«وسم الإبل» تقليد عربي يثبت الملكية .. بديلها الحديث الشريحة الإلكترونية
يعد الوسم بالنسبة لأبناء الجزيرة العربية من أصحاب الإبل والمواشي الوسيلة المتفق عليها لتمييز الأملاك عن بعضها، وهو تقليد عربي قديم، اتخذوه شعارا لهم، حيث يعد من الناحية العرفية والقانونية والقضائية من وسائل إثبات الملكية ومن دلائل وحدة النسب والترابط الاجتماعي.
ويشهد مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل في نسخته الثالثة المقام في الصياهد الجنوبية، استخدام التقنية الحديثة في التسجيل والترقيم الإلكتروني، لاعتماد مشاركة الإبل في المهرجان من عدمها، ولحصر الثروة الوطنية في مشروع تقوم به وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وتغني الشريحة الإلكترونية عن الوسم، التي أقرت على ملاك الإبل الراغبين في المشاركة في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل في البداية، وستكون بديلا لـ "الوسم" لأنها قد تغني بتقنيتها الحديثة عن العمل اليدوي.
وإذا كان الوسم يمثل جواز السفر والعبور في المسافات الطويلة بين القبائل فإن الشريحة الإلكترونية تقوم بالدور نفسه، وتعد بديلا مناسبا وحديثا وتؤكد ملكية الحيوان وتحميه من العبث والأذى والتشويه الجسدي.
وتعد الشريحة الحديثة التي توضع في الإبل، سجلا حديثا ودليلا على الملكية حسب المراقبين، ولها مميزات أخرى لضبط أعداد الإبل وألوانها، حيث إنها أكثر عملية بحجمها الذي يعادل حبة الأرز ولا تهيج الإبل أو تتحول إلى ضرر عليها كونها مغلفة ومحمية وتحقن بسهولة تشبه حقن الأدوية وتظل لسنوات في جسم الإبل.
وتفيد الشريحة الإلكترونية بتتبع حالة الإبل الصحية ومعرفة سجلها المرضي للجهات الرسمية وللمالك والمشتري، والجهات الإحصائية والرقابية.
ويعرف الوسم بأنه عبارة عن رمز أو علامة على شكل خط مستقيم أو معكوف أو على شكل دائرة أو نقطة أو أي شكل آخر يوضع على الحيوان عن طريق الكي أو القطع بهدف تحديد ملكيته. ودرس كتاب "وسوم الإبل" للمؤلف مساعد السعدوني، أهمية الوسوم ومعرفة أشكالها في الجزيرة العربية، وأبعادها في مفردات ومعاني الشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي ومعرفة أهميتها لدى الإنسان في هذه المنطقة.
وأوضح المؤلف أن الوسم في الجزيرة العربية غالبا يوضع في الفخذ أو العضد أو الخشم أو الأذن أو الرقبة أو الحنك السفلي، مشيرا إلى أن أدوات الوسم تسمى"الميسام" وهي الحديد المحمى أو بالأدوات الحادة كالسكين وغيرها. ويفضل أن توسم الإبل في فصل الصيف عند طلوع نجم سهيل منعا للالتهاب وكذلك ليجف الوسم وينضج الجرح بسرعة بسبب ارتفاع حرارة الجو وعدم وجود الأعشاب التي تسبب التهابات للجروح، وفي الغالب لا توسم الإبل إلا إذا بلغ عمرها سنة، حيث إنها في هذا العمر تنفرد عن أمهاتها ولابد من وسمها لأنها تكون معرضة للضياع.
وبين السعدوني في كتابه "وسوم الإبل" أنه عند الوسم يجب أن يكون الواسم صاحب خبرة، مع الحرص على عدم حركة الحيوان المراد وسمه وذلك بتقييده، ونظافة الميسم، وأن يكون حجمه مناسبا ومصنوعا من مادة تتحمل الحرارة العالية، إضافة إلى أن تكون درجة إحماء الميسم مناسبة وفي الطبقة العليا من الجلد ولا يكون في مكان محرم مثل الوجه.
وأشار إلى أنه تتشابه وسوم بعض القبائل والعوائل تشابها بينيا رغم عدم وجود صلة أو رابط إنما من باب الصدفة. ومن أسماء الوسوم التي سميت على موقع الوسم من جسم الناقة، (العضاد أو العاضد، الجران، الدامع أو الدويمع، الباعج، اللاحي، المخدع، المصراع، العقال، والقلادة).