أي مسلكٍ نسلُك؟!

لعل الواجهة الكبرى للمطورين والعقاريين هي تواصلهم الإعلامي والإعلاني في حيزهم الجغرافي الذي يعملون من خلاله، إلا أنه في الوقت نفسه يكون هذا التواصل سببا من أسباب الإساءة لبعض المستثمرين أو المطورين العقاريين وأقصد بذلك الذين هم أصلا بالفعل عند كلمتهم ويتمتعون بثقة كثيرين.
فدائما ما نسمع عن مشاريع عملاقة قد رصد لها مبالغ طائلة وصورت إعلانياً بشكل هو أقرب للخيال وبعيد عن الواقعية والناتج من ذلك غالباً نقد جارح وقدح في ذمة تلك الشركة أو ذاك المطور وهنا أشير إلى نقطتين:
الأولى : التوقيت وأقصد بذلك متى يتم الإعلان وما تسلسل تلك الأحداث ذات العلاقة بالمشروع وفي الوقت نفسه كيف يمكننا التواصل مع الجمهور بعد الإعلان.
الأخرى: غالباً ما نقوم بتسليم الخيط والمخيط إلى وكالات الدعاية والإعلان دون أن يكون هناك تواصل مستمر في تطوير الفكرة الإعلانية ومن ثم الخطة معا بين المطور وتلك الوكالة.
وبخصوص النقطة الأخرى فإنه لا بد من أن نعي وجوب التوازن بين المنتج ورغبة الوكالة للتحليق في سماء الإبداع والخيال، والتحاور المستمر في تطوير الفكرة الإعلانية ضمن جدولٍ زمني محدد بين المطور (العميل في هذه الحالة ) ووكالة الدعاية والإعلان (المبدع هنا) ضروري لإحداث ذلك التوازن المطلوب في أي إعلان مهما كانت وسيلته.
أما بخصوص النقطة الأولى فإننا لا بد من أن نستوعب أن المنتج العقاري يمر بمراحل منذ بدايته كفكرة حتى اكتمال المنتج بشكله النهائي، ومن وجهة نظري الخاصة فإن المنتجات العقارية هي أكثر المنتجات استهلاكا للوقت في مراحل التنفيذ والتطوير وفي ظل تقدم الإعلان والإعلام وتسارع وتيرته أصبح المستهلك اليوم ليس فقط مشتت الذهن بل سريع النسيان، وبذلك فإن المطور حينما لا يضع اعتبارا لهذا التسارع يفقد تركيز العميل المستهدف ثم إنه قد يكون من الأفضل للمطور إذا كان لا بد من الإعلان عن مشروع ما دون أن يلتزم بقاعدة بعض المتخصصين في التسويق العقاري الذين يأتون من مدرسة (دع المشروع يحكي عن نفسه) فلا بد للمطور أن يخطط في تسلسل أحداث ذلك المشروع لإبقاء الجمهور في الصورة مما سيكسب ليس فقط مصداقية المطور بل يضفي نوعاً من الشفافية في التعامل، فأي مسلكٍ نسلُك؟!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي