مجرمون يرفعون وتيرة الهجمات الموجهة لمنطقة الشرق الأوسط

مجرمون يرفعون وتيرة الهجمات الموجهة لمنطقة الشرق الأوسط

تمثل الشركات وبعض الجهات في الشرق الأوسط أبرز أهداف قراصنة ومجرمي الإنترنت الذين يسعون من خلال هجمات إلى جني المكاسب المالية أو ابتزاز الشركات، لذلك فإنهم يقومون في العادة بالسطو على الشركات المستضيفة لهذه البيانات أكثر من استهدافهم للمستخدمين النهائيين في سبيل سرقة أكبر قدر ممكن من هذه البيانات.
فقد كشفت شركة كاسبرسكي لاب خلال مؤتمرها السنوي CyberSecurity Weekend عن تطورات مشهد التهديدات الرقمية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أشارت إلى وقوع أكثر من 150 مليون هجوم ببرمجيات خبيثة في الربع الأول من العام الجاري وحده، وهو ما يمثل نحو 1.6 مليون هجوم يوميا، بزيادة قدرها 8.2 في المائة على الربع الأول من 2018.
ولم يكن من المستغرب أن تجتذب منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا كذلك حصة كبيرة من الهجمات بالبرمجيات الخبيثة، التي تستهدف الهواتف المحمولة، نظرا لاشتمالها على واحد من أعلى معدلات انتشار الهواتف المحمولة في العالم. وتجاوز عدد الهجمات بالبرمجيات الخبيثة المحمولة في المنطقة 368 ألف هجوم، خلال الربع الأول من العام الجاري، بمعدل 4098 هجوما في اليوم، بارتفاع قدره 17 في المائة مقارنة بالربع الأول من العام الماضي، إضافة إلى استمرار الهجمات في مجالات مثل: البرمجيات الخبيثة الخاصة بتعدين العملات الرقمية، مع نحو 3.16 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 35 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 46 في المائة عن الربع الأول من 2018.
وواجهت المنطقة هجمات التصيد مع قرابة 5.83 مليون هجوم، بمعدل يومي قدره 64 ألف هجوم، وزيادة بنسبة 70 في المائة على الربع الأول من 2018، أما هجمات طلب الفدية فقد بلغت 193 ألف هجوم، بمعدل يومي قدره 2.1 ألف هجوم، وانخفاض بنسبة 18 في المائة عن الربع الأول من 2018.
وأظهرت إحصائيات خدمة Kaspersky Security Network السحابية أن 27.3 في المائة في المعدل من جميع المستخدمين، في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، تأثروا خلال الربع الأول من عام 2019 بحوادث مرتبطة بتهديدات الويب، ما يبرز الحاجة المستمرة إلى تعزيز الوعي والتثقيف الأمنيين.
وضمت المملكة أكبر عدد من المستخدمين المتأثرين بهذه التهديدات، بنسبة 35.9 في المائة ، في حين أن ناميبيا كانت أقل الدول تأثرا بنسبة 18.5 في المائة. وقد أبلغ ما يقرب من نصف المستخدمين الذين تبلغ نسبتهم 49.3 في المائة في منطقة الشرق الأوسط عن تهديدات محلية، كتلك التي تنتشر في الشبكات المحلية عبر الأقراص المدمجة، أو قطع الذاكرة المحمولة USB وقد وجد أعلى تركيز لهذه التهديدات في كينيا بنسبة 56.8 في المائة، وأقله في جنوب إفريقيا بنسبة 43.6 في المائة.
وكشفت كاسبرسكي لاب كذلك عن التهديدات التي تواجهها البلدان في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، كل على حدة. وتظهر النظرة المقربة أن مشهد التهديد ليس موحدا دائما، وأن بعض الدول تشهد أنواعا معينة من التهديدات أكثر من غيرها. فعلى سبيل المثال: دولة الإمارات، التي يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، شهدت 1.1 مليون هجوم تصيد و23 مليون هجوم بالبرمجيات الخبيثة. لكن من وجهة نظر الأرقام البحتة، وجدت كاسبرسكي لاب أن تركيا تحتل موقع الصدارة في حوادث التصيد بواقع 1.24 مليون هجوم والبرمجيات الخبيثة بواقع 39 مليونا، والبرمجيات الخبيثة الموجهة للأجهزة المحمولة 87 ألفا.
وتضمن برنامج المؤتمر حلقة نقاشية عن التوعية والتثقيف بالأمن الإلكتروني؛ باعتبارهما من العناصر الرئيسة لبناء حماية مستدامة لأية شركة، وهو ما ينظر إليه باعتباره "جدار الحماية البشري". وفي هذا السياق، أكد باران أردوغان، المؤسس وكبير مسؤولي التقنية في شركة "سيكيور كومبيوتنج" أن الموظفين غير الواعين بمخاطر التهديدات الإلكترونية يمكن أن يمثلوا تحديا كبيرا يواجه الشركات، ويصعب التغلب عليه، ولا سيما للشركات الصغيرة التي لا تزال تبني ثقافة الأمن الإلكتروني لديها. وأضاف: "تقع على الموظفين مسؤولية حماية أنفسهم وشركاتهم من الوقوع ضحايا للتهديدات الإلكترونية، ولهذا ينبغي للشركات الاهتمام بتثقيف موظفيها، وتقديم حلول أمنية قوية ومحكمة، تتسم في الوقت نفسه بسهولة الاستخدام والإدارة، ما يمكن الموظفين من غير الخبراء في الأمن الرقمي من تحمل هذه المسؤولية".

الأكثر قراءة