المغامسي لـ«مجلس مسك»: التسامح ليس رقة قلب بل وفرة عقل

المغامسي لـ«مجلس مسك»: التسامح ليس رقة قلب بل وفرة عقل

أكد الشيخ صالح المغامسي إمام وخطيب جامع قباء في المدينة المنورة على أن التسامح ليس برقة القلب، بل هي قضية وفرة عقل، معتبرا في الوقت نفسه أن التسامح ثقافة تُبنى من خلال الفرد والمجتمع والقنوات الإعلامية في الناس.
وقال خلال مجلس مسك الثاني الذي تنظمه مبادرات مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية التي عقدت تحت شعار قيم التسامح الإسلامية أمس الأول، إن عصر قيادة المجتمعات بنظام القطيع ولى إلى غير رجعة، وأصبحت الثقافات وقبول الآخرين باتت إحدى القضايا المهمة التي يُعد الناس فيها محورا أساسيا، فإن امتنعوا عن أمر ما، لن يستطيع أحد إجبارهم عليه، وإن قبلوه فلن يستطيع أحد منعهم عنه.
ولفت إلى أن عظمى الدول من حيث القوة العسكرية والبشرية، تتصارع من الناحية الثقافية لا بالعسكر، مؤكدا في الوقت نفسه أن التسامح أحد أبرز الصور الثقافية التي أخرجتها الثقافات الإنسانية على مر العصور.
وأكد إمام وخطيب جامع قباء في المدينة المنورة، أن الجميع مؤتمن على دينه، ووطنه، وأخلاقه، ومن منطلق هذه الأمانة لا بد من الانفتاح على الآخر حتى يفتح الآخر أبوابه، مؤكدا أن الإسلام كان منذ الأزل منفتحا على الديانات والثقافات الأخرى. واستشهد المغامسي بغزوة الخندق أو غزوة الأحزاب كما تعرف تسميتها الأخرى، واقتراح حفر الخندق وهو الأسلوب الحربي والحيلة الدفاعية التي تم اقتراحها على الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو ما قبله عليه صلى الله عليه وسلم على الرغم من أنه أسلوب حربي وحيلة دفاعية استجلبها أحد الصحابة من بلاد فارس.
وحذر المغامسي في الوقت نفسه من ثقافة الموت التي اقتنع بها البعض وبدأ يروج لها، واعتبرها من أسوأ الثقافات، بمقابل نشوء ثقافة أخرى ترتكز على الحياة المطمئنة التي إن وجدت يكون صاحبها متسامحا ومقبولا من قبل الجميع، وأسف في هذا الصدد الشيخ المغامسي من برامج تلفزيونية، تتخذ من أسماء تقترن بالموت عنوانا لها، وقال عنه إنه غير مقبول أن يسير في هذا النهج وتحت هذه التسمية.
ومضى في حديثه عن التسامح وقبول الآخر ويقول: "قد يعمد البعض إلى اعتماد التسامح منهجا له، وذلك لتمرير أشياء من شأنها هدم المجتمع، وهذا ما يجب الحذر منه، وفي المقابل لا بد من نبذ العرقية والطائفية والمناطقية والقبلية وذلك لقطع الطريق على كل متربص".
وشكى الشيخ صالح المغامسي ممن سماهم "المؤثرون"، إن لم يملكوا روح التسامح سيكون ذلك عائقا لانتشار روح التسامح وتناميها بين الناس، وحذر من أصحاب الصوت المنبري، في حال دخلهم الحسد وبالتالي سيكون ذلك عاملا مساعدا لغياب روح التسامح في أوساط المجتمع، فهذا سيشتت المجتمع على حد وصفه.

الأكثر قراءة