العمل الخيري و"البرستيج"

داليا عبدالعزيز الشعلان

كثيراً ماتشدني وتثير إعجابي الجمعيات التي تتشكل بجهود بسيطة يؤمن أعضاءها بنفس الأهداف محاولين الإصلاح في جانب معين وداعين إليه في المجتمعات التي يسكنونها، متناسين العقبات التي قد تحول بينهم وبين مايسعون إليه .إلى أن ترى ثمار تلك المحاورات الطويلة والعمل الدؤوب النور. وهذا يتحقق إذا اعتمدت تلك الجمعيات النزاهة والصدق والعمل الجاد .
ولكن ...ولما كان العمل الاجتماعي مغري للبعض ممن لهم أيادي لاتعلوها أيادي فلقد أحتموا به للوصل إلى مآربهم من خلال تلك الجمعيات التي يهيم أصحابها بالمجتمع فساداً محاولين قتل الوعي لكي لايسلخ أقنعتهم المبهرجة بمصطلحات لايفقهون منها شيئاً.
وإلا كيف لجمعية كان هدفها الأول خدمة المجتمع أن تشترط على من يود الانضمام إليها أن لا يقل رصيده عن حد معين. سمعت أن من السيدات العضوات من استلف المبلغ، وبعد الحصول على العضوية أعادوه. الحقيقة أنني أعجز عن وصف سذاجة الموقف، فهؤلاء غلبوا الجانب المادي متجاهلين رصيد المعرفة والثقافة والمؤهلات الشخصية للأفراد.. وكأن العلاقة طردية بين المادة والفكر، فكلما زاد الأول اتسع الثاني وأصبح أكثر قدرة على الإدراك والمعرفة.
كيف لتلك الجمعيات التي من واجبها أن تحارب الطبقية وهي تستميت في خلقها من خلال التركيز على فئات مُعينة، فالجمعيات لا يتم تأسيسها لتربطنا بشبكة علاقات خاصة قد تُفيدنا يوما ما. ولم تكن هذه العضوية مجرد واجهة اجتماعية يتفاخر بها المرء أمام الجميع. وهي ليست ميزة مضافة للشخص تضاف إلى المميزات الأخرى لديه. بل هي أمانه تستوجب على حاملها البحث والتنقيب ومعرفة المستجدات وأخذها بمنظور جدي يسعى للتطور والإصلاح والتقويم.
لا أعلم كيف يتمكن هؤلاء ببراعة أن يخدعوا المجتمع، فنشاطاتهم تلك لاتُخلف وراءها غير السلبية والسلبية وفقط هو مانحصده من تلك المنظمات الملفقة التي تتحول قاعات نقاشها ودراستها إلى صالات فارهة تضج بأحاديث بلهاء يحاول كلاً منهم استعراض قواه المادية الخارقة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي