تضامنا مع الوضع الاقتصادي العالمي.. "النصف ريال" غالي
تضامنا مع الوضع الاقتصادي العالمي.. "النصف ريال" غالي
عادت العملة السعودية المعدنية (فئة نصف ريال) إلى أدراج الكاشيرات في محال العاصمة، بعد أن بقيت فترة من الزمن مختفية بسبب عدم حاجة منافذ البيع إلها، حيث تستخدم عادة في شراء بعض السلع ذات القيمة نفسها، أو بإعادة الباقي من نقود الزبون إن صادفت عملية البيع الحسابية مع كسور عشرية.
أصحاب البقالات والسوبر ماركت كانوا يكتفون بإعطاء صاحب النقود سلعة تعادل نصف الريال وعادة ما تكون "لبانا"، بعض المستهلكين لا يأخذونه لأنهم ليسوا في حاجة له، فيكون هناك هامش ربح أفضل، إلا أن العملية اختلفت هذا العام عند المستهلكين، حيث يصر بعضهم على إعادة الباقي ولو كانت كسورا عشرية! ولذلك اضطر أصحاب البقالات إلى الاستعانة بكميات كبيرة من العملات المعدنية درءا للمشكلات مع الزبائن الذين تغير سلوكهم الشرائي.
بعض المستهلكين عزوا مطالبتهم بالعملات المعدنية على عكس الأعوام الماضية إلى ارتفاع معظم المواد الغذائية الصغيرة بمبلغ نصف ريال، مما يجعلهم يحافظون على النصف الآخر من أجل شراء مواد أخرى به، إضافة إلى اهتمام بعض المواطنين بجمع هذه الأنصاف بعد ارتفاع المعيشة والحرص على توفير أكبر مبلغ ممكن في وقت التسوق من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار.
في الشأن نفسه يقول ماجد العبيري (محاسب إحدى البقالات) كنا في السابق نصرف مايقارب الـ 50 ريالا، إلى أنصاف ولكن بعد الارتفاع المفاجئ للأسعار، احتاج إلى صرف مبلغ 100 ريال يوميا إلى أنصاف لتغطية الطلب المتزايد عليها. وأشار إلى أن هذه الفئة تعد من أهم ما تقوم عليه البقالة نظرا إلى أهميتها في جميع عمليات البيع والشراء، كما أكد أنه يحتاج إليها كثيرا عندما يتبضع للبقالة من سوق الجملة".
من جهته أكد صالح إبراهيم، عامل في حد البقالات، أنه لاحظ أن معظم الزبائن يحرصون على أخذ نصف ريال والاحتفاظ به عكس ما كان يحدث سابقا من عدم الاكتراث برجوع "نصف ريال" من عدمه، في الفترة السابقة إذا تبقى للزبون نصف ريال فإنه يقوم بإعطائه للبائع أو شراء أي شي بهذا النصف، ولكن في الفترة الأخيرة اكتشفت أن الزبائن يبدون اهتماما كبيرا بالاحتفاظ بالنصف الباقي لأن أوجه صرفه في الفترة الأخيرة كبيرة، وقد تجد بعض الزبائن يشتري من البقاله بمبلغ كبير يتجاوز الـ 500 ريال، ولكن تجده يحرص أشد الحرص على صرف مبلغ بسيط خمسة ريالات إلى أنصاف، لأن الحاجة إليها هذه الأيام أصبحت ماسة، كاشفا أن بعض الأطفال بدأ يحرص على اقتناء الأنصاف بعد أن كانوا يبددونها في البقالات، وذلك بعد مشاهدتهم الكبار يقومون بالاحتفاظ بها في محافظهم النقدية.