كورونا المستجد يرفع معدلات استخدام الإنترنت عالميا من خلال «واتساب» وخدمات البث
أدت الظروف التي يمر بها العالم اليوم بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد وضرورة البقاء في المنازل أو الحجر الصحي، إلى زيادة في حركة مرور البيانات عالميا على شبكة الإنترنت، حيث ظهرت زيادة واضحة في الضغط على الشبكة بسبب زيادة الاستخدام لعديد من التطبيقات، سواء كانت التطبيقات الخدمية أو التطبيقات الخاصة بالتواصل المباشر والدردشة أو خدمات بث المحتوى.
كما ظهرت مخاوف جدية بشأن مرونة البنية التحتية التي تحافظ على عمل شبكة الإنترنت، وذلك في ظل تغير الحياة اليومية لعديد من الناس حول العالم، حيث شهد مزودو خدمة الإنترنت في العالم زيادة من رقمين في استخدام النطاق العريض، فعلى سبيل المثال، قالت شركة بريتش تيلكوم، إن حركة المرور على شبكتها الثابتة ارتفعت 60 في المائة مقارنة بأيام الأسبوع العادية، في حين تقول شركة فودافون إنها تشهد زيادة في حركة بيانات الهاتف المحمول بنسبة 50 في المائة في بعض الأسواق.
ويقول المشغلون إن شبكاتهم قادرة على التعامل مع الزيادة في الطلب، ومع ذلك، فقد اتخذت خدمات البث من "نتفليكس" إلى "ديزني" خطوات لتقليل استخدام النطاق الترددي، وخفض جودة البث في محاولة؛ لمنع انهيار الشبكة، ويوضح الخبراء أن الزيادة، في فترة البث في المنازل، تستمر عادة نحو أربع ساعات مساء يوم من أيام الأسبوع، إلا أنها ارتفعت الآن إلى ما يصل إلى عشر ساعات في اليوم.
"واتساب" و"فيسبوك"
قالت شركة أبحاث السوق Kantar إن، تطبيق التراسل الفوري واتساب شهد زيادة كبيرة في الاستخدام في ظل التدابير المتخذة في جميع أنحاء العالم للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وقالت في تقريرها إن، هناك زيادة في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت وسيلة للمستخدمين، الذين فرض عليهم التزام المنازل، في التواصل مع العائلة، والأصدقاء، وزملاء العمل.
وبحسب التقرير الذي شمل أكثر من 25 ألف مستهلك في 30 سوقا خلال المدة من 14 إلى 24 آذار (مارس) الجاري، فإن تطبيق واتساب شهد زيادة في الاستخدام بنسبة 40 في المائة، وهذا النمو ارتفع من النسبة الأولية 27 في المائة في الأيام الأولى لتفشي الفيروس، لتبلغ النسبة الآن نحو 41 في المائة في المتوسط، وترتفع إلى 51 في المائة في الدول التي تعايش المراحل المتقدمة من انتشار الفيروس. ولكن دولة، مثل، إسبانيا، شهدت زيادة هائلة في استخدام التطبيق بلغت 76 في المائة.
ووجد التقرير أيضا أنه عبر جميع منصات المراسلة، كان نمو الاستخدام هو الأكبر في الفئة العمرية من 18 إلى 34 عاما. إضافة إلى ذلك، شهدت تطبيقات واتساب، وفيسبوك، وإنستجرام ارتفاعا بنسبة تزيد على 40 في المائة في الاستخدام من التركيبة السكانية ذاتها. وبصورة عامة، ارتفع استخدام "فيسبوك" 37 في المائة، في حين شهدت تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي المحلية في الصين ارتفاعا في الاستخدام بنسبة 58 في المائة.
"يوتيوب"
أشارت تقارير صحافية إلى أن موقع "يوتيوب" سيخفض دقة مقاطع الفيديو في جميع أنحاء العالم، وذلك في مسعى لتسهيل حركة المرور على الإنترنت في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث سيرى المشاهدون مقاطع الفيديو بالدقة القياسية 480P وسيظل المستخدمون قادرين على المشاهدة بدقة أعلى إن أرادوا، ولكن الدقة الافتراضية ستكون القياسية، وتأتي هذه الخطوة من "يوتيوب" استمرارا لخطوة بدأتها في أوروبا، حيث طلب المنظمون من خدمات البث الرئيسة، مثل "نتفليكس"، و"أمازون"، تخفيض دقة مقاطع الفيديو في الاتحاد الأوروبي، لتفادي الجمود في البث مع تحول آلاف الأوروبيين، الذين أجبرهم تفشي فيروس كورونا المستجد على البقاء في منازلهم، إلى العمل من المنزل.
معدلات الاستخدام في السعودية
وفي السعودية، كشفت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن مؤشرات خدمات الاتصالات وزيادة في استخدام الإنترنت المتنقل والثابت في المملكة، بعد تطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، حيث ارتفع معدل الاستهلاك اليومي للبيانات على شبكات الإنترنت المتنقل والثابت في المملكة بنسبة 33 في المائة عن متوسط شهر شباط (فبراير) الماضي.
وأظهرت المؤشرات لأعلى خمسة تطبيقات استهلاكا للبيانات، أن منصة "يوتيوب" تتصدر أكثر منصات المحتوى استهلاكا للبيانات بنسبة تقدر بـ22.5 في المائة من إجمالي استهلاك البيانات اليومي في المملكة، تلتها منصة "فيسبوك" بنسبة 8.1 في المائة، وجاء "بلاي ستيشن" في المرتبة الثالثة بنسبة 7.8 في المائة، فيما احتلت منصة "سناب شات" المركز الرابع بما يعادل نسبة 7.6 في المائة من إجمالي استهلاك البيانات، وجاء في المركز الخامس لأكثر التطبيقات الأكثر استهلاكا للبيانات منصة "نتفليكس" بنسبة 6.2 في المائة.
ويشار إلى أن هذه الزيادة في استهلاك البيانات تأتي نتيجة لاستيعاب الطلب المتزايد على خدمات الإنترنت في المملكة خلال هذه الفترة، التي تشهد تطبيق عديد من التدابير الاحترازية في مقدمتها العمل عن بعد، والتعليم عن بعد، وإنهاء الأعمال في القطاعين الخاص والعام عبر الخدمات الإلكترونية.