المعلّمون الصغار!
تزخر الاستراتيجيات التعليمية بالكثير من التوجهات الإيجابية، من أهمّها تلك المساندة لوظيفة المعلم داخل الصفّ والعملية التعليمية ككل من خلالها يتحول المعلم من ملقّن يملي المعلومات والمفاهيم على طلابه إلى شريك لهم.
التعلّم بالأقران هو أحد هذه النماذج ويعرّف ببساطة بأنه إشراك أحد طلبة الصفّ المتفوقين في عملية التدريس أولئك الذين يعانون من صعوبات في اللحاق بمستوى التحصيل العام.
وهذه العملية تأتي بعفوية في أحيان أو تكون منظمة من قبل المعلمين والمعلمات وتوضع لها خطط ومسارات وأهداف.
كأن يشرح الطالب لزميله مفاهيم رياضية استعصى عليه فهمها خلال الدرس الفعليّ لكن في إعادتها والتركيز عليها هدر لوقت المدرس وبقية الطلاب الذين لا يعانون من مشكلة في استيعابها.
وفي مجال الدراسات المستقلة لتقييم جدوى العمل بهذه الطريقة واستبدالها بطريقة التعليم التقليدية تبيّن أن الطلبة يظهرون تحسّنا أكثر عند التعلم مع أقرانهم وذلك على الأرجح يعود إلى التقارب في العمر وغياب عنصر الخجل الذي تتسم به علاقة الطلبة بمدرسهم.
ومن النماذج الأخرى التعلم التعاوني الذي يقوم على أساس تقسيم طلبة الصفوف إلى مجموعات صغيرة أو كبيرة بحسب ما يقتضيه الدرس والعدد، تقسم بينهم المهارات والمفايهم المطلوب تعلمها ليبحثوا فيها ويناقشوها لاحقاً مع المعلّم.
هذه الطريقة تقارب بين الطلبة بمختلف مستوياتهم التحصيلية وتوزع المسؤولية بينهم وهكذا لا يكون العبء كاملاً على المعلّم في تدريسهم بل يصبح موجّهاً و منقحاً لنتاجهم البحثيّ.
الاستراتيجيات التي ذكرتها هي جزء صغير من المنظومة التعليمية الحديثة، التي لن تقوم مقام التعلم التقليدي لتلغي فائدته بل لتدعم المسيرة الإنسانية المستمرة للوصول إلى المعرفة بأسهل الطرق وأيسرها.
تأتي طرق التعلم هذه لتبني الشخصية المتكاملة للطالب وتنظم سلوكه وتعامله مع الغير كي لا يكون شخصية أحادية البعد!