لا تدخل عسكرياً لاستعادة ناقلة النفط السعودية المختطفة

لا تدخل عسكرياً لاستعادة ناقلة النفط السعودية المختطفة

لا تدخل عسكرياً لاستعادة ناقلة النفط السعودية المختطفة

استبعد جنرال من البحرية الأمريكية أمس أي تدخل عسكري لإنقاذ ناقلة النفط السعودية التي اختطفها قراصنة أمس الأول قرب السواحل الصومالية.
وقال مايكل مولن قائد الأركان في البحرية الأمريكية الأدميرال مايكل مولن إنه "متفاجئ" حيال المساحة الواسعة التي يعمل فيها القراصنة الذين تمكنوا من اختطاف "سيريوس ستار" بينما كانت تبحر في قلب المحيط، مشيرا إلى أنها تعد هذه الحادثة غير مسبوقة نظرا لحجم السفينة التي تقدر قيمة حمولتها بأكثر من 100 مليون دولار وبعد العملية عن السواحل.
من ناحيته وصف الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية القرصنة بالإرهاب، وذلك ردا على خطف ناقلة نفط سعودية عملاقة قبالة السواحل الإفريقية بيد قراصنة صوماليين.
وقال الأمير سعود الفيصل للصحافيين في أثينا أمس، إثر لقاء مع نظيرته اليونانية دورا باكويانيس "إن القرصنة، مثلها مثل الإرهاب، داء يضرب كل العالم (...)".
وخطف القراصنة الناقلة سيريوس ستار البالغ طولها 330 مترا والمحملة بمليوني برميل نفط خام وسط المحيط الهندي على مسافة أكثر من 800 كيلو مترا جنوب شرقي مدينة مومباسا في كينيا.

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

فتح ملف قضية القرصنة في الساحل الصومالي بشكل قوي هذه المرة، عقب خطف ناقلة نفطية سعودية أمس الأول، من قبل قراصنة في هذه المنطقة التي شهدت خلال الفترة الأخيرة تصاعدا في حركة موجات القرصنة على السفن في منطقتي خليج وعدن وبحر العرب، بشكل لافت، وتسبب الأمر في عرقلة حركة النقل البحري في هذه المنطقة، بعد أن كان أسلوب القرصنة مختصرا على السفن السياحية وسفن الشحن التجارية وسفن ا لصيد.
وتطورت هذه القضية واتسعت رقعتها إلى اختطاف سفن كبيرة الحجم تنقل النفط كما حدث أمس الأول مع الناقلة Sirus Star، هي أكبر سفينة يتم اختطافها حتى الآن حيث تبلغ حمولتها من النفط مليوني برميل أي ما يعادل ربع إنتاج النفط اليومي للسعودية، كما تبلغ قيمة تلك الحمولة 200 مليون دولار.
وأزاء هذا الوضع سجلت ردود فعل متبانية حول معالجة هذه القضية والتصدى لهؤلاء القراصنة الذين استغلوا عدم وجود حكومة مستقرة في الصومال إلى استخدام مثل هذه الأساليب الإجرامية التي هي ضرب من ممارسات النهب والسرقة التي كانت قد شهدتها المنطقة في قديم الزمان وسجلت في كتب التاريخ والرحالة، حيث كانت تمارس القرصنة في زمن الفوضى باعتبار منطقة المحيط الهندى حلقة وصل تجارية مهمة بين دول العالم الغربي والشرقي والعكس في هذا التقرير تلقي "الاقتصادية" على آخر التطورات على قضية القرصنة.
