أقساط طول العمر
قدر الله أن أستمع لنصيحة صديق كنت أعتقد أنه نصوح ولكنه كان عكس ذلك. هذا الصديق نصحني باقتناء بطاقة ائتمانية، ووافقت بعد أن ألح عليّ وأقنعني أن تلك البطاقة راح تضفي على "برستيجي" وهجا على وهج.
ذهبت للبنك وكان التفاعل سريعا والاهتمام عظيما وتم صرف بطاقة ائتمانية لحضرة جنابي، وكانت الاتفاقية أن أسدد المبلغ الذي سأسحبه سواء نقدا أو مشتريات أقساطا شهرية على أن يخصم من حسابي الجاري شهريا بمعدل 10 في المائة من القيمة الإجمالية.
وفي الشهر الأول تم سحب كافة رصيد البطاقة والمقدر بـ 15 ألف ريال، وبحبحت عمري على الآخر، على أن أسددها أقساطا كما الاتفاق، وبدأت السداد فورا والسحب من رصيدي شهريا. وبعد أكثر من عام اتصل علي موظف من البنك يخبرني أن رصيدي دائن ويحتاج إلى تغذية كي يتم خصم القسط والذي حل للتو، سألته وش رأيكم أسدد بقية المبلغ دفعة أخرى، ورحب ترحيبا كبيرا، وسألته عن المتبقي وكنت أظن أنه في حدود الألف أو الألفي ريال لأن لي أكثر من عام وأنا مستمر في الأقساط وكانت الإجابة صدمة لي حيث أخبرني أن المبلغ المتبقي أكثر من 13 ألف ريال. أكثر من عام.
يا عالم يا هوه أكثر من عام وأنا أسدد وفي الأخير تقول لي ما سددت إلا ألفي ريال "كان هذا ما استطعت قوله للموظف، والذي اكتفى بالطلب مني مراجعة البنك بعد الصراخ والنحيب الذي صدر مني"، وكتبت هذا المقال قبل الرد والذي أظن أنه سلبي كما أخبرني أحد المتخصصين في مجال بطاقات الائتمان، ما أخشاه أن أظل أسدد طول العمر دون أن تنتهي الـ 15 ألفا.