أول مركز شرطة في السعودية يتحول إلى مأوى للقطط والكلاب الضالة!
أول مركز شرطة في السعودية يتحول إلى مأوى للقطط والكلاب الضالة!
يعد مركز شرطة الجبيلة أول مركز للشرطة في السعودية، أنشئ بأمر من موحد البلاد الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن – رحمهما الله - قبل وفاته بـ 16عاما، وتحديدا في عام 1357هـ ليكون له دور مهم في متابعة أهم الطرق التي تربط بين العاصمة والأقاليم الشمالية والغربية، وكذلك الطريق المؤدية إلى منطقة الحجاز آنذاك، حيث شيد من الطين والتبن في ذلك الوقت لأنها المواد الأساسية في البناء، فوق بروز جبلي بالقرب من سور الجبيلة القديم، ليكون مطلا على المدينة وكذلك لمتابعة عابري طريق الحجاز القديم.
وقد تتابع عديد من القيادات في الأمن العام على تولي منصب رئيس مركز الشرطة، منهم الفريق محمد بن هلال المطيري وكذلك العميد محمد بن علي الشهراني، كما كان يزخر بعدد من الكفاءات القيادية منهم من لا يزال على قيد الحياة وعدد آخر لقي ربه.
وبعد مرور 29 عاما على افتتاحه، وتحديدا في عام 1386هـ انتقل مقر مركز شرطة الجبيلة من مقره الذي يقع شمال العاصمة ويبعد عنها قرابة 40 كيلومترا، وأصبح المبنى القديم مأوى للقطط والكلاب الضالة، والعمالة المخالفة التي توجد بكثرة في هذه البلدة بحكم بعدها عن فرق الجوازات، وكذلك لوجود العديد من المزارع التي تتطلب وجود عمالة، كما أصبح المبنى يهدد سلامة قاطني الجبيلة وأبناءهم لسقوط بعض جدرانه الطينية.
في جولة لـ "الاقتصادية" في مقر الشرطة، التقينا أحد سكان منطقة الجبيلة (أبو عبد العزيز المحارب)، وأوضح أن شرطة الجبيلة يعد أول مركز للشرطة في السعودية، تم تأسيسه على يد المغفور له الملك الموحد عبد العزيز – رحمه الله ـ قبل 72 عاما، مشيرا إلى أن موقع الجبيلة على الطريق المؤدية إلى منطقة الحجاز كان له الدور الكبير في تأسيسه وإنشاءئ. وأضاف المحارب أن الكثير من القيادات الأمنية التي تولت العديد من المناصب في الأمن العام كانت بداياتهم في شرطة الجبيلة آنذاك، ويرى المحارب أن مركز الشرطة القديم يعتبر أثرا مهما يجب المحافظة عليه، لكنه مع الأسف لم يجد اهتماما من أحد، فصار المبنى القديم يشكل خطرا كبيرا على سلامة أبناء البلدة، لوجود الكثير من العمالة التي تسكن المزارع وتجعله ملاذا لهم أثناء الجولات التفتيشية لرجال الأمن، كما أن عدد من جدرانه الطينية تساقط بفعل التعرية والأمطار، حيث سقطت (دروازته) التي كانت تجمل مدخل الشرطة. "الإهمال الكبير" كما وصفه جعل من جمال وتاريخ مقر الشرطة الأول في السعودية يزول يوما بعد يوم.
وفي نهاية حديثه طالب المحارب الجهات المعنية والمسؤولة بترميمه وجعله مكانا سياحيا لما له من قيمة معنوية في قلوب السعوديين، أو على الأقل بناء سياج كبير حوله لمنع البعض من الاستفادة منه كمأوى من رجال الأمن. وأشار إلى أن المبنى إذا لم يرمم آيل للسقوط لا محالة، مستشهدا ببعض الجدران التي سقطت نتيجة للأمطار التي هطلت قبل فترة، وسدت الطريق المحاذية للمركز، حتى تم الاستعانة بعدد من عمال البلدية لإزالة أكوام الطين من الطريق.