"خلك في حضن أبوك"

"خلك في حضن أبوك"

قررت في غفلة من نفسي خلع رداء تبعيتي لوالدي في كل أمر يخص القبيلة، شمرت عن ساعدي معلنا أولى خطواتي في عالم الاستقلالية، ووجهت الدعوة لكل أفراد العائلة لتناول طعام الغداء نهار عيد الفطر المبارك هذا العام على حسابي، وقوبلت الدعوة بإيجاب فوري وبلا تردد.
شقتي لا تكفي للضيوف الذين يتجاوز عددهم 60 رجالا بخلاف النساء والأطفال، عزمت على استئجار استراحة تليق بوضعي الجديد والمستقل وتليق بالضيوف الأكارم الذين غمروني بعطفهم طيلة الأعياد الماضية عندما كانوا يوجهون الدعوة لي.
وضعت ميزانية 2500 ريال للعزيمة شاملة كل المصروفات من قهوة وشاي وماء وذبيحتين وإيجار الاستراحة، وفي ظني أني سأوفر مبلغا بسيطا اشتري به ألعابا نارية لأطفال العائلة كي يستشعروا طعم الفرحة في العيد الذي فقدته وأقراني.
لم أجد استراحة واحدة يقل إيجارها لليوم الواحد فقط عن 2500 ريال، جُل استراحات الرياض ارتفعت أسعارها ارتفاعا شاهقا وصعدت بنسبة 500 في المائة، الجميع يضرب في العالي تحت قانون "اللي ما معهوش ما يلزموش"، الاستراحات التي كانت تؤجر ببضع مئات غدت تؤجر ببضعة آلاف.
أعلم أنه موسم ولكن هذا الارتفاع الجنوني سرقة في وضح النهار دون رقيب أو حسيب، لا يمكن للعائلات أن ترفض الاستئجار بهذه الأسعار، وهي مجبرة على الدفع رغما عنها، فالبيوت لا تتسع للمعازيم والاستراحات الحل الوحيد لجمع العائلات والاستمتاع بالعيد.
أتمنى أن تنظر الجهة الرقابية التي يعلم الله أنني لا أعلم ما هي كما الغالبية بعين الاعتبار لما يحدث، أناشد الجهة الرقابية سواء كانت الأمانة أو "التجارة" أو غيرهما، تحديد أسعار تكون في متناول الجميع تمنح التاجر ربحا مجزيا ولا تعسر المستأجر. كما أناشد الجميع عدم سلخ التبعية، كن تابعا ولا تتبدل حتى يغير الله الحال ويحسن الأحوال.

[email protected]

الأكثر قراءة