سباق الجيل الخامس 5G يقترب من خط النهاية .. و«هواوي» تخرج من السباق
تتسابق الدول كافة على مستوى العالم لريادة التحول الرقمي باعتماد وتطبيق تقنيات الجيل الخامس للاتصالات في مدنها، وفي المقابل، هناك سباق آخر يجري بوتيرة أسرع من قبل الشركات لكسب عقود تزويد وتشغيل هذه الشبكات في تلك الدول، وعلى الصعيد المحلي تقوم السعودية بقفزات في هذا المجال لتكون من السباقين لتطبيق وتشغيل شبكات الجيل الرابع لما يملكه من مزايا ستسهم بشكل كبير في مجال التحول الرقمي والاقتصادي وفي القطاعات كافة بسبب الطيف الواسع للتغطية إلى جانب السرعات الفائقة.
شبكات الجيل الخامس تغير نمط الحياة
تمثل شبكات الجيل الخامس أحدث تقنية خلوية حتى الآن، وتم تصميم شبكات الجيل الخامس لزيادة سرعة الشبكات اللاسلكية واستجابتها، حيث يمكن للبيانات المنقولة فيها أن تنتقل بمعدلات تصل إلى 20 جيجا بايت في الثانية، إضافة إلى توفير زمن انتقال قدره ميلي ثانية أو أقل للاستخدامات التي تتطلب تغذية راجعة في الزمن الحقيقي، وستتمكن شبكات الجيل الخامس من تحقيق زيادة كبيرة في كمية البيانات المرسلة عبر الأنظمة اللاسلكية بسبب زيادة النطاق الترددي وتقنيات الهوائيات المتقدمة.
وستحقق شبكات الجيل الخامس هدف التزامن بين الأشخاص والأجهزة والتقنيات مع بعضهم بعضا، حيث يكون تدفق المعلومات سلسا ومستمرا مع تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة غير المحدودة بفضل هذا الجيل من الشبكات.
الفيديو والجيل الخامس
من شأن شبكات الجيل الخامس أن توفر سرعات وسعات إنترنت مضاعفة مقارنة بما يتم توفيره اليوم، وهذا سيؤدي إلى أن تشهد أعداد التطبيقات الخاصة بالترفيه واستهلاك مشاهدة الفيديو عبر الإنترنت نموا كبيرا، في وقت يرغب مستخدمو الأجهزة المحمولة في توسيع نطاق الاستفادة من مختلف الأجهزة الرقمية التي لديهم، الأمر الذي سيقود شركات الاتصالات إلى توفير وإتاحة خيارات أكثر أمام المستهلكين لتلبية متطلباتهم، حيث إن وظيفة الهواتف المحمولة لم تعد تقتصر على المكالمات الهاتفية، إذ تصبح باقة بيانات الإنترنت تتمتع بأهمية مماثلة لأهمية باقة الرسائل النصية القصيرة والمكالمات الصوتية، الأمر الذي سيؤدي إلى زيادة استهلاك المحتوى من مقدمي خدمات الفيديو عند الطلب وبوابات البث إلى زيادة استخدام الإنترنت على نطاق واسع، كما ستتيح تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي مزيدا من الأتمتة والتلقائية في الخدمة، وإتاحة محتوى معدل وفق احتياجات المستهلكين.
قطاع الأعمال والجيل الخامس
أوضحت دراسة عن حالات استخدام وتبني شبكات الجيل الجديد أجرتها مؤسسة أبحاث السوق جارتنر أن 66 في المائة من الشركات تخطط لاستخدام شبكات الجيل الخامس بحلول عام 2020، وتتوقع الشركات المشاركة في الدراسة استخدام شبكات الجيل الخامس بشكل أساس في توصيل إنترنت الأشياء والفيديو بفضل الكفاءة التشغيلية العالية، كما أن متطلبات وتوقعات الشركات واضحة فيما يتعلق بحالات استخدام شبكات الجيل الخامس، لكن هنالك قضية كبيرة تواجه مستخدمي الجيل الخامس ألا وهي عدم جاهزية مزودي خدمات الاتصالات، حيث إن شبكاتهم من الجيل الخامس غير متوافرة أو مؤهلة على نحو كاف لاحتياجات الشركات، فلا يمكن للشركات الراغبة في الاستفادة من الجيل الخامس أن تعتمد بشكل كامل على البنى التحتية العامة لشبكات الجيل الخامس لأجل حالات استخدام مثل توصيل إنترنت الأشياء والفيديو والتحكم والأتمتة والنفاذ إلى الشبكات اللاسلكية الثابتة والتحليلات الطرفية عالية الأداء.
الجيل الخامس في السعودية
مع تجاوز شركات الاتصالات في السعودية مرحلة اختبار قدرتها على تفعيل شبكات الجيل الخامس وبدئها فعليا بتجربتها وإتاحتها تحت التجربة التجارية، بات هذا الأمر ينبئ المستهلكين باقتراب الوقت الفعلي لإتاحتها تجاريا أمام المستهلكين في المملكة الذي من المتوقع أن يكون خلال النصف الثاني من العام الجاري 2019.
من جانبه، أكد المهندس عبدالله السواحه وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، أثناء مشاركته في المؤتمر العالمي للجوال MWC أن السعودية تعد من الدول السباقة في إطلاق شبكة الجيل الخامس بعد نجاحها في إطلاق أول المواقع الحية لشبكة الجيل الخامس للمرة الأولى على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الأمر الذي يعكس مدى التطور الكبير الذي حققه قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات لدعم مسيرة التحول الرقمي المنشود في المملكة.
وأشار إلى تطلع المملكة أن تكون الأولى في دول المنطقة والسباقة دوما بتفعيل هذه التقنية من خلال تنفيذ عديد من المبادرات التي تعنى بتوفير شبكة الجيل الخامس للاستفادة المبكرة من مكتسباتها بفتح مجال واسع أمام عديد من التقنيات المتقدمة التي تعتمد عليها مثل إنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والروبوتات والمدن الذكية وغيرها من التقنيات المستقبلية الحديثة.
الجيل الخامس في 2020
على الرغم من التقدم الفعلي الحاصل على مستوى العالم في تطوير شبكات الجيل الخامس إلى إلا أن عديدا يستبعدون توافرها تجاريا للمستخدمين قبل عام 2020، وبحلول العام المقبل من المتوقع أن يراوح عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت ما بين 50 و100 مليار جهاز، لذا فلا بد من توافر شبكات بنطاقات ترددية جديدة ومختلفة لسد هذا الطلب الواسع على الاتصال بشبكة الإنترنت.
الجيل الخامس من "هواوي" في القائمة السوداء
بصفتها المزود الأول والأكبر للبنى التحتية للاتصالات خاصة تقنيات الجيل الخامس، ومع أنها تعد المزود الرئيس لمعدات وشبكات الجيل الخامس في المملكة وذلك بتوقيعها عقودا مع شركات الاتصالات المحلية، تعاني شركة هواوي الحرب الاقتصادية واتهامات بالتجسس جعلتها في عديد من الدول في القائمة السوداء لأسباب تتعلق بالأمن خاصة في مجال معدات الجيل الخامس من شبكات الاتصالات، ومع كونها الشركة الأولى عالميا في تزويد معدات الجيل الخامس، إلا أنه بدأت خطوات الاستغناء عنها وعن تقنياتها لمصلحة شركات أخرى، حيث كانت البداية من قبل شركة الاتصالات البريطانية العملاقة "إي إي" أول مشغل في بريطانيا يطلق شبكة الجيل الخامس دون تكنولوجيا "هواوي" كما كان مقررا في الأساس، فهل يبزغ نور شبكات الجيل الخامس دون أن تكون "هواوي" في صدارة المشغلين؟