فرصة للتغيير
أبدى كثير من المواطنين امتعاضهم من القرار الجديد بإقفال المحال التجارية بعد العاشرة مساء متجاهلين الخير الكثير الذي سيتولّد من تطبيقه.
أكثر ما يشتكي منه هؤلاء هو الحاجة إلى التسوّق في وقت متأخر من الليل بسبب ساعات العمل المزدحمة أو الحاجات الطارئة التي لا يمكن تأجيلها حتى اليوم التالي، هكذا استباق النتائج السلبية قبل حدوثها يصبح مشكلة في حدّ ذاتها.
إن فرض قرار رسمي وعامّ من هذا النوع سيفيد في تغيير العادات التي يتبعها أفراد المجتمع في أكثر من مجال.
ففي مجال التخطيط للتسوق سيصبح هناك حسّ نظامي أكثر وسيهتم أولياء الأمور وربّاب البيوت بمراقبة حاجات المنزل كلّ يوم لكي لا تكون هناك (مفاجآت) تتطلب رحلات تسوق عشوائية!
وفي مجال التسوق في مجمعات التسوق المغلقة ستتحول الرحلة من مجرد تسكع وتجول بلا هدف إلى تسوق حقيقي يتمّ في وقت أقصر.
إن الحفاظ على وقت محددّ لإغلاق المحلات يساعد رجال الأمن في رصد التحركات المشبوهة وإيقاف أعمال التخريب والسرقة التي يندر اكتشافها في ساعات الازدحام.
وفيما يخصّ الأسرة سيصبح البقاء في المنزل لساعات المساء عنصراً في إعادة المنزل لمكانته التي فقدها أخيرا كمركز اجتماع لأفراد الأسرة ومكاناً للترفيه.
في كثير من الدول الأوروبية يتّبع نظام إقفال المحال التجارية ومراكز التسوق في فترة تتراوح ما بين السادسة والثامنة مساء، على الرغم من أن غروب الشمس في تلك الدول يأتي متأخراً.
والنتائج الإيجابية لهذا النظام هو الإنتاجية الأعلى خلال ساعات النّهار والمكاسب الاقتصادية التي تعود على التجار بالفائدة عند اختيار طرق مستحدثة للإعلان وجذب المتسوقين في فترات الذروة.
يجب ألا نتسرع في الحكم على القرار أنه غير صالح لمجتمعنا قبل ظهور نتائجه وهذا أيضاً سيحتاج لمرور وقت للتأكد منه.
ولنبحث دائماً عن الفرص الإيجابية التي تتيحها التغيرات من حولنا.