اتصالات وتقنية

نمو التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي في فترة التباعد الاجتماعي

نمو التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي في فترة التباعد الاجتماعي

منذ انتشار الإنترنت، ظهرت على السطح منهجيات التجارة الإلكترونية والدفع الرقمي التي انتشرت بسرعة كبيرة من حيث تبني المستهلكين لها على مستوى العالم، إلا أن المستخدمين في الشرق الأوسط والخليج خصوصا، كانوا بحاجة إلى ما يمكن تسميتها قفزة الثقة التقنية لتبني التجارة الإلكترونية ووسائل الدفع الإلكتروني، وهي الخطوة التي حصل عليها المستخدمون في ظل التباعد الاجتماعي الذي يعيشه العالم بسبب "كوفيد - 19"، ليس على مستوى التسوق فقط، بل على مستوى الأعمال والحياة الاجتماعية أيضا، فإلى جانب التسوق اكتسبت الأحداث الافتراضية ومكالمات الفيديو والتسويق الرقمي هو الآخر، شعبية في أوائل عام 2020 وبدأت تنمو بشكل كبير.
التجارة الإلكترونية في رمضان
كان رمضان المبارك، هو الآخر دافعا قويا لنمو التجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، وبدأ الارتفاع العام في حجم المبيعات عبر الإنترنت في أواخر شباط (فبراير) من العام الحالي تقريبا وقفز بشكل ملحوظ في منتصف آذار (مارس)، وتشمل قائمة الفئات التي شهدت زيادة كبيرة في المبيعات، في أعقاب جائحة فيروس كورونا منذ آذار (مارس)، أدوات الحماية ومعدات اللياقة البدنية والألعاب والمعدات الخارجية وأدوات الطعام وأجهزة ألعاب الفيديو.
ووفقا للدراسة التي أجرتها شركة كريتيو لأبحاث السوق، فإن الفئات التي سجلت أعلى زيادة في حجم المبيعات منذ منتصف شباط (فبراير) في الشرق الأوسط وإفريقيا، منتجات العناية الشخصية والملابس وأدوات المطبخ وتناول الطعام وإكسسوارات الإلكترونيات والأحذية والاتصالات والأجهزة الصوتية والمجوهرات والديكور وإكسسوارات الملابس، كما شهدت المنطقة ارتفاعا يوميا في أعداد زيارات الويب تزيد على 50 في المائة. ويأتي هذا التحول إلى الاعتماد على الإنترنت بسبب أهداف العمل أو التعلم أو التسوق، وفي ظل إغلاق معظم متاجر التجزئة، فمن المتوقع استمرار هذا الاتجاه حتى نهاية رمضان.
وأشارت الدراسة إلى أن مبيعات التجزئة تزداد 17 في المائة عند الساعة الرابعة صباحا خلال رمضان المبارك، في حين أن المبيعات تنخفض 49 في المائة تحت خط الأساس في اليوم في المتوسط. وهناك انخفاض كبير في المبيعات ما بين السادسة والسابعة مساء، بالتزامن مع الإفطار، مقارنة بالفترة نفسها في الشهور الأخرى.
وتشير نتائج دراسة "كريتيو" إلى أن نحو نصف جميع الدول حول العالم تشهد ارتفاعا في معاملات المبيعات عبر الإنترنت؛ ويعزى إلى التحول في سلوك المتسوق، ولا سيما في ظل ممارسات التباعد الاجتماعي.
وسائل الدفع الإلكترونية
في السعودية
مع فرض عديد من دول الشرق الأوسط خلال آذار (مارس) الماضي قيودا أسهمت في تغيير النمط المعيشي لعديد من المجتمعات، لجأ عدد كبير من المستهلكين إلى تبني حلول الدفع اللاتلامسية عند شراء احتياجاتهم اليومية. وفي دراسة أجرتها شركة ماستركارد حول تغير سلوك المستهلكين في 19 دولة حول العالم، أكد 65 في المائة من المشاركين في هذه الدراسة في المملكة أنهم يستخدمون أساليب الدفع اللاتلامسية لأسباب تتعلق بالأمان والنظافة خلال فترة تفشي فيروس كورونا.
وأظهرت الدراسة في السعودية، تحولا متزايدا نحو استخدام المدفوعات اللاتلامسية، حيث أدت خطط الأمان إلى تفضيل المستهلكين خيارات الدفع اللاتلامسية، نظرا إلى السهولة والراحة الكبيرة التي تمتاز بها هذه الحلول، حيث قام 63 في المائة ممن شملتهم الدراسة باستبدال بطاقاتهم التقليدية ببطاقات أخرى توفر ميزة الدفع اللاتلامسي، إضافة إلى إفادة 65 في المائة من المستهلكين أنهم يستخدمون الآن أحد أساليب الدفع اللاتلامسية، فيما اتفق 80 في المائة على أن هذا النموذج يعد من أساليب الدفع الأكثر نظافة وسلامة خلال فترة تفشي فيروس كورونا. وأكد 81 في المائة منهم أنها أكثر ملاءمة من الدفع النقدي، وعبر 84 في المائة عن سهولة هذه الوسيلة. كما أفاد 84 في المائة من المشاركين في المملكة أن اعتماد حلول المدفوعات اللاتلامسية يتسم بالسهولة والسلاسة. كما تعد المدفوعات اللاتلامسية أسرع بعشر مرات من أساليب الدفع المباشر الأخرى، ما يتيح للعملاء الدخول إلى المتاجر ومغادرتها في وقت أقل.
وأكد نحو اثنين من كل ثلاثة أشخاص في المملكة، التي بلغت نسبتهم 62 في المائة، أن مخاوف الإصابة بفيروس كورونا دفعتهم إلى الحد من استخدام الدفع النقدي، فيما عبر 81 في المائة عن رغبتهم في الاستمرار باستخدام المدفوعات اللاتلامسية على المدى الطويل بعد تلاشي خطر الفيروس.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من اتصالات وتقنية