آداب المتعلمين .. إعادة تأهيل!
يبدو أن شريحة كبيرة من طلبة وطالبات الجامعات بحاجة إلى إعادة تأهيل فيما يخصّ ثقافة التعامل مع الأساتذة وزملائهم، والسبب ما يحدث اليوم من تجاوزات منهم لأبسط آداب المعاملة.
يبدأ بعض الأفراد يومهم الدراسي بتأخر يتجاوز الدقائق مسببين إرباكاً للمتلقي والمحاضر على حدّ سواء ومن ثم يطالبون بتوضيح لما لم يتم لهم التقاطه وكأن الوصول بعد الجميع لم يكن كافياً، في هذه الحالة يقع اللوم على الأساتذة المتجاوبين والمتساهلين مع هذا التأخير فمن أمن العقوبة أساء الأدب!
بالضرورة التأخير عن الاستماع للمحاضرة يلحقه التأخر في كتابة الملاحظات خلال المحاضرة فلا نستغرب من أن يتقدم أحدهم للطلبة "المبكرين" لطلب المذكرة وإكمال ما فاتهم مما يضع الزملاء في موقف محرج إما الموافقة على مضض أو الرفض ومحاولة التعايش مع زميل حانق إلى نهاية العام.
ومن صور تجاهل الآخرين في قاعة الدرس طرح أسئلة تصنف بالتافهة أحيانا والتي تحمل إجابتها في طرفها ولكنها تحتاج إلى شخص يبذل تركيزاً أكبر فيعين المحاضر ويعين نفسه على التحصيل العلمي في أقصر وقت ممكن.
حسناً سيقول البعض والفروق الفردية ألا تستثني؟ والإجابة أن كثيرا من الفروق الفردية تمحى مع التقدم في سنوات التعليم والسبب كثرة المران والمتابعة بجدّ وفي مرحلة التعليم العالي يصل الأفضل ويكون التأخر الدراسي حينها بسبب الإهمال ولا شيء غيره!
والطالبات بدورهن يتميزن بالمحاضرات المدارة بواسطة الشبكة وهي لا تخلو من مواقف أقل ما توصف به كونها أنانية بحتة تبدأ بالاستئثار بأجهزة الاتصال المتاحة وتنتهي بفرض صيغ معينة للاختبارات وأوراق العمل. التفكير في أنفسنا ومصالحنا الشخصية خلال عملية التعلّم لا يعني أن نلغي وجود الآخرين من حولنا، فجميعنا نبحث عن الهدف الأوحد الأسمى ألا وهو تحقيق النجاح.