محجر جيبوتي الصحي الإقليمي يغطى حاجة السعودية من الهدي والأضاحي بنسبة 100%
محجر جيبوتي الصحي الإقليمي يغطى حاجة السعودية من الهدي والأضاحي بنسبة 100%
كشف ضياء الدين بامخرمة السفير الجيبوتي لدى السعودية، أن المحجر الصحي الإقليمي للمواشي في جيبوتي قام بتغطية حاجة مشروع المملكة للاستفادة من الهدي والأضاحي التابع لبنك التنمية الإسلامي بنسبة 100 في المائة خلال حج هذا العام، وهي المرة الأولى له منذ إنشائه قبل ثلاث سنوات.
وكان مشروع المملكة للإفادة من الهدي والأضاحي قد أعلن الأسبوع الماضي أنه حقق رقما قياسيا في مبيعات سندات الهدي والأضاحي لهذا العام لم يبلغه المشروع منذ إطلاقه قبل 27 عاما.
#2#
وبين بامخرمة أن المحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي الذي يقع على مساحة تقدر بنحو 605 هكتارا أسهم بشكل كبير في تنمية تجارة المواشي في دول القرن الإفريقي، ووفر لمستوردي الماشية الضمانات اللازمة للحصول على مواشي مراقبة صحيا بشكل دقيق وتحت إشراف من وزارتي الزراعة الجيبوتية والسعودية وتخضع لمعايير المنظمة الدولية للصحة الحيوانية.
انتعاش اقتصادي للقرن الإفريقي
وأكد بامخرمة أن بلاده تشهد حاليا مرحلة تاريخية في تصدير مواشي القرن الإفريقي إلى السعودية والخليج تتجاوز مليون رأس سنويا بينما كان قبل إنشاء المحجر الصحي الإقليمي لا يتجاوز 30 ألف رأس في السنة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذا الفارق الكبير في حجم التصدير يجسد حالة الانتعاش الاقتصادي التي تعيشها البلاد. وقال: "إن جميع الجهات المعنية في جيبوتي لا تألو جهدا في تسخير إمكاناتها كافة بهدف توفير احتياجات المملكة من المواشي، خاصة خلال موسم الحج الذي يتطلب فيه توفير أعداد كبيرة لتغطية الطلب المرتفع على الهدي والأضاحي".
المشاريع الإفريقية تنتظر الرساميل الخليجية
وأشار بامخرمة إلى أن هناك عددا من الفرص الاستثمارية في بلادة تنتظر الرساميل الخليجية، خاصة أن حكومة بلاده، عملت في السنوات الأخيرة على إزاحة جميع العقبات التي كانت تقف أمام تدفق المشاريع إلى أراضيها، معتبرا أن المحجر الصحي الإقليمي يعد من أهم وأكبر المشاريع الاستثمارية التي أقيمت في جيبوتي، فضلا عن كونه الأول في الشرق الأوسط ودول القرن الإفريقي.
تطوير تجارة الماشية في القرن الإفريقي
وأشاد السفير الجيبوتي لدى المملكة بالجهود المبذولة من قبل الحكومة الجيبوتية ومؤسسة أبو ياسر الدولي، لتطوير تجارة الماشية بين منطقة القرن الإفريقي ودول الخليج، معتبر أن جيبوتي تتمتع بموقع استراتيجي لتحقيق مثل هذه الشراكة. وقال: "إن الشراكة بين "أبو ياسر الدولية" وحكومة بلاده تعكس رغبة الطرفين في تحديد معالم الثروة الحيوانية لتصبح مشاركا أساسيا في العمل التجاري بين دول الخليج ودول القرن الإفريقي, وهذا ما يؤكد وجود مؤسسة أبو ياسر الدولية في مجال تصدير الثروة الحيوانية في دول كثيرة منها السعودية ودول الخليج.
وثمن السفير الجيبوتي لدى المملكة لوزير الزارعة السعودي حرصه ومتابعته الحثيثة لضبط أسعار المواشي في السوق المحلية خدمة للمستهلك في المملكة، والتنسيق لحل المشكلات كافة التي قد تعترض مصدري ومستوري المواشي.
تصدير 900 ألف رأس في 4 أيام
#3#
من جانبه أوضح الشيخ محمد قايد محمد سعيد مدير عام مؤسسة أبو ياسر الدولية ـ الجهة المشغلة للمحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي ـ أنه تم تصدير نحو 900 ألف رأس من المواشي الإفريقية إلى السعودية عبر المحجر خلال أربعة أيام التشريق من خلال أربع مؤسسات سعودية تعمل في مجال استيراد المواشي الحية لتغطية موسم الحج، إضافة إلى الكميات الأخرى التي تم ضخها في السوق المحلية.
هذا وتعد مؤسسة أبو ياسر الدولية إحدى المؤسسات المتخصصة وذات الخبرة الواسعة في هذا المجال والمستثمرة في عدد من الدول من بينها السعودية واليمن، ومشهود لها بالكفاءة من خلال تعاملها مع عديد من الجهات الرسمية ذات الصلة بما فيها البنك الإسلامي للتنمية.
شكرا وزير الزراعة
في البداية قدم الشيح محمد قايد سعيد شكره وتقديره للدكتور فهد بالغنيم وزير الزراعة السعودي
#4#
على جهوده الحثيثة في دعم قطاع الثروة الحيوانية في المملكة، حيث قامت وزارة الزراعة بتسهيل الإجراءات كافة على مستوردي المواشي الحية لتوفير الأضاحي في السوق المحلية بكل يسر وسهولة وبأسعار مناسبة وقد تكللت جهود الوزارة بالنجاح في تغطية احتياجات مشروع المملكة للاستفادة من لحوم الهدي والأضاحي من المواشي خلال موسم حج هذا العام عبر محجر جيبوتي الصحي الإقليمي.
كما ثمن لوزير الزراعة حرصه الدائم على صحة وسلامة المستهلك من خلال إرسال الوزارة فرق ميدانية للرقابة على العمل في المحجر باستمرار للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية التي تفرضها المنظمة الدولية للصحة الحيوانية.
#5#
جودة عالية وأسعار مناسبة
وبين محمد قايد أن القدرة الاستيعابية للمحجر تصل إلى مليون رأس من مختلف أنواع الماشية (أغنام، أبقار، وجمال)، ويعد المحجر مركزا لانطلاق صادرات الثروة الحيوانية من دول القرن الإفريقي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المحجر أصبح رافداً مهماً للمنطقة العربية برمتها لتغطية حاجتها من مختلف أنواع المواشي التي تمتلك أعلى مواصفات الجودة وبأنسب الأسعار.
السيطرة على أسعار المواشي محليا
وأشار رئيس مؤسسة أبو ياسر الدولية إلى أن اختيار جيبوتي لتكون مقرا للمحجر جاء بتوصية من المنظمة الدولية للصحة الحيوانية، نظرا لخلوها من الأمراض، إذ تعتبرها صمام أمان لسلامة الثروة الحيوانية في الدول المصدرة والمستوردة لمواشي دول القرن الإفريقي.
وأضاف قائلا: إن الأغنام الإفريقية تتميز بقرب مستواها من الإنتاج المحلي لذا فهي من البدائل التي يمكن أن تسهم في سد النقص الحاصل في السوق المحلية والسيطرة على الأسعار في سوق المواشي الحية، إضافة إلى أن قرب ميناء جيبوتي يجعل شحنات المواشي تصل سريعا إلى ميناء جدة الإسلامي وميناء جازان دون أن تتعرض للعوامل البيئية في عرض البحر كما يحدث مع بقية الأغنام المستوردة من الدول الأخرى، فضلا عن كون أسعار مناسبة جدا بالنسبة للمستهلك إذ يراوح سعر الخراف الإفريقية "البربري" بين 250 و300 ريال.
#6#
فرق ميدانية سعودية للتأكد من تطبيق الاشتراطات الصحية
وفيما يتعلق بالمستوى الصحي للمواشي بين محمد قايد أن وزارة الزراعة السعودية أرسلت أكثر من لجنة لزيارة محجر جيبوتي الإقليمي بهدف الاطلاع عن كثب على آلية العمل فيه والتأكد من تطبيقه لاشتراطات منظمة الصحة العالمية، وقد قام الوفد بزيارة جميع أقسام المحجر وأعد تقريرا شاملا حول وضع مختلف الجوانب الفنية والإدارية, آخرها خلال فترة الحج لمتابعة سير العمل أثناء تصدير مواشي الهدي والأضاحي للحجاج.
رئيس البنك الإسلامي للتنمية
وأفاد محمد قايد أن الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية سبق أن قام بزيارة خاصة للمحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي, وأشاد بفكرة إنشاء المشروع الذي يخدم تصدير المواشي من القرن الإفريقي ويسهم في دفع عجلة الاقتصاد في تلك البلدان، وما له من دور إيجابي في خدمة الدول المنتجة والمستهلكة للمواشي وعلى رأسها السعودية.
كما بين محمد قايد أن الأمين التنفيذي لمنظمة IGAD قام أخيرا بزيارة للمحجر، وقد أعجب بنجاح المحجر في تصدير أكثر من مليوني رأس من الماشية خلال العام الماضي، وشدد على أهمية المحجر الصحي في تيسير وتعزيز صادرات الماشية من المنطقة والإسهام في التنمية الاقتصادية بصفة عامة وذلك نظرا إلى أن جزءا كبير من السكان في منطقة القرن الإفريقي يعتمد على الثروة الحيوانية.
توثيق التعاون بين المحجر والهيئات الدولية
وقال: "إن الزيارات التي يقوم بها المسؤولون للمحجر تصب في استراتيجيتنا تجاه توثيق التعاون بين المحجر والهيئات الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاستفادة من نجاحاته، إضافة إلى تشجيع العمل في قطاع الثروة الحيوانية في منطقة القرن الإفريقي للإسهام في تحقيق الأمن الغذائي".
#7#
دعم حكومة جيبوتي
وثمن محمد قايد للرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، دعمه المشروع وحرصه المستمر على تذليل جميع الصعوبات التي واجهته أثناء مراحل التنفيذ، كما قدم شكره وتقديره لوزير الزراعة الجيبوتي الذي تشرف وزارته على كل عناصر التشغيل بالمحجر وتصدر الشهادة الصحية النهائية بعد استيفاء الشروط.
نموذج للتنمية المستدامة للإنسان
وأوضح محمد قايد أن من أهداف إنشاء المحجر الصحي الإقليمي في جيبوتي هو توسيع التجارة البينية بين الدول الإفريقية والعربية والإسلامية بصفة خاصة ودول العالم بصفة عامة، إضافة إلى إيصال أجود أنواع المواشي وبأسعار منافسة للمستهلك والذي يعتبر محور الاهتمام ورأس المال الحقيقي للمشروع، وكذلك توفير بيئة مناسبة للاستثمار في مجال تنمية الثروة الحيوانية في المنطقة، إلى جانب رفع المستوى المعيشي للرعاة ومربي الماشية في منطقة القرن الإفريقي في إطار التنمية المستدامة للإنسان.
#8#
شهادة صحية بيطرية موثقة
وحول طبيعة عمل المحجر بين محمد قايد أنه يتم في المحجر حجز المواشي التي ترد من بعض المناطق في القرن الإفريقي حسب الاشتراطات الصحية التي تصدرها وزارات الزراعة والبيئة في الدول التي تستورد من منطقة القرن الإفريقي، ويتبع المحجر سياسة صارمة فيما يتعلق بحجر الحيوانات والعزل والفرز والإبعاد.
ويتم فحص الماشية ظاهرياً ثم ترقيمها وسحب عينات الدم وإرسالها إلى المختبر للفحص في خلال 24 إلى 36 ساعة من وصولها إلى المحجر ويوفر المحجر جميع اللقاحات التي تحتاج إليها المواشي، كما يقوم بتحرير شهادة صحية بيطرية موثقة من الجهات المختصة تثبت خلو المواشي من الأمراض الوبائية والمعدية، كما يقوم المحجر بإخطار دول المنشأ بأية ملاحظات مرضية أو غذائية على الحيوانات الواردة من تلك الجهات، ويسعى إلى تنشيط البحث العلمي مع الجهات المختصة في تلك الدول للتصدي للمشكلات التي تواجه انسياب تجارة المواشي البينية والدولية.
30 يوما تحت المراقبة الصحية الدقيقة
وفيما يتعلق بمصادر جلب المواشي أكد محمد قايد أن بعض المواشي تصل من مصادر محلية ومعظمها من إثيوبيا والصومال ممثلة في منطقتي بوصاصو وبربرة وتحمل كل المواشي القادمة من الدول المجاورة شهادة منشأ وتقوم سلطات الجمارك الجيبوتية بالتأكد من ذلك، ولكن المحجر يقوم بالتعامل مع كل المواشي بصورة موحدة بغض النظر عن مصدرها.
وقال: "إن المواشي المصدرة تمر بجميع التدابير الصحية والاحترازية للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض من خلال إخضاعها لفترة حجر تصل إلى 30 يوما وعمل متابعة دقيقة تحت رقابة صارمة ومن ثم منحها شهادات فحص معتمدة تثبت خلوها من الأمراض ليتم بعد ذلك تصديرها إلى الخارج.
الرقابة على النقل
وفيم يخص سلامة النقل فقد لفت مدير عام مؤسسة أبو ياسر الدولية إلى أن جميع البواخر التي تنقل المواشي تحمل رخصة دولية تمنحها الإذن بذلك وفي حالة ورود ناقل جديد يتم تأهيله عبر سلطات هيئة الموانئ البحرية في جيبوتي إضافة لأي تأهيل دولي قد يحمله، وإذا لم يتم توفير المواصفات القياسية لنقل المواشي يتم إلغاء الترخيص ويوقف التعامل مع الناقل فوراً.