وتبنى خبير نشر تحقيقا أمس في صحيفة "جارديان" البريطانية قضية مهمة تعد من الآثار الخطيرة حيث قال إن الارتفاع الكبير الذي شهدته المنطقة في الفترة الأخيرة حيث إن نحو 83 سفينة أجنبية، تعرضت للهجوم قبالة السواحل الصومالية في خليج عدن والمحيط الهندي منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، من بينها 33 تعرضت للخطف. ولا تزال 12 سفينة و200 من طاقمها في أيدي القراصنة، هذا الحجم من القرصنة قد يؤدي إلى إغلاق قناة السويس".
ويشير الخبير إلى أن تقريرا صدر أمس الأول عن مركز دراسات وأبحاث يدعى "شاثام هاوس" متخصص في السياسة الخارجية، يحذر من أن زيادة أعمال القرصنة التي تجري في خليج عدن قد تؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية في منطقة القرن الإفريقي، وإلى توقف مسار الرحلات التجارية العالمية عبر قناة السويس. ويطالب التقرير بضرورة وجود قوة بحرية دولية في المنطقة بمشاركة أوروبية بارزة، للتصدي لعمليات القرصنة التي تنطلق من الصومال. وفي غياب حكومة قوية في الصومال يقترح التقرير تشكيل قوة من حراس السواحل تقوم بحراسة السواحل الصومالية، نيابة عن حكومة الصومال، تحت إشراف الأمم المتحدة أو الاتحاد الأوروبي.
وقد صدر تقرير شاثام هاوس بعد أن قام قراصنة بالاستيلاء على سفينة أوكرانية كانت محملة بالدبابات وغيرها من الأسلحة الثقيلة، وما أعقب ذلك من تحرك قوات بحرية أمريكية لمحاولة استعادة السفينة دون نجاح يذكر حتى الآن.
وقالت الخارجية الصومالية إن محادثات هاتفية تجري بين الشركة مالكة السفينة، وبين القراصنة الذين يطالبون بدفع فدية تبلغ 20 مليون دولار مقابل اطلاق السفينة وطاقمها المكون من 21 شخصا.
وتبحر نحو 16 ألف سفينة عبر خليج عدن سنويا. وقد وقعت نحوا 60 عملية قرصنة في المنطقة انطلاقا من الساحل الصومالي هذا العام أي أكثر من ضعف عددها العام الماضي. وأفادت تقارير أن 12 سفينة و259 فردا من أطقمها مازالوا محتجزين ويطالب القراصنة بدفع فدية مالية عالية مقابل اطلاق سراحهم.
حجم نشاط القرصنة
وتؤكد مصادر في المخابرات أن هناك ثلاثة قوارب مريبة في خليج عدن يشتبه بأنها القوارب الاساسية التي ينطلق منها القراصنة.
وأفاد مكتب الملاحة البحرية الدولي أن ما مجمله 199 حادثة قرصنة أو محاولة للقرصنة سجلت في مختلف أنحاء العالم بين كانون الثاني (يناير) وأيلول (سبتمبر) الماضيين. وقع منها 63 حادثا في خليج عدن وقبالة سواحل الصومال.
وأدت هجمات وقعت في الآونة الاخيرة إلى استقدام فريق المهام 150 للتعامل مع الأمر. وهو قوة متعددة الجنسيات ضمن عملية الحرية الصامدة التي تقودها واشنطن ومركزها جيبوتي. وهدفها مساعدة كثير من السفن التي تتعرض لهجمات.

التأثير والقرارات
تدرس شركات الشحن البحري العالمية التي تسير نحو 90 في المائة من السلع العالمية تجنب المرور بخليج عدن وقناة السويس.
ويقول خبراء في هذا المجال إن الطريق البديل حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، سيضيف ثلاثة أسابيع أو أكثر إلى الرحلة العادية مما يزيد من تكلفة السلع.
الحركة الملاحية
وتعبر صادرات الخليج وآسيا إلى الغرب من تلك المنطقة في طريقها الى قناة السويس. وفي كل عام تعبر خليج عدن 20 ألف سفينة. ومنها نحو 7 في المائة من النفط المستهلك عالميا في خليج عدن في عام 2007، وفقا لوحدة لويد للمعلومات البحرية بما في ذلك استهلاك أوروبا الذي تبلغ نسبته 30 في المائة.
وهذه المنطقة تعد هي أيضا الطريق التجاري الرئيس للمواد الجافة
والمصنعة بين آسيا، أوروبا، والأمريكتين.

زيادة المخاطر
ويُعتقد أن شركات الملاحة دفعت نحو 30 مليون دولار فدية في العام الحالي.
ويقول الخبير في تقريره إن قيمة التأمين على السفن التي تعبر خليج عدن قد ارتفعت بنسبة كبيرة. ومع زيادة المخاطر وارتفاع التكاليف قد ينتهي الأمر بأن تفضل شركات الملاحة الانصراف عن خليج عدن وقناة السويس، والاتجاه نحو رأس الرجاء الصالح.
ويحذر التقرير من إمكانية أن يحدث تفاهم بين القراصنة وجماعات إرهابية، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى إغراق سفينة في مدخل قناة السويس مثلا. كما يحذر التقرير من مخاطر كارثة إنسانية تتعلق بتوصيل مواد الإغاثة إلى الصومال. وتبلغ كمية هذه المواد الغذائية 185 طنا يتم نقلها حاليا في حماية قوة بحرية كندية ستنتهي مهمتها في أواخر الشهر الحالي، دون أن يتم تحديد من سيخلفها بعد ومن قراصنة الصومال والقرن الإفريقي، إلى بغداد والاحتفال بعيد الفطر الذي يتخذ شكلا مختلفا هناك.
وكشف مركز شاتام هاوس للدراسات في لندن إن الفديات التي حصل عليها قراصنة الصومال خلال العام الحالي، بلغت 30 مليون دولار حتى الآن.
وذكر تقرير أصدره المركز بهذا الشأن أن قراصنة صوماليين هاجموا نحو 60 سفينة في خليج عدن والمحيط الهندي منذ بداية عام 2008. ويطالب القراصنة حاليا بفدية قدرها 20 مليون دولار مقابل سفينة أوكرانية تحمل 33 دبابة كانت متجهة إلى كينيا. وحذر التقرير من أن نشاط القراصنة قد يجبر السفن على تغيير مسارها إلى الدوران حول إفريقيا بدلا من طريق قناة السويس.
وأفادت الأنباء أن القراصنة يستخدمون أنظمة دفاع جوي وقذائف صاروخية وأنظمة توجيه مرتبطة بالأقمار الصناعية "جي. بي. إس" وهواتف مرتبطة بالأقمار الصناعية. وانتقد التقرير ضعف رد الفعل الدولي رغم وجود سفن حربية أمريكية وفرنسية في المنطقة وتعهد مجلس الأمن الدولي بالتحرك ضد القراصنة. وقال التقرير إن السيناريو الكارثي هو إمكانية أن يصبح القراصنة عملاء للإرهاب الدولي. ورجح التقرير أن تكون الفديات التي حصل عليها القراصنة تستخدم لتمويل المسلحين الإسلاميين، الذين يخوضون حربا شرسة منذ 2007 ضد الحكومة الصومالية.
كما يشير إلى أن وقوع عملية من هذا النوع تشير إلى عدم فاعلية القوة البحرية متعددة الجنسيات، التي نُشرت في المنطقة لمحاربة القرصنة.
وقال الأدميرال مايك مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في مؤتمر صحافي في البنتاجون أمس الأول ، إن القراصنة الذين ينفذون العمليات مدربون جيدا. مضيفا بأنهم بمجرد صعودهم إلى سطح السفينة يصبح من الصعب إنزالهم، لأنهم ببساطة يحتجزون رهائن".
وتمثل عمليات القرصنة التي تقع في خليج عدن وقبالة الساحل الإفريقي، وهو مسطح مائي مساحته مليون ميل مربع، ثلث عمليات القرصنة في العالم هذا العام، طبقا لأرقام المجلس الدولي للملاحة.
لكن هذه العمليات عادة ما تنتهي بسلام بعد مفاوضات لدفع فدية، ولا يزال قراصنة الصومال يحتجزون نحو 12 سفينة عليها طواقم عددها 250 شخصا فيما تستمر المفاوضات بينهم وبين الجهات المالكة لهذه السفن. وخلال الشهر الحالي فقط، اختطف القراصنة سفينة شحن يابانية قبالة ساحل الصومال، وسفينة صيد صينية قبالة ساحل كينيا، وسفينة نقل تركية عليها حمولة من المواد الكيماوية كانت متجهة إلى اليمن.
مخاوف مستقبلية
وحذرت دراسة صادرة عن معهد أبحاث تشاثام هاوس البريطاني الشهر الماضي، من المخاطر المترتبة على تزايد عمليات القرصنة في المنطقة، مشيرة إلى إمكانية ارتباطها بحركات إرهابية. كما حذرت الدراسة من الأثر المتوقع على قناة السويس، إذا كفت الشركات الملاحية عن استخدام المسارات الملاحية في خليج عدن والبحر الأحمر.
وفي النرويج، قررت مجموعة الشحن النرويجية أودفيل تجنب استخدام قناة السويس وخليج عدن لتجنب هجمات قراصنة وستغير مسار سفنها الى رأس الرجاء الصالح على الرغم من ارتفاع التكاليف.
وشدد تيري ستورينج المدير التنفيذي للشركة النرويجية قائلا: "لن نعرض طواقمنا بعد اليوم لمخاطر الخطف في خليج عدن.".
من جهته، ووافق الاتحاد الأوروبي أمس الأول، على عملية تاريخية تسمح باول مهمة بحرية لمكافحة القراصنة الصوماليين. وصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بالإجماع بتخويل الدول الأجنبية باستخدام سفنها الحربية في المياه الإقليمية الصومالية لمحاربة قراصنة البحر الذين ينشطون فيها. ويخول القرار الدول - بعد حصولها على موافقة الحكومة الصومالية المؤقتة - باستخدام كل السبل المتاحة لمكافحة أعمال القرصنة على مدى الأشهر الستة المقبلة. يذكر أن القراصنة هاجموا 26 سفينة في المياه الإقليمية الصومالية في السنة الأخيرة.
وجاء التصويت على القرار الجديد متزامنا مع بدء مفاوضات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي تشارك فيها مختلف الفصائل الصومالية. إلا أن المعارضة الإسلامية قالت إنها لن تجلس مع الحكومة وجها لوجه ما لم تقم الأخيرة بالإعلان عن جدول زمني واضح لانسحاب القوات الإثيوبية من الصومال.
استشراء القرصنة
يذكر أن المياه الاقليمية للصومال تقع بالقرب من الممرات البحرية المزدحمة، التي تربط البحر الأحمر بالمحيط الهندي، وتفتقر الحكومة الصومالية إلى القدرة على مراقبتها والسيطرة عليها.
كانت نتيجة ذلك أن استشرت أعمال القرصنة في المياه المحاذية للساحل الصومالي الذي يبلغ طوله 1800 ميل.
وصاغت القرار الجديد كل من فرنسا، الولايات المتحدة، وبنما.
وكانت فرنسا ترغب في أن يشمل القرار أعمال القرصنة في مناطق أخرى من العالم كغرب إفريقيا، إلا أن الصين، فيتنام، وليبيا قالت إنها لن تصوت لصالح القرار إلا إذا كان يتعلق بالحالة الصومالية حصرا ولا ينتهك سيادة أية دولة أخرى. لكن الدبلوماسيين يقولون إن القرار مهم جدا لأنه يستخدم قوة القانون الدولي في السماح للقوى البحرية بمطاردة القراصنة.
مقاطعة الحكومات
على صعيد آخر، يجري مبعوثون من مجلس الأمن مشاورات منفصلة في جيبوتي مع ممثلي الحكومة الصومالية الانتقالية والمعارضة. وتعتبر هذه المشاورات التي تقرر إجراؤها في جيبوتي نظرا لخطورة الوضع الأمني في الصومال، جزءا من خطة للأمم المتحدة تستهدف جمع طرفي النزاع في مفاوضات مباشرة.
يذكر أن الصومال لم ير حكومة فاعلة تحكمه منذ الإطاحة بنظام حكم الرئيس محمد سياد بري عام 1991.
ومن ردود الفعل الاقتصادية القوية ما أ علنته شركة "أوفجل" البحرية النروجية أمس الأول، أن سفنها لن تعبر بعد الآن خليج عدن الذي يشهد تزايدا في أعمال القرصنة، مفضلة سلوك رأس الرجاء الصالح لأنه أكثر أمانا وأن كان أطول وأكثر تكلفة.
وقال ترجي ستورنج المدير العام لشركة "أوفجل" في بيان "لن نعرض طواقمنا بعد اليوم لخطر تعرضهم للخطف أو احتجازهم رهائن على أيدي قراصنة بهدف الحصول على فدية في خليج عدن".
وأضاف أن سفن الشركة ستبدأ اعتبارا من الإثنين سلوك طريق رأس الرجاء الصالح مرورا بجنوب إفريقيا.
وقال ستورنج "نحن مقتنعون بأن عملاءنا سيقدرون هذا القرار الذي اتخذ بهدف ضمانة ليس فقط أمن طواقمنا وسفننا، وأنما كذلك بضائعنا".
وأضاف "سينجم عن ذلك تكلفة إضافية، لكننا نعتمد على دعم ومساهمة عملائنا".
وأوضح ستورينج لشبكة "تي في 2" أنه "من الصعب" تقدير التكلفة الإضافية التي ستنجم عن هذا القرار وستكون رهنا بموانىء الانطلاق والوصول. ورأى أن هذا القرار سيزيد وقت الرحلة البحرية العادية "من ستة إلى 12 يوما" إضافية.
وتفيد شركة "أوفجل" على موقعها على الإنترنت أنها تملك 92 سفينة تصل الولايات المتحدة وأوروبا بآسيا والشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية.
ولم تتعرض أي من سفنها أخيرا لهجوم من قبل قراصنة قبالة سواحل الصومال.
وذكر المكتب البحري الدولي في إحصائية جديدة أن نحو 83 سفينة أجنبية تعرضت للهجوم قبالة السواحل الصومالية في خليج عدن والمحيط الهندي، منذ كانون الثاني (يناير) الماضي، من بينها 33 تعرضت للخطف. ولا تزال 12 سفينة و200 من طاقمها في أيدي القراصنة.

الأكثر قراءة