أكل يعني أكل!
أكل يعني أكل!
يقول جورج برناردشو: "إن الحب الأصدق في الحياة هو حبّ الأكل"، وعملاً بمقولته الرائعة نبحث دائما عن مخارج لكسر روتين تناول الطعام في المنزل باتجاه المطاعم والمقاهي طمعاً في إيجاد ساعات من الصفاء والراحة.
نحنُ لا نذهب قبل التأكد من المكان هل يتطلب حجزاً مسبقا أم لا لكي لا نثير الصخب في الجدال مع الجرسونات! وعلى الرغم من تعلقنا الشديد بأطفالنا الصغار إلا أن المنزل مكانهم المناسب وسيكون هو أفضل مكان لاستيعاب لعبهم وركضهم ونوبات البكاء الهستيري التي تصيبهم دون سابق إنذار.
عندما نزور مطعماً إيطاليا لا نستفسر عن الدجاج التندوري وصلصته الغنية بالبهارات أو نباغت موظف المقهى بسؤاله "عندك قهوة؟"، إذا لم تعجبنا الزاوية التي أشار علينا الجرسون بالجلوس فيها، يمكن دائما تغييرها أو ترك المكان بهدوء فالخصوصية والهدوء مطلب يبحث عنه الجميع ولن يكون تحويل المطعم لغرفة جلوس منزلية أمرا محبباً. عندما نتسلم قائمة الأطباق نقرأ الأسعار وقيمة الخدمة، لا نترك شيئا للمصادفة فليس هناك أسوأ من مواجهة الفاتورة بعد وجبة دسمة.
في زيارة لـ "س" من المطاعم الحديثة التي لا تحدد توجهها بلوحة خارجية أو ديكور معيّن لا يمنعنا الخجل من الاستفسار عن الأطباق، وكيف تعدّ كي لا نجبر أجهزتنا الهضمية على تقبل أكثر الأطباق غرابة! ويحصل أحياناً أن يخفق الطباخ في إعداد أطباقنا المفضلة لكننا لا نصنع مشهدا مسرحياً يثير اشمئزاز بقية الزبائن ويدفعهم لترك طعامهم والهرب من المكان، نحن نستدعيه بهدوء ونطالب بتغيير الطبق أو إعادة طهوه.
نترك المنزل للهروب من روتيننا اليومي، من الاتصالات التي لا تتوقف والتقنية التي تخنقنا لذلك فإننا "مشكورين" لا نستكمل أحاديثنا الشخصية ومشاريع التسوق والزيارات العائلية ونشرك الجميع بها.