كونها شبكة التواصل الاجتماعي التي تملك أكبر عدد من المستخدمين، تحوي شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك ملايين أو مليارات من الحسابات المزيفة، وهي مشكلة تؤرقها منذ أعوام، لكن مع تطور التكنولوجيا خاصة في مجالات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي، أصبحت الشبكة الاجتماعية قادرة بسهولة على اكتشافها جميعا وتعطيلها، فقد كشفت شركة فيسبوك عن أداة الذكاء الاصطناعي التي أزالت في العام الماضي أكثر من ستة مليارات حساب مزيف، إضافة إلى منعها تسجيل ملايين من الحسابات المزيفة الجديدة يوميا، حيث طورت الأداة التي تعد واحدة من أكثر الطرق تقدما في "فيسبوك" لمحاربة الحسابات الوهمية والاحتيالية، والحسابات التي تحاول سرقة المعلومات الشخصية الحساسة.
ويتم اكتشاف الأغلبية العظمى من هذه الحسابات فعليا أثناء عملية إنشاء الحساب، فيما تتكفل أنظمة "فيسبوك" الآلية باكتشاف الحسابات الموجودة حتى قبل الإبلاغ عنها من قبل مستخدم حقيقي، وتقدر "فيسبوك" أن نحو 5 في المائة، من جميع المستخدمين النشطين الذين يبلغ عددهم 2.89 مليار مستخدم حاليا على المنصة، هي حسابات مزيفة.
وكانت الطرق التقليدية تعمل على متابعة الملف الشخصي فقط ورصد السلوكيات المشبوهة خاصة عندما تكون متطرفة للغاية، مثل إرسال عدد كبير من طلبات الصداقة أو المنشورات الترويجية خلال مدة زمنية قصيرة.
وتستفيد "فيسبوك" من عديد من المؤشرات، مثل مقارنة أعمار أصدقاء الحساب وعددهم وطبيعة المجموعات التي انضموا إليها، إضافة إلى تقييم المجموعات والصفحات نفسها من خلال عدد أعضائها ومديريها.
بهذه النظرة الأكثر شمولية يتم تحليل كل السلوكيات وارتباطاتها بالحساب والتأكد أكثر إن كان الحساب حقيقيا أم مزيفا. ودائما هناك مجال للخطأ، وتسمح "فيسبوك" بالاعتراض وتستفيد نماذجها من تصحيح الأخطاء.
وتُستخدم الأداة التقنية التي أثبتت فاعليتها المسماة تصنيف الكيانات العميقة DEC لتحليل حسابات "فيسبوك" النشطة، وسلوك الحساب الشخصي الفردي في بقية المجتمع، في سبيل تقييم جميع المعلومات المحيطة.
وتبحث الأداة في عشرات الآلاف من الميزات، مثل عدد طلبات الصداقة التي أرسلها الحساب والمجموعات أو الصفحات التي انضم إليها أو تابعها، كما أن أداة الذكاء الاصطناعي تعيد تدريب نفسها تلقائيا، ما يعني أنها قابلة للتطور والتكيف مع التغير المستمر في تكتيكات الحسابات الوهمية. لكن الآن هذا النموذج الجديد لا يمكن خداعه بسهولة كما يتم خداع النموذج القديم عبر تعديل عدد الأصدقاء. الآن يتم النظر في علاقات الحساب بأصدقائه والمجموعات والصفحات التي أعجب بها وانضم إليها وكيفية تفاعله فيها.
وقالت الشركة "إن الأداة خفضت الحجم التقديري للحسابات الوهمية بنسبة 27 في المائة، وتقدر أن حجم الحسابات المزيفة في "فيسبوك" يبلغ الآن 5 في المائة".
ويعد الترويج لمحاولة الاحتيال على المستخدمين مجرد جانب واحد من مشكلة الحساب المزيف في "فيسبوك"، وأقرت الشركة بوجود عمليات أجنبية مكرسة لاستخدام المنصات الاجتماعية للتأثير في الأخبار وسلوك التصويت، وغير ذلك من المسائل الانتخابية، وتزداد تلك العمليات تطورا مع مرور الوقت.
وتكتشف "فيسبوك" سنويا أكثر من ستة مليارات حساب مزيف وتعطلها جميعها بهذه النماذج، حيث تكتشف وسطيا في كل ربع عام نحو 1.5 إلى ملياري حساب مزيف، وزادت وتيرة إنشاء واكتشاف الحسابات المزيفة خلال العام الماضي وحده، حيث اكتشفت خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط 2.2 مليار حساب مزيف تم تعطيله.
وتصل دقة خوارزميات "فيسبوك" إلى درجة أن 99.5 في المائة من الحسابات المعطلة يتم اكتشافها وتعطيلها قبل أن يتم الإبلاغ عنها من أي مستخدم حقيقي.
أضف تعليق