كيف حولت أمانة الرياض "أزمة الأضاحي" إلى برنامج عمل منظم؟
كيف حولت أمانة الرياض "أزمة الأضاحي" إلى برنامج عمل منظم؟
إلى أمد قصير كان الوضع أشبه بالأزمة، فجأة يتحول يوم النحر إلى مشكلة وزحام، كأحد الحالات السعودية "الخاصة"، وكأن تاريخ هذا اليوم مجهول للجميع. يبدأ الهجوم على الأسواق، ثم على المسالخ، والمطابخ، وكل شيء، مع ما يرافق هذه الهجمة من استغلال وعشوائية ومخالفات يصعب حصرها في المدينة المترامية الأطراف.
لكن برامج أمانة منطقة الرياض أعادت رسم الخريطة مرة أخرى، وحولت الأزمة "المزمنة" إلى برنامج عمل منظم يسهر عليه رجال في الميدان يتحققون من كل شيء تقريبا.
في الرياض يمكنك قراءة الوضع بوضوح، فمرور سريع على أحد الطرق الرئيسة يكشف لك الحال، حيث اللوحات الإرشادية التي تدل على موقع البيع المؤقت، وهناك بالإمكان معرفة موقع المسالخ والمطابخ النظامية، حيث أقامت الأمانة مراكز متنقلة للإرشاد والتوعية. وقبل ذلك ذهبت الأمانة بعيدا إلى نشر مؤشر لأسعار الأغنام في الصحف المحلية، مع كشف طرق الاحتيال التي يمكن أن تمرر على المشترين من قبل بعض الباعة في الأسواق.
الأرقام وحدها القادرة أحيانا على الحديث، فإنجاز أكثر من 90 ألف أضحية خلال فترة وجيرة (ثلاثة أيام) دون ضجيج يعني الكثير، فما بالك ببرامج نوعية تأخذ في الاعتبار ظروف كثير من الأشخاص مثل الذين يضطرون إلى تسليم أضاحي قبل عدة أيام لتعود إليهم يوم العيد مذبوحة ومقطعة داخل أكياس.
#2#
في هذا الإطار، تكشف الأرقام أن إجمالي المذبوحات 90774 ألف ذبيحة وهو أعلى من الرقم الذي سجلته العام الماضي بنحو 21 في المائة، وتوزعت الكميات على 62355 أضحية في المسالخ، 27134 ألف أضحية في المطابخ المرخصة، ونحو 1285 أضحية ضمن برنامج الاستلام المبكر الذي يتم خلال تسلم الأضحية قبل ثلاثة أيام من تسلمها.
انفراد أمانة الرياض ببرامج وخدمات:
حققت الأمانة نجاحا في برنامجها حيث انفردت أمانة الرياض بدعم وحضور شخصي من الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض، وبمتابعة من المهندس عبد الرحمن الزنيدي وكيل الأمين المساعد للخدمات في تقديم خدمات لتعزيز مفهوم "أنسنة المدن"، والتأكيد على استكمال وتوفير خدمات تليق بسكان العاصمة بتعاون وتضافر وجهد مشترك بين إدارات أمانة الرياض أو مع الجهات الأمنية والتي تضم الشرطة والمرور والمجاهدين، حيث عززت وجندت أمانة الرياض إداراتها والمتمثلة في صحة البيئة، النظافة، التشغيل والصيانة، وإدارة الراحة والسلامة، والبلديات الفرعية من خلال فريق عمل، كلف بمهام بدءا من برنامج توفير المواقع المؤقتة لبيع الأضاحي، حيث حدد 13 موقعاً في مناطق متفرقة لبيع الأضاحي في الأحياء، روعي في اختيارها خدمة أكبر شريحة من سكان المدينة، ووضع لوحات إرشادية لتسهيل الوصول إلى هذه المواقع على الطرق الرئيسة والسريعة.
#3#
الاستقبال المبكر
وفي برنامج الاستقبال المبكر، حيث تم تحديد 11 موقعا موزعاً على أنحاء مدينة الرياض، تقوم الأمانة بتسلم أضاحي الراغبين في الاستفادة من هذا البرنامج بدءا من اليوم الثامن من ذي الحجة حتى اليوم التاسع , وتجميعها في حظائر وتغذيتها إلى حين موعد ذبحها وتسليمها لأصحابها يوم العيد في نفس الموقع وفي الوقت المحدد.
وفيما يخص المسالخ، فسلَمت الأمانة جميع المسالخ في الرياض للقطاع الخاص لتشغيلها واستثمارها، كما تم السماح لجميع المطابخ وقصور، حيث أضافت أمانة الرياض ضمن برنامجها السماح للمطابخ والقصور الأفراح التي تنطبق عليها الشروط بالذبح أيام (10/11/12) من شهر ذي الحجة، بهدف التسهيل على الراغبين في ذبح أضاحيهم في المواقع القريبة من مساكنهم، وتوفير أطباء بيطريين تحملت الأمانة تكاليفهم بهدف خدمة سكان الرياض، وعززت ذلك بإيجاد 100 فرقة لمراقبة المطابخ وقصور الأفراح.
برنامج مخدوم
لم تغفل أمانة الرياض عن وضع برنامج لمواجهة أي طارئ، يمثل دعما للمسالخ، إذ استحدثت الأمانة برنامج "مخدوم" لأول مرة، والذي يأتي نظراً لأن المسالخ الأهلية تشهد ازدحاما في الساعات الأولى من يوم العيد، حيث خصصت الأمانة مواقع بجوار المسالخ يتم من خلالها تسلم الأضاحي ونقلها وذبحها يوم العيد ( 10 ذي الحجة )، حيث يتم ذبحها وتقطيعها ونقلها بسيارات مبردة إلى نفس المواقع في المواعيد المحددة مسبقاً، لكن نجاح بقية البرامج أحال المشروع للطوارئ فقط، حيث لم يستخدم إطلاقا رغم جاهزيته.
#4#
توعية شرائية وصحية
كما أكدت الأمانة أهمية التوعية المعرفية والثقافة الشرائية والصحية، سواء ما يخص مواصفات الأضحية أو أسعارها، إذ طرحت الأمانة للأيام التي تسبق يوم النحر، ولمدة أربعة أيام متتالية نشرة تضم مؤشرا لأسعار المواشي في أسواق مدينة الرياض، بهدف تعريف السكان بمتوسط الأسعار، وخلق ثقافة معرفية للأسعار، بل قدمت الأمانة توعية بصفات الذبيحة والحالة الصحية للذبيحة، ومسمياتها وأعمارها، كما كشفت عن ظواهر الغش التي تمارس عند بيع الأغنام، وهي خطوة تحسب للأمانة في الحد من المخالفات التي يلجأ لها بعض الباعة دون وازع أو ضمير.
خطة متناغمة وتنسيق
جاءت خطة أمانة الرياض لعيد الأضحي المباركة متناغمة بين إدارات الأمانة من حيث التنفيذ والإشراف والمراقبة، سواء ما يخص إدارة صحة البيئة، وإدارة النظافة، وإدارة الراحة والسلامة، وإدارة التشغيل والسلامة، والبلديات الفرعية، متلافية أي معوقات أو مخالفات حدثت العام الماضي، ما أشعر سكان العاصمة بانسيابية العمل. وغياب المعوقات أسهم في إضفاء أمانة الرياض البسمة على سكانها بخدمات أسهم المواطن والمقيم في إنجاحها بتعاونهما والالتزام بالخطط التي وضعتها الأمانة في جميع المواقع المخصصة لشراء الأضحية أو ذبحها وفق شروط صحية سليمة.
مضاعفة رحلات النظافة
أما في جانب النظافة، فضاعفت الأمانة من الرحلات اليومية لمركباتها لتصل إلى ثلاث رحلات بدلا من واحدة، وفي أقصر وقت زمني، لنقل أي مخلفات أو بقايا للأضاحي، وعززت ذلك بحملة تطهير وتعقيم للحاويات في المسالخ والمطابخ وقصور الأفراح وتشكيل فرق لمتابعة مواقع الذبح العشوائي وتخصيص عمالة لنظافة محيط مصليات ومساجد العيد في المدينة.
#5#
مخالفات الذبح العشوائي
شددت أمانة الرياض على مخالفات الذبح العشوائي، من خلال دوريات الأمانة أيام العيد ضمن جولات الإدارة العامة للراحة والسلامة وفرق البلديات الفرعية وطوارئ صحة البيئة، حيث بلغت المخالفات التي تم ضبطها 719 مخالفة، وضبط 264 موقعا مخالفا لبيع الأغنام في مواقع غير مصرح لها، وكذلك تسليم 46 عاملا متخلفا لا يحملون إقامات نظامية لإدارة جوازات الرياض وسعيا لتفعيل وإنجاح ودعم خطة موسم عيد الأضحى المبارك، سخرت الأمانة هاتفا للاستفسار أو التبليغ عن أي ملاحظة على الرقم 940، من قبل المواطنين والمقيمين حيال وجود مخالفات أو تجاوزات.