعلي للمتعلمين كونه يتيح فرصة للجميع بتقديم الأفضل فقط بغض النظر عن مواظبتهم خلال الفصل، فالمهمل يصبح متفوقاً بالتسلق على أكتاف زميله.
تتشارك في هذه النتيجة عدة جهات منها الأساتذة أنفسهم فهم بطريقة أو بأخرى يعملون على تكدس المعلومات بدون تقييم لها ولمستوى أداء الطلاب فيها، مما يولد لديهم تراخي في الاهتمام بها.
كما يتحمّل الطلبة أنفسهم مسؤولية البحث عن تقييم دوري بالاتفاق مع أساتذتهم في حالة لم ينتبهوا لذلك بسبب إغفال التخطيط أو الانشغال.
أعتقد أن حلّ مشكلة مثل هذه سيقلل من تكدس الطلبة والطالبات في مراكز التصوير والمكتبات في فترة زمنية محدودة ويشجعهم على ارتياد المكتبات والبحث والدراسة كما يجب من بداية الفصل لنهايته